المعلق والكاتب البريطاني مارك ستيل:

من المثير حقا بان كل هذه الحكومات تصر على "فعل شيء" بصدد القذافي

مثير حقا كيف ان عدم احتمال دكاتور امر مدعوم من هذا العدد الكبير من الدكتاتوريين الاخرين في المنطقة

 بعد التخلص من القذافي سيقوم الاخرون بالموافقة على قرار صادر من الامم المتحدة يقضي بقصفهم لأنفسهم

مقالة بقلم المعلق والكاتب البريطاني مارك ستيل جمعت ما بين الفكاهة والسخرية تحمل في طياتها رسالة ترمز بها الى الدور الغربي في الشرق الاوسط نقرأها على صفحات الراي الخاصة بالاندبندنت صباح اليوم. فتحت عنوان: "انه بلير الذي اشعر بالاسف والحزن لاجله!", القى الكاتب ومضات من ضياء على نقاط مثيرة للحيرة والجدل تعقب التدخل الغربي في صد العقيد الليبي القذافي. ففي مستهل المقالة يفتتح الستيل بالقول ان من المثير حقا بان كل هذه الحكومات تصر على "فعل شيء" بصدد القذافي. فقد جاء على لسان كلنتون انها قالت ان بلادها دعمت العملية العسكرية ضد القذافي بعد مساندة الجامعة العربية للقصف الجوي, جامعة تشمل دول كالبحرين, وسوريا واليمن والسعودية! وانه لمثير حقا كيف ان عدم احتمال دكاتور امر مدعوم من هذا العدد الكبير من الدكتاتوريين الاخرين في المنطقة!

صورة فكاهية
يتابع ستيل بالقول ان البعض سيروح لتفسير هذه الظاهرة الغريبة وتحديدا موقف ملك السعودية الملك عبد الله بانه يحاول التخلص من اكبر عدد من الدكتاتوريين في المنطقة ليرأس هو دولة عربية موحدة مترامية الاطراف، ولكنه يصف هذه المجموعة التي تعتقد بهذا بانها على عدم دراية بمدة تعقيد الامور وانها لذلك لا تصير على هذا النحو. ثم يذهب الى عرض صورة فكاهية لدعدم الدكاتوريين الاخرين لخلع الدكتاتور الليبي القذافي. فيقول انه بعد التخلص من القذافي سيقوم الاخرون بالموافقة على قرار صادر من الامم المتحدة يقضي بقصفهم لأنفسهم! ولسان حال كل منهم يقول انه لا يتوجب المجمتع الدولي ان يقف هكذا مكتوف الايدي فيما ادوس انا على شعبي.

الرد على القذافي
ويتابع ستيل مقالته بالقول ان اخرون سيعتقدون ان الغرب سيغض الاعين بعد هذا عن انتهاكات وممارسات الحكومات التي شجعت على قصف ليبيا في كناية عن السعودية والبحرين واليمن وسوريا. غير ان هذا سيكون معناه الولايات المتحدة قامت بقصف بلد فيما كتمت الدوافع الحقيقية لهذا. وكانت وزيرة الخارجية الامريكية كلنتون قد قالت ان بلدها رأت ضرورة الرد على القذافي وضرورة اتخاذ موقف صارم بعدما توجهت اليها جامعة الدول العربية وطلبت ذلك. الامر الذي يفسر على حد قول الكاتب لم يحرك احدا من هذه الدول الغربية ساكنا في لهفة لانقاذ غزة من العدوان
الاسرائيلي قبل عامين. صحيح! لانها خجلت ان تطلب! ابت على نفسها ان تكون عبئا على الاخرين!!

تخرج من مشكلة لتقع في اخرى
ثم يعلق ستيل باسلوب الفكاهي اللاذع على المشاعر التي تنتاب اهل بنغازي بعد صد التحالف قوات القذافي ودحرها بعيدا. يقول ان فرحته تشبه فرحتك عندما يقتحم منزلك لصوص لا يخلصك منهم الا المافيا! فانت تخرج من مشكلة لتقع في اخرى. والادهى انك مدان بدين للفئة الاخيرة ما يزيد الامور تعقيدا. فانها الحال نفسها مع هذه الدول التي هبت الى نصرة المعارضة الليبية. انها دول لم تكترث يوما بديمقراطية الشرق الاوسط او القمع الذي تلاقيه الشعوب من قبل الدكاتوريين (عينهم الغرب اصلا) طالما ان هؤلاء باعوهم النفط وبشروط مفضلة. ويلخص الكاتب في الختام بان هذه الدول الغربية لا تهتم لما ستنجم عنه الثورة طالما تمخضت عن مجموعة تكون مستعدة لمواصلة الدرب وبيعهم نفط بلادهم!!