الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 20 / سبتمبر 19:02

حماد أبودعابٍس:جاءتك كنوز الرَّحمات ألا فاغتنمها

كل العرب
نُشر: 05/08/11 09:20,  حُتلن: 14:00

- الشيخ حماد أبو دعابس:

* ما كانت حياة المسلمين لتتوقف في رمضان بحجة الصيام بل تمضي حياتهم بهمةٍ وثابةٍ

* لا تبخلوا على إخوانكم بالدعاء والنُصرة، وإغاثة الملهوف منهم، زوروا المريض وواسوا المنكوب وأغيثوا اللهفان واكفلوا اليتيم

* اقبل إذا بصيامك وبأعمال الخير في رمضان بشوق وحب، فالله تعالى يحب ذلك منك، وإياك والتأفف والشكوى والتبرم الذي ينقص كمّا كبيرا من أجرك

* الصيام مدرسة لتقوية الإرادة، حتى أنّ المرء ليثبت في رمضان انه ما كانت حياته من اجل شهوات جسده، فهاهو يستطيع قهرها وإرغامها طوال النهار لشهر كامل

رئيس الحركة الإسلامية نعيش أيام رمضان ولياليه تحفُّنا رحماته وتكتنفنا بركاته، وقد فتح الله تعالى لنا في شهر رمضان أبواب الخير على مصاريعها، وجعلها لنا كنوز نغتنم منها بقدر جهدنا واستطاعتنا. إنها دعوة مفتوحة لكل مسلم، ومسلمة أن يرفع رصيده عند ربه عز وجل، فتتضاعف حسناته وترتفع درجاته وتضمحل سيئاته، ويُقهر شيطانه. ومع ما في الصوم من عنت ومشقة، فان لذة التقرب إلى الله تعالى بالطاعة التي يحبها تنتصر على المشقة والعناء. إنها مثل الحلوى الطازجة التي تغلب حلاوتها على حرارتها. أما سمعت قول الله تعالى في الحديث القدسي:" كل عمل ابن ادم له، إلا الصوم، فانه لي وأنا اجزي به". فإذا كان ربك سبحانه الذي تدَّعي حُبَّه وخشيته يقول لك: انك تصوم لي وحدي لا لأحد سواي، فكيف لا تتمتع بطاعة يحبها مولاك العظيم، ويجزي عليها جزاء لا يقدر عليه غيره، ويرقب الصائم فيعلم قدر مشقته في الصوم وحبه لطاعة مولاه، ولا يقدر على مراقبة صيام الصائمين إلا علام الغيوب سبحانه، فاقبل إذا بصيامك وبأعمال الخير في رمضان بشوق وحب، فالله تعالى يحب ذلك منك، وإياك والتأفف والشكوى والتبرم الذي ينقص كمّا كبيرا من أجرك.

وقتك ثمين جداً في رمضان فلا تضيعه عبثا
تستطيع بإذن الله تعالى أن تعيش أيام وليالي وساعات رمضان بل دقائقه ولحظاته كلها في طاعة، يكتب لك فيها اجر مئة سنة عباده أو أكثر. فاستيقاظك للسحور عملاً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم عباده، وصلاتك الفجر في المسجد عبادة عظيمة أجرها بسبعين فريضة، وصيامك النهار كله عبادة تؤجر عليها، ثم كل أعمال البر في النهار هي إضافة إلى اجر الصيام. فالصلاة والذكر، وتلاوة القرآن، والصدقة، وصلة الأرحام وعيادة المريض وإتباع الجنائز وإفطار الصائمين، كلها أبواب للخير تجعل العبادات تتداخل في نفس الأوقات المباركة لتتضاعف الأجور بلا حدود.أما الليل فأوله الإفطار في وقته وصلاة الجماعة ثم قيام رمضان ،ثم النوم بغية الاستراحة من اجل صوم يوم الغد فهي كذلك عبادات يتداخل بعضها ببعض ليتضاعف الأجر بلا حدود كذلك .فإذا دخلت العشر الأواخر وفيها ليلة القدر التي تعدل العمر كله،"ليلة القدر خير من ألف شهر" أي خير من ثلاثة وثمانين عاماً، وتداخلت معها كل أعمال البر التي ذكرنا فان الأجر في رمضان لا يعلمه إلا الله تعالى ولا يقدر على إحصائه وإيفائه إلا رب العالمين جل جلاله.
فاغتنموا إذا أوقات رمضان الثمينة لحظة بلحظة، وساعة بساعة ولا تكونوا من الخاسرين الذين رغمت أنوفهم ،وفقاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم " رغم انفه، ثم رغم انفه،ثم رغم انفه.قال من يا رسول الله ؟.فقال عليه الصلاة والسلام .....من أدرك رمضان ثم لم يغفر له "،"وذكر غيره" .

لا تجعلوه شهراً للنوم والخمول
ما كانت حياة المسلمين لتتوقف في رمضان بحجة الصيام .بل تمضي حياتهم بهمةٍ وثابةٍ ،وعطاء مستمر.قد يقل الجهد البدني بطبيعة الحال ، ولكن لا ينبغي أن تتوقف مسيرة العطاء.فالتجارة تنشط في رمضان بشكل كبير، والخدمات كذلك لا غنى عنها في جميع الأوقات .وإذا كنا نتوقع من أخواتنا وأمهاتنا، رباّت البيوت جهداً مضاعفاًً في رمضان لإحياء مناسباته والوفاء بملزماته، فمن باب أولى أن يكون الرجال أوفى بواجباتهم وأقوى على أداء التزاماتهم. الثوّار والمجاهدون في دول العالم الإسلامي تتغذّى ثوراتهم وجهادهم ويزداد عنفوانها في رمضان، حاديهم في ذلك وأسوتهم سلفنا الصالح الذين حققوا الانتصارات العظيمة والفتوحات الكبرى في رمضان.
إن الصيام مدرسة لتقوية الإرادة، حتى أنّ المرء ليثبت في رمضان انه ما كانت حياته من اجل شهوات جسده، فهاهو يستطيع قهرها وإرغامها طوال النهار لشهر كامل، وعليه فان هذه الإرادة القوية كفيلة بان تجدد للحياة معاني أخرى. فتعيش لا لشهوات الجسد بل لحياة الروح، تعيش لآخرتك، ولدنياك، تعيش من اجل مجتمعك وأمتك. فيبارك الله تعالى في عمرك وجهدك ووقتك، ولا يتوقَّف عطاؤك ولا لذلك.

الأُمَّة المتكافلة حتماً ستنتصر
أجزاء عديدة في عالمنا العربي، وأطراف متباعدة في عالمنا الإسلامي تعيش ظروف استثنائية شديدة وصعبة، وهي بحاجة إلى وقفة الأمَّة جميعاً إلى جانبها. قد يلزم الدَّعم المادي والمساعدات العينيَّة ولا شيء أقل من ذلك كما هو حال المسلمين في الصومال وفي القرن الإفريقي. ولا بدَّ من هذا الدَّعم والمساندة، وجهود الإغاثة المتواصلة. وقد يحتاج إخواننا في بلاد أخرى الدَّعم المعنويّ والسياسيّ والإعلاميّ إضافة إلى تجنيد أمم الأرض وشعوبها إلى جانب بقية الشعوب العربية والإسلامية التي تعيش تلك الظروف الاستثنائية.
فالثوار في ليبيا واليمن وسوريا بحاجة ماسَّة إلى دعائِنا ومساندتنا المعنويَّة. ومثلهم العراق وأفغانستان وفلسطين الذين يربض الاحتلال على صدورهم، فهم يحتاجون إلى وقفة الأمَّة بأسرها إلى جانبهم. وليس واجب الحكومات مثل واجب الشعوب، لأنَّ الإمكانات تختلف والمسؤوليات تختلف كذلك. فالشعوب حسبُها الدعاء والإغاثة الإنسانية حيثما أمكن. أما الدول والحكومات فينبغي لها التدخُّل المباشر بشكل جهد جماعي للوقوف مع الشعوب العربية والإسلامية المستضعفة ونصرتها وإعانتها حتى يُرفع الظلم والقهر عنها.

الدعاء والنُصرة
ما نزال نطمع أن يكون شهر رمضان شهر لتكافل المسلمين واجتماع كلمتهم وتعاونهم من اجل نصرة قضاياهم، فان فعلوا ذلك فليس هناك سبب في ألَّا ينتصروا : "يا أيها الذين امنوا إن تنصروا الله ينصركم ويُثبِّت أقدامكم". فلا تبخلوا على إخوانكم بالدعاء والنُصرة، وإغاثة الملهوف منهم، زوروا المريض وواسوا المنكوب وأغيثوا اللهفان واكفلوا اليتيم وجودوا بما آتاكم الله من فضله على من يستحق ذلك الفضل فتؤجروا وترحموا وتنتصروا بإذن الله، الذي بيده الفضل والأجر والنصر.
والله غالب على أمره .

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:
alarab@alarab.co.il 

مقالات متعلقة