الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 25 / يونيو 07:01

د. سمير أبو مدللة: مرحى للديمقراطية في انطلاقتها الثانية والأربعين

كل العرب
نُشر: 23/02/11 12:59,  حُتلن: 07:57

د. سمير أبو مدللة:

في شباط في الثاني والعشرين منه ننحني للشهداء والأسرى والمقاتلين والمناضلين من أبناء الجبهة وابناء شعبنا

تأتي الذكرى الثانية والأربعين للانطلاقة المجيدة ورياح التغيير والإصلاح ومطالب العدالة الاجتماعية تهب من بلد إلى آخر في منطقتنا العربية

في الذكرى الثانية والأربعين لانطلاقة الجبهة الديمقراطية يجب العمل الوطني والإسلامي ان تعي بأنه آن الأوان لإنهاء الصراع المدمر والمرير والعمل على استئناف الحوار الوطني

يحتفل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات بالذكرى الثانية والأربعين لانطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، فصيلاً رئيسياً مقاوماً ومؤسساً رئيسياً لمنظمة التحرير الفلسطينية شارك في الحياة السياسية الفلسطينية التي شهدت بدورها محطات بالغة التعقيد على الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.

المشاركة والمواصلة في منظمة التحرير
ويسجل للديمقراطية في انطلاقتها الثانية والأربعين وطنيتها الفلسطينية، الصافية والفاعلة، وحرصها الدائم على المشاركة الجادة والمتواصلة في منظمة التحرير الفلسطينية واعتبارها الوطن السياسي والمعنوي للشعب الفلسطيني لإيمانها الراسخ بالوحدة الوطنية كمنطلق لتحرير الأرض عبر تعبئة كافة طاقات شعبنا، لإدراكها العميق بأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال تحقيق الأهداف الوطنية من دون توحيد وسائل النضال وتحقيق برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي واضح تلتف حوله كافة قوى العمل الوطني واتحاداته الشعبية والنقابية. فلم تسجل الجبهة يوماً خروجاً عن الإطار الائتلافي العريض ومؤسساته بل كانت من أشد المدافعين عنه والداعين لتوسيعه ودمقرطته.

صياغة المشروع الوطني الفلسطيني
ويسجل للجبهة دورها الريادي في صياغة المشروع الوطني الفلسطيني الذي يضبط العمل الفلسطيني حتى الآن ويتمثل في حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية على كافة الأراضي المحتلة عام 1967، وحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم التي شردوا منها عام 1948 على أساس قرار الأمم المتحدة 194 ، فهي أول من دعا لإعادة الاعتبار للبرنامج الوطني وذلك من خلال ما كان يعرف ببرنامج النقاط العشر الذي تبنته منظمة التحرير الفلسطينية عام 1974 خلال دورة القاهرة للمجلس الوطني الفلسطيني، هذا البرنامج كسب تعاطف دول العالم مع النضال الوطني الفلسطيني وجعل الدول العربية تسارع الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية مما كان له الأثر في تحويل القضية الفلسطينية من قضية لاجئين الى قضية تحرر وطني، وهو ما جعل الأمم المتحدة لدعوة الشهيد ياسر عرفات لإلقاء كلمته في الأمم المتحدة في نوفمبر 1974 وقبول منظمة التحرير الفلسطينية عضوا مراقباً في الأمم المتحدة.

مبادرة في العمل العسكري
الجبهة الديمقراطية لها تاريخها السياسي والجماهيري والنضالي والعسكري، فكانت هي المبادرة في العمل العسكري النوعي في مطلع السبعينيات في عملية ترشيحا ومعالوت وفي انتفاضة الأقصى بعملية جانور في مجمع غوش قطيف والطريق إلى فلسطين، كما كان لها شرف المشاركة مع فصائل العمل الوطني طول اثنين وأربعين عاماً في كافة محطات الكفاح الوطني من معركة الكرامة إلى معارك الدفاع عن الثورة في لبنان إلى الانتفاضة الكبرى عام 1987 وانتفاضة الأقصى.
شكلت الجبهة الديمقراطية خط عمل مميز في الساحة الفلسطينية، وأسهمت بإغناء وتطوير الفكر السياسي الفلسطيني عبر إسهامها الواضح في المحطات الرئيسية بدورها الأساسي في تأسيس نموذج المعارضة الوطنية، المعارضة التي تعالج أعقد قضايا الخلاف بالحوار بعيداً عن العنف والاقتتال من داخل البيت وإثراءها بالنقد والرؤى الجديدة ودعوات الإصلاح المستمرة والحوار الوطني الجدي وشجب الاقتتال الداخلي. وكان لها دوراً بارزاً في حماية البيت الوطني في كافة المحطات، وحققت حضوراً نوعياً في حماية المشروع الوطني.

المراجعة السياسية
ويسجل للجبهة الديمقراطية دعوتها الدائمة لكافة القوى السياسية الفلسطينية بالجلوس على طاولة الحوار للمراجعة السياسية بعد فشل عشرين عاماً من المفاوضات ووصولها إلى طريق مسدود وفق منهج أوسلو، ورص الصفوف في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وعلى أساس وثيقة الوفاق الوطني واعتماد إستراتيجية بديلة ترمي إلى استنهاض الحالة الفلسطينية بشكل عام في مواجهة ما يعترض سبيل تقدمها.
تأتي الذكرى الثانية والأربعين للانطلاقة المجيدة ورياح التغيير والإصلاح ومطالب العدالة الاجتماعية تهب من بلد إلى آخر في منطقتنا العربية، تعود فيها القوى الشعبية الى مواقع الفعل والتأثير وتبشر بتحولات هامة سيكون لها تأثير على مستوى المنطقة مما ينعكس ايجابياً في تعزيز نضالنا، وبما يفتح الأفق نحو تعزيز الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتنمية، مما يحذو بشعبنا الفلسطيني بكافة فصائله أن يتوحد في مواجهة العدوان والحصار في ظل احتمالات عدوان إسرائيلي جديد على شعبنا، فالشعب يريد إنهاء الانقسام فهو السبيل لإنهاء الاحتلال والاستيطان وعودة اللاجئين.

بناء مؤسسات منظمة التحرير
في الذكرى الثانية والأربعين لانطلاقة الجبهة الديمقراطية يجب على الأخوة في حركتي فتح وحماس وجميع فصائل العمل الوطني والإسلامي ان تعي بأنه آن الأوان لإنهاء الصراع المدمر والمرير والعمل على استئناف الحوار الوطني الشامل استناداً الر وثيقة الوفاق الوطني واتفاق القاهرة من أجل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من أجل بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية على أساس ديمقراطي وانتخابات حرة وديمقراطية للمجلسين الوطني والتشريعي وانتخابات رئاسية وفق قانون انتخابي يقوم على التمثيل النسبي الكامل، وإجراء انتخابات بلدية ونقابية والتمهيد لذلك يكون بوقف الحملات الإعلامية والإفراج عن المعتقلين السياسيين في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة.

شباط الإنطلاقة..
في شباط الانطلاقة،،،، تحية إجلال وإكبار لشهداء الجبهة العظام القاسم والنزال وأبو عدنان والمجذوب والحاج سامي ابو غوش والعقاد وأبو علبة وكافة الشهداء والقادة الميدانيين من قوات المسلحة الثورية مروراً بالنجم الأحمر وكتائب المقاومة الوطنية، وآلاف الشهداء على امتداد الوطن والشتات. الأمر الذي وضع الجبهة الديمقراطية في المرتبة الأولى بين الفصائل من حيث عدد شهدائها التي جرى تسليم جثامينهم في صفقة التبادل الذي أنجزها حزب الله في العام 2008. والأسرى الأبطال في سجون الاحتلال وفي مقدمتهم إبراهيم أبو حجلة ومصطفى بدارنة ومصطفى مسلماني وعبد المنعم الحسنات والقائمة تطول....
ولا يسعنا إلا أن نخفض رؤوسنا تحية لأرواح شهداء الجبهة ولشهداء شعبنا ولكافة شهداء الحق والحرية والعدالة الاجتماعية والإنسانية، فالمجد للشهداء والمجد للمناضلين على درب الشهداء.
في شباط في الثاني والعشرين منه ننحني للشهداء والأسرى والمقاتلين والمناضلين من أبناء الجبهة وابناء شعبنا، نقف احتراماً لمقاتليها ومناضليها ونسائها وشبابها وأسراها وقيادتها وقواعدها التنظيمية والجماهيرية والنقابية.

رئيس قسم الاقتصاد بجامعة الأزهر- غزة

مقالات متعلقة