الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 07 / أكتوبر 16:02

الخوف والإضطراب والقلق لدى الأطفال: أسباب وعلاج

أماني حصادية- مراسلة
نُشر: 11/04/11 13:06,  حُتلن: 13:07

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

قد تظهر المخاوف بُعدَ إنتقال الطفل إلى منزل جديد أو مدرسة جديدة أو لدى حصول حادث ما، يُهدّد إستقراره النفسي وإحساسه بالأمان

خوف الطفل من الوحوش لا يعني أنه سيُعاني لاحقاً إضطرابات نفسية مختلفة. إذ غالباً ما يتخطّى الأطفال مخاوفهم الليلية عندما يكبرون

هل لاحظت مؤخراً، أن طفلك بدأ يخاف من الذهاب إلى غرفة نومه بمفرده؟ هل أعرب لك عن خوفه من الوحش القابع في خزانة الملابس، أو من الشبح الذي يخترق الجدار أو من الوحش الآخر تحت سريره؟ إليكِ بعض النصائح التي تساعدك في العمل مع طفلك لتجاوز مشاعر الخوف من الوحوش الليلية. ويُعرب عدد كبير من الأطفال بين سن الثلاث والثماني سنوات، عن مخاوفهم من الوحوش الليلية، التي تختبئ في زوايا غرف نومهم. تُعتبر ظاهرة الخوف تلك، شائعة جدّاً في هذه السن، لكونها ترتبط بعملية نمو الطفل ووعيه بمدَى ضعفه وهشاشته في هذا العالم الكبير والمخيف الذي يحيط به، إضافة إلى إدراكه مسائل حياتية عدّة، مثل مفهوم الموت. قد تظهر تلك المخاوف بُعدَ إنتقال الطفل إلى منزل جديد أو مدرسة جديدة أو لدى حصول حادث ما، يُهدّد إستقراره النفسي وإحساسه بالأمان، مثل طلاق الوالدين أو موت أحد الأحباء. كذلك يلاحَظ أنّ بعض هذه المخاوف ينطلق إثر مشاهدة أحد الأفلام المرعبة، أو سماع قصة مخيفة، وقد تزداد عند الأطفال الذين يتمعون بمخيلة واسعة.
يمكن القول، إنّ الوحش يتحول إلى رمز حسي وملموس لكل ما يمكن أن يؤذي الطفل أو يُخيفه أو يركبه. وخوف الطفل من الوحوش لا يعني أنه سيُعاني لاحقاً إضطرابات نفسية مختلفة. إذ غالباً ما يتخطّى الأطفال مخاوفهم الليلية عندما يكبرون. ويدل هذا النوع من المخاوف على تمتُّع الطفل بمخيلة واسعة وحيوية، وبإحساس مرهف جدّاً، وهما من الصفات الأساسية التي يتميّز بها المبدعون والذين يُبدون تعاطفاً مع الآخرين.



- نصائح:
قد يستمر بعض هذه المخاوف في خلق الرعب لدى الأطفال، ما يُحتِّم العمل على تخليصهم من هذه الوحوش المخيفة. إليك الطريقة التي تساعد طفلك في التغلب على مشاعر الخوف الليلية:
* الإصرار على الظلام الدامس في غرفة النوم لن يجدي نفعاً مع الأطفال، بل ربّما جعلهم يخافون أكثر، أو هدم ما تبقى لديهم من جرأة وقوة شخصية. لهذا، يُستحسن دوماً إبقاء مصباح إضافي مُضاء في غرفة نومهم.
* اعترفي بمخاوفه فلا تقولي له: "لا شيء مخيفاً هنا"، بل قولي: "أعلم أنّك تخاف من الوحوش، إنها فكرة مُرعبة جدّاً، أن تظن أنّ الوحوش في غرفتك. لابدّ أنك تعاني كثيراً عندما تستيقظ في منتصف الليل، فالأمر ليس مُسلِّياً".
* شجعي طفلك على رسم صور الوحوش التي يراها. هذه الخطوة تساعده في السيطرة عليها. ثمّة كتب تتناول تلك المشكلة، يمكنك الإستفادة منها. تحدّثي معه عن الأشياء التي أخافته في الفيلم الذي شاهده، ثمّ جاوبي عن أسئلته.
* ساعدي طفلك على اللعب بمخاوفه. كيف؟ يمكنك أن تطلبي منه أن يؤدي دور الوحش، في حين تَدَّعين بأنّك طفلة خائفة. دعيه يستخدم الأقنعة والأزياء كيفما يشاء، وحثِّيه على الضحك. أشعريه بأنّه يسيطر تماماً على اللعبة. بعد فترة، حاولا أن تلعبا اللعبة ذاتها في غرفة مُظلمة. الضحك يساعد في التحكُّم في المخاوف.
* من المهم جدّاً عدم تخويف الطفل بالوحوش، كلما رفض التوجه إلى غرفة نومه بمفرده. ثمّة طريقة أخرى يمكن إعتمادها لحثّ الطفل على الدخول غرفة نومه.
* أحياناً، قد يفيد ان تقرئي لطفلك قصة لطيفة وجميلة، من دون التركيز على الشخصيات الشريرة. مثلاً، إذا أردت أن تُخبري طفلك قصة ليلى والذئب، حاولي ألا تبدو قصتك مخيفة، فلا تركزي على شخصية الذئب الشرير، ذي الأنياب الضخمة الذي أكل الجدّة، ثمّ بدأ في مطاردة ليلى ليأكلها، بل ركِّزي على ليلى الجميلة والأنيقة، التي أرادت أن تزور جدتها في منزلها الواقع في آخر الغابة، وعندما وصلت إليه وجدت أنّ الذئب خبأ الجدة في الخزانة، كي يستحوذ على ما في سلّة ليلى من طعام.
* من المعروف أنّ الطفل غير الجوعان والمرهق، سرعان ما يغفو على سريره. لهذا خصِّصي له فترة بعد الظهر، للعب أو القيام بأنشطة خاصة بالأطفال، ثمّ قدمي له وجبة شهيّة، ثمّ الخضوع لحمّام دافئ.
* غيِّري ديكور غرفته في حال لم تُفلح الخطوات السابقة في تبديد مخاوفه.
* حاولي الإستلقاء في سريره، وراقبي بعناية ما يراه، فقد يكون خوفه بسبب إنعكاس الأضواء الخارجية على جدران غرفته، فتبدو الظلال كخيالات غير مفهومة، بالتالي مخيفة.
* انزعي أي صور أو ملصقات، من شأنها أن تثير مخاوف الطفل وتشوش فكره، ولا تنسي أن تفتحي الستائر وضمها، بحيث لا تخفي شيئاً خلفها، ما يقطع على طفلك الطريق أمام التفكير في إختباء وحش وراءها.
* سارعي إلى النظر تحت سريره أيضاً، وأزيلي الألعاب أو الأحذية أو الكتب، التي قد يكون وضعها في وقت سابق، كي يشعر بالراحة ويتوقف عن تخيُّل الوحوش. وفي حال كانت المسافة بين حافة السرير والأرض كبيرة، يمكنك أن تضعي فيها دُرجاً لتخزين كل تلك الأشياء.
* افتحي ستارة الحمّام، في حال كانت لديك واحدة، واتركي بابه مفتوحاً وأضيئي النور فيه، كي لا يشعر طفلك بالخوف في حال أراد دخوله ليلاً.
* لعلَّ أهم خطوة في مساعدة طفلك في التخلُّص من مخاوفه الليلية، هي منعه من مشاهدة الأفلام العنيفة أو المخيفة في فترة بعد الظهر، وتحديداً قبل مجيء موعد نومه. يجب أن تراقبي مضامين الأفلام التي يشاهدها، حتى لو كانت موجهة إلى الأطفال، أو كانت صوراً متحركة، لأن كثيراً منها يحتوي على مشاهد عنف لا تناسب أعمار الأطفال تحت سن الثماني سنوات. وفي حال لاحظتِ أنّه يتأثر سلباً بأحد البرامج، ما عليك سوى منعه من مشاهدته، وحثّه على متابعة برنامج آخر تثقيفي أو تعليمي.
* لا تُرغمي طفلك على الذهاب بمفرده إلى غرفة نومه، إذا كان يشعر بالخوف، لأنّك ستُسهمين في زيادة سوء حالته.
* يحتاج بعض الأطفال إلى الشعور بالإطمئنان لدى إيوائهم إلى الفراش ليلاً، من خلال الإحساس بوجود شخص قريب منهم. يمكنك أن تضعيه في فراشه ثمّ مغادرة الغرفة، والعودة إليها كل بضع دقائق للإطمئنان عليه. إذا لم يشعر بالراحة، لا تترددي في البقاء إلى جانبه حتى يغفو.
* في حال إستفاق طفلك مذعوراً في الليل، لا تترددي في أخذه إلى غرفتك وتركه ينام إلى جانبك. لعلّ هذا هو الحل الوحيد الذي يتيح لك النوم إلى حين تبدُّد تلك المخاوف الطفولية.
* في النهاية، لا تنسي أن تضعي مصباحاً جانبياً قرب سريره، كي يتمكن من إضاءته عندما يشعر بالخوف. يمكنك أيضاً ترك بعض الكتب المفضّلة لديه، التي تتضمَّن صوراً جميلة وقصصاً لا تحفزه إلى تَخيُّل الصور القبيحة والمخيفة.

مقالات متعلقة