للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
الكاتب: يتعين على الأسد أن يتخذ خيارات صعبة أخرى بما في ذلك وضع حدود لفترة الرئاسة وتفكيك الدولة البوليسية
الصحف البريطانية الصادرة الخميس ركزت كثيرا على موضوع لجوء وزير الخارجية الليبي موسى كوسا الى بريطانيا بعد ان غادر ليبيا الى تونس ومنها الى بريطانيا حيث اعلن أنه لا يمكنه التعامل بعد اليوم مع نظام القذافي.
واهتمت صحف الخميس أيضا بخطاب الرئيس السوري بشار الأسد الذي كان أول خطاب له منذ بدء الاحتجاجات في درعا وعدد من المدن السورية.
ولعل الملف السوري وتداعيات الأحداث التي وقعت في سورية منذ أكثر من أسبوع كانت محورا لاهتمام الكثير من المعلقين والمحللين في الصحافة البريطانية.
قيادة سوريا في اتجاه جديد
أول هؤلاء دبليو ديفيد ليش، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط في جامعة ترينيتي، ومؤلف كتاب "أسد دمشق الجديد: بشار الاسد وسوريا الحديثة" الذي كتب مقالا في صحيفة "الجارديان" تحت عنوان "الرئيس السوري الذي أعرفه".
وفي هذا المقال يتساءل الكاتب أولا: أين كان الرئيس السوري الاسبوع الماضي؟ ويستطرد: قائلا: "لقد نظم الالاف من السوريين مظاهرات في جميع أنحاء البلاد ضد الحكومة، وقد تم الإبلاغ عن مقتل عشرات من المتظاهرين على ايدي قوات الأمن. وتم اعفاء الحكومة يوم الثلاثاء، على الرغم من أن هذه لفتة لا معنى لها ما لم يتبعها إصلاح حقيقي. وخلال ذلك ظل الرئيس الأسد صامتا بحيث انتشرت الشائعات التي تقول انه تمت الاطاحة به. ولكن بينما السوريون في حاجة ماسة للقيادة، فإنه ليس من الواضح بعد أي زعيم سيكون الأسد".
ومضى الكاتب متسائلا: هل سيكون مثل والده، حافظ الاسد، الذي منح قوات الأمن خلال ثلاثة عقود في السلطة مطلق الحرية في الحفاظ على النظام وممارسة القمع الوحشي ضد انتفاضة اسلامية في مطلع الثمانينيات؟ أم أنه سيرى في ذلك فرصة لقيادة سوريا في اتجاه جديد، والوفاء بالوعد الذي قطعه على نفسه عند توليه الرئاسة بعد وفاة والده في 2000؟
زمام السلطة
إجابة الكاتب عن تساؤلاته تأتي على النحو التالي: "إن خلفية الأسد توحي بأنه يمكن ان يذهب في اي من الاتجاهين. وهو طبيب عيون مؤهل تلقى تدريبا في لندن ومغرم بالكمبيوتر وبالألعاب التكنولوجية الغربية؛ وكانت زوجته، أسماء التي ولدت في بريطانيا لأبوين سوريين، تعمل في مصرف جي بي مورجان. ومن ناحية أخرى، هو ابن الصراع العربي الاسرائيلي والحرب الباردة. وهو على العكس من المصالح الأمريكية، يعتقد اعتقادا راسخا بأن لبنان يجب أن يكون في نطاق النفوذ السوري. وهو أيضا عضو في طائفة الأقلية الإسلامية من العلويين، الذين يقبضون على زمام السلطة في سوريا منذ عقود".
ويتطرق الكاتب بعد ذلك الى تجربته الشخصية فيقول انه في عامي 2004 و 2005 حينما كان يؤلف كتابا عن الرئيس السوري، أجرى معه مقابلات طويلة. وبعد نشر الكتاب، واصل الاجتماع معه بوصفه حلقة الاتصال غير الرسمية بين سوريا والولايات المتحدة في وقت كانت العلاقات بين البلدين قد تدهورت. ويضيف أنه في ذلك الوقت رأى أن الأسد يتطور ويكتسب ثقة بنفسه.
تفكيك الدولة البوليسية
ويضيف انه رأى أيضا أن الأسد استغرق في قضايا النظام السوري الداخلي. ثم تغير، وأنه عندما قابله في مايو/ أيار 2007 بعد الاستفتاء الرئاسي اعرب له عن شعوره بالارتياح من حقيقة ان الناس يحبونه حقا. وفي الواقع، بينما كان يمكن أن يكون الوضع افضل اذا لم يكن الأسد هو المرشح الوحيد، أو اذا لم يكن التأييد الشعبي منظم بشكل كبير.
ويمضي الكاتب قائلا إنه كما هو الحال بالنسبة للقادة المستبدين، بدأ الأسد يساوي بين نفسه والدولة نفسها، وعزز المتملقون من حوله هذه الفكرة. وكان واضحا أنه أصبح رئيسا مدى الحياة.
غير أن الكاتب يستدرك فيقول إننا يجب أن نتذكر حتى مع تصاعد العنف هناك، أن سوريا ليست ليبيا،والرئيس الأسد ليس العقيد معمر القذافي.
واذا أخذنا في الاعتبار أن سورية متنوعة عرقيا ودينيا فإن من الممكن، كما يرى الكاتب، أن تنهار مثل العراق. ولهذا تريد إدارة أوباما منه البقاء في السلطة حتى حتى لو انتقدته على التباطؤ في طريق الإصلاح.
ويختتم الكاتب مقاله بالقول انه يتعين على الأسد أن يتخذ خيارات صعبة أخرى، بما في ذلك وضع حدود لفترة الرئاسة وتفكيك الدولة البوليسية.
إلا أن الكاتب يرى أن خطاب الرئيس الأسد خلا من ذكر الإصلاحات بطريقة غامضة مخيبة للآمال.