الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 01:01

د.شريف أبو هاني: تحية لثوار ليبيا وشباب رهط

كل العرب
نُشر: 01/03/11 14:58,  حُتلن: 08:12

الشيخ د. شريف أبو هاني:

كل شيء في المظاهرة نال إعجابي وكنت متأثرا جدا

ألف لعنة إلى من جعل من نفسه ( نكتة ) يتضاحك ويتمازح بها أطفال الدنيا أينما كانوا, ألف لعنة إلى من جعل من شخصه مدعاة للسخرية والاستهزاء

كنت أتمنى من الشخصيات الاعتبارية على المستوى البلدي وعلى مستوى الأحزاب والحركات, أن يفتحوا المجال أمام الشبيبة ليبرزوا قدراتهم أكثر

كل التحيّة لشباب وشيوخ ونساء وأطفال ليبيا الصامدة وكل التقدير لعلماء ومثقفي ومفكّري ليبيا، كل الاحترام لعساكر وشرطة ليبيا التي انضمّت إلى الثوار

الأسبوع الماضي, تشرّفتُ بالمشاركة في المظاهرة الرهطاوية, التي أقامها شبيبة مدينتنا في المتنزّه البلدي, تحت شار ( لا للعنف ), جابوا من خلالها شوارع مدينتنا وهو يرفعون ويرددون الشعارات التي تدعو إلى التسامح ونبذ العنف, كان المنظر مؤثرا جدا, كان صوت شعاراتهم يدخل إلى أعماق القلوب, كلّ الاحترام لشبيبتنا الكبار, كل التحيّة لطلاب ثانوياتنا في رهط جميعا, التحية الخالصة لطلاب مدرسة العهد في حورة.
كل شيء في المظاهرة نال إعجابي, كنت متأثرا جدا, غير أن لي ملاحظة هنا: كنت أتمنى من الشخصيات الاعتبارية على المستوى البلدي وعلى مستوى الأحزاب والحركات, أن يفتحوا المجال أمام الشبيبة ليبرزوا قدراتهم أكثر, فليس من المعقول أن نرى دائما نفس الوجوه والشخصيات التي تتحدث في كل مناسبة, حتى أصبحنا نشعر وكأن إلقاء فلان أو علان لكلمة في كل مناسبة هي ضرورة لا بدّ منها !!! الأصل احترام الظرف الذي كان, وفسح المجال أمام الشبيبة لإسماع صوتهم وكلماتهم وشعرهم.

شعب ليبيا سيطارد القذافي
عندما نرى هذا الإصرار والثبات والشجاعة والقوة والعزيمة والصمود والتضحية لشباب ليبيا, يمتلكنا الإعجاب بهذا الشعب الأبيّ, فكل التحيّة لشباب وشيوخ ونساء وأطفال ليبيا الصامدة, كل التقدير لعلماء ومثقفي ومفكّري ليبيا, كل الاحترام لعساكر وشرطة ليبيا التي انضمّت إلى الثوار, كل الشكر لسفراء ليبيا في العالم الذين أعلنوا استقالتهم وعدم تمثيلهم لنظام القذافي المتهالك.
ثم ألف لعنة إلى الدكتاتور الجزّار المجرم الظالم المعربد, الذي ما زال - حتى كتابة هذه السطور – يجثم على صدر شعبه ويصرّ على أن يبقى على كرسيّ الخزي والعار!! ألف لعنة إلى من جعل من نفسه ( نكتة ) يتضاحك ويتمازح بها أطفال الدنيا أينما كانوا, ألف لعنة إلى من جعل من شخصه مدعاة للسخرية والاستهزاء, من خلال خطاباته التي أقلّ ما يُقال عنها, أنّها خطابات مجنونة ينقصها العلم والحكمة والفهم والرجولة والقيادة والإنسانية.
نهاية هذا الطاغوت أصبحت واضحة للعيان, خاصة بعد أن سيطر ثوار ليبيا على أغلبية المدن والمحافظات الليبية, هو الآن مع شرذمة من أعوانه في بعض قصور طرابلس, وهم لا شكّ يلفظون أنفاسهم الأخيرة, حيث يأبى القدر إلا أن يكون سقوطهم مدويّا, حيث لا يظل له في قلوب شعبه أية رحمة أو شفقة.
فكما كانت حكمة الله تعالى في مصر, حين تأخرت استقالة حسني مبارك ( المخلوع ) لتظهر نتيجة ذلك وهي زوال حسني ونظامه بلا استثناء, فلعلّها حكمة الله تعالى التي تريد للقذافي ونظامه وأعوانه وزبانيته سقوطا مروّعا, ليستريح بعده الشعب الليبي قرونا طويلة, وليبني دولته ومؤسساته وحياته على أحسن حال إن شاء الله تعالى.

الموت يرفرف بأجنحته فوقنا جميعا

( المرحوم الحاج قاسم أبو سمور ) ( المرحوم الشيخ محمد الدهابشة ) ( المرحوم الشاب جمال المعابدة ) ( المرحوم المربي إبراهيم أبو جريبيع ) ( المرحوم أحمد قبوعة ) ( المرحوم محمد أبو مطير ) هذه بعض الأسماء من نقبنا الحبيب التي قدّر الله تعالى أن ينتقلوا في الأيام الأخيرة إلى رحمته إن شاء الله, منهم الكبير ومنهم الصغير, منهم الشيخ ومنهم المدير ومنهم الأستاذ ومنهم العامل ومنهم رجل الإصلاح. هكذا هو قدر الله تعالى, وهكذا هو الموت يدخل بلا استئذان وبلا استثناء, لا يدري أحدنا متى وكيف وأين ستكون نهايته, لذا أحببت هنا وفي هذه البرقية أن أذكر نفسي وإخواني وأخواتي القرّاء أن نتقي الله تعالى, وأن نجدّد التوبة, وأن نصلح أنفسنا, وأن نكون مستعدّين للقاء الله تعالى.
تزود من التقوى فانك لا تدري....إذا جن ليلا هل تعيش إلى الفجرِ
فكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا ... وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري
وكم من صغار يرتجى طول عمرهم...وقد أدخلت أجسادهم ظلمة القبرِ
وكم صحيح مات دون علة ... وكم من سقيم عاش حينا من الدهرِ
وكم من عروس زينوها لزوجها .... وقد قبضت أرواحهم ليلة العرس
ِالنفس تبكي على الدنيا ....وقد علمت أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنه.... إلا التي كان قبل الموت بانيها
فمن بناها بخير طاب مسكنه .... ومن بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها ... ودورنا لخراب الدهر ِ نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطنة .... سقاها بكاس الموت ساقيها
لا تنظر إلى الدنيا وزينتها .... وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها
هل راح منها بغير القطن والكفن

رحم الله أمواتنا وأموات المسلمين, وأسكنهم جنّات النعيم يا رب العالمين, ندعو الله بكل أسمائه الحسنى أن يهدينا ويرحمنا ويثبتنا على الدين ... اللهم آمين.

مقالات متعلقة