رنا النشاشيبي  مديرة مركز الارشاد :لا بد لنا من ترتيب امورنا لمواجهة القضايا النفسية المترتبة على هدم البيوت او  اخلائها بالقوة وللدفاع عن الاطفال وحمايتهم وواجب الصحافة ان تعّرف  الناس وتوعيهم

عنان سرور الخبير في الصحة انفسية :على الصحافة ان تساعد الناس في كيفية مواجهة الامر الواقع والتغلب عليه خصوصا وان ثلث المساكن  في القدس عليها اخطارات هدم والابتعاد عن التهويل في ظل غياب الحلول  ..

المهندس عدنان الحسيني محافظ القدس دعا الصحفيين والاعلاميين ان يهتموا باسلوب عرض الخبر بما يساعد على المواجهة والصمود وليس العكس .. فهدم البيت هو هدم لطموح  الانسان في الحياة  وهو يوازي فقدان الوطن . لأن البيت هو الوطن الصغير لكل انسان ..!

المحامي أحمد رويضي نوه الى المرسوم الرئاسي بتوحيد المرجعيات في القدس  وحث على العمل التطوعي لمواجهة تهجيرنا من بيوتنا ومدينتنا, وقال إن دور الاعلام  هو في إعادة  بناء الثقة من جديد  بين المقدسيين والمستوى الرسمي الفلسطيني

استقطب نقاش حول دور الإعلام في الصحة النفسية اهتمام المشاركين من الصحفيين والخبراء النفسيين في ورشة العمل التي نظمها مركز الإرشاد الفلسطيني بالتعاون مع نادي الصحافة المقدسي السبت 20-8 في قاعة قصر الحمراء بالقدس . وخلص المشاركون إلى ضرورة التعاون وتضافر الجهود بين جميع مؤسسات المجتمع المدني وغيرها  لمواجهة هذا التحدي الكبير الذي يستهدف المواطنين المقدسيين في أهم شيء في حياتهم وهي بيوتهم ومساكنهم التي هي بمثابة وطنهم الصغير من خلال هدمها من جانب قوات الاحتلال أو هدمها بأنفسهم .

 مواجهة التحدي....
واستهلت رنا نشاشيبي مديرة مركز الإرشاد الورشة بالتأكيد على اهمية مواجهة التحدي بتضافر كافة الجهود بين المؤسسات المقدسية لصياغة آلية عمل استراتيجية يلعب الاعلام فيها دورا محوريا ومركزيا من خلال التوعية وسبل التصدي لظاهرة اقتلاع الانسان المقدسي من مسكنه . واشارت الى ان المركز بصدد بحث مهم يعالج هذه الظاهرة من زاوية ما يعرف بالهدم الذاتي اي اجبار سلطات الاحتلال المواطنين على هدم بيوتهم بأنفسهم . ودعت وسائل الاعلام الفلسطينية وخاصة المكتوبة الى ايلاء مثل هذه القضايا  الاولوية. وقالت انه لا بد لنا من ترتيب امورنا لمواجهة القضايا النفسية المترتبة على هدم البيوت او اخلائها بالقوة وللدفاع عن الاطفال وحمايتهم وواجب الصحافة ان تعّرف  الناس وتوعيهم كما انه  لا بد من المساءلة والشفافية والابتعاد عن الرقابة الذاتية على الصحافة . واشاد الصحفي محمد زحايكة رئيس نادي الصحافة المقدسي بمركز الارشاد على تنظيمه ورشة العمل معربا عن امله في ان تكون نقطة بداية التعاون اشمل واوسع مستقبلا. ولخص خطوطا عريضة ومقترحات يمكن الاستئناس بها لتفعيل دور الاعلام في مواجهة التحدي الماثل واحداث حراك مجتمعي في قضايا القدس الاساسية.

ملامح الهدم الذاتي
واستعرض عنان سرور الخبير في الصحة النفسية في مركز الارشاد  الفلسطيني ابرز ملامح البحث الذي يجري اعداده بخصوص هدم البيوت الذاتي في القدس الذي يشكل للاسف نجاحا تاما للاحتلال وربحا صافيا له بعد ان عرّف مفهوم الصحة النفسية بأنها  عملية التوازن بين الشخص وبين  بيئته ورغباته ومشاعره مع التركيز على الجانب الصحي وليس المرضي  . واوضح انه رغم التعاطف مع الضحية في هذه الحالة الا ان عملية الهدم الذاتي تقود الى اليأس وفقدان الامل والاكتئاب . وتطرق الى دور الصحافة المكتوبة في التعاطي مع صياغة اخبار هدم البيوت بحيث تؤدي الى زيادة مخاوف المواطن  المقدسي ودفعه لاشعوريا الى هدم منزله بنفسه ..! بل على الصحافة ان تساعد الناس في كيفية مواجهة الامر الواقع والتغلب عليه خصوصا وان ثلث المساكن  في القدس عليها اخطارات هدم والابتعاد عن التهويل في ظل غياب الحلول  .. ووصف شعور الخجل الذي ينتاب بعض من اقدموا على هدم بيوتهم بالادعاء انه هدم " عشة"  و " عريشة "وليس بيتا في محاولة للتخفيف من تأنيب الضمير بسبب اقدامه على هدم منزله بنفسه ..! ودعا الى  التركيز على  الخبر التحليلي في تغطية هذه الاحداث من خلال افساح المجال امام الخبراء  من قانونيين ومهندسين ومختصين نفسيين للتعليق وابداء ارائهم في الموضوع .

محافظ القدس : التحدي هو الرد
 وعلق المهندس عدنان الحسيني محافظ القدس بعد ان تم فتح باب النقاش والمداخلات على الامر بقوله " ان التحدي كان موقفا جيدا وما زال لإجبار الاحتلال على تغيير سياساته ولكن مع عدم الاسراف بحيث لا نقلب المقياس لنصل الى الكارثة.. وان من يهدم بيده يضعف كل من حوله .. ولا بد ان نقف ونتحدى الاحتلال لانه ببساطة لا يريدنا ..! والتضخم السكاني في القدس يفرض معطيات منها البناء العشوائي احيانا في ظل انعدام رخص البناء ". واكد محافظ القدس ان المعركة كبيرة وعلينا مواجهتها مشيرا الى انه تم البدء في وضع سياسات وبرامج  تستهدف ان تكون نهاية هذه المواجهة سليمة او بأقل الاضرار وانه تصرف ملايين على المخالفات كان يمكن بناء وحدات سكن جماعية بها ..! وحذر من خطورة العقد النفسية التي هي من تداعيات هدم المنازل وخاصة الهدم الذاتي بعد ان وصلنا الى طريق مسدود في المحاكم الاسرائيلية. ودعا الصحفيين والاعلاميين ان يهتموا باسلوب عرض الخبر بما يساعد على المواجهة والصمود وليس العكس .. فهدم البيت هو هدم لطموح  الانسان في الحياة  وهو يوازي فقدان الوطن . لان البيت هو الوطن الصغير لكل انسان ..!

إستراتيجية عمل ومواجهة
وطرح الصحفي محمد أبو خضير ضرورة تبني استراتجية عمل  ومواجهة وكيفية اختراق قانون البلدية من خلال اساليب عمل ذكية ومؤثرة ومساعدة الناس في الدفاع عن بيوتهم ومساكنهم وتثبيتهم فيها . ودعت الصحفية نضال رافع الى العمل الجماعي لمواجهة هذا التحدي الكبير . ذك ان الصحافة العربية  الوحيدة التي تهتم بظاهرة هدم المنازل بينما تغيب عن الصحافة العالمية وطالبت بالتركيز على القصص الانسانية والتفاصيل الخاصة حتى يمكن لنا ان نربح المعركة على جبهة هدم البيوت . وطالب الصحفي محمد عبد ربه عدم تحميل الصحفي اكثر ما يحتمل وكذلك بافراد مساحة كافية في الصحف لاخبار وتقارير هدم المنازل والى مزيد من انسنة قضايا الهدم بدل الاكتفاء بالارقام والمساحات والاحصائيات . وتساءل عن دور الاخصائيين النفسيين في هذه القضية الخطيرة .؟  وتحدث نادر دعنا عن تجربة شخصية مر بها تعلقت بطلب اخلاء العمارة التي يقطن بها تمهيدا لهدمها والمعركة القانونية والاعلامية  التي قادها بالتعاون مع جهات عديدة لتثبيت المقدسيين في بنايتهم ..! واشار الى هدف الجانب الاسرائيلي الذي كان يسعى الى بث الرعب في قلوب الناس وجعلهم يستسلمون بسرعة وتطرق الى دور الصحافة في القضية سلبا وايجابا من حيث الاهتمام في البداية ثم الانسحاب وغياب المتابعة. 

المال ثم المال
وقال  الصحفي اسامة قطينة  ان العنصر الاهم في معركة هدم البيوت هو توفر المال الذي من شأنه المساهمة الى حد بعيد في مواجهة المعركة وكسبها . واقترحت سهام رشيد استراتيجية مناصرة وان تكون هناك مسؤولية محاسبة حتى نتمكن من تحقيق انجازات وليس مجرد التوثيق في الصحافة . واعتبرت ان مواطنا يهدم بيته بنفسه هي قصة صحفية بامتياز ..! وقال يوسف  غنيم  اننا يجب ان نتخطى ظاهرة ان كل مواطن يدافع عن بيته فقط بل لا بد من استنهاض الجميع للمساهمة في هذه المعركة ، فالبيت هو تعبير مصغر عن الوطن ومن لا يدافع عن بيته وبيت جاره وابن حيه  الذي يسكن فيه لا يدافع عن وطنه ..! وانتقد الصحافة على تقصيرها الخطير في معالجة هذه الظاهرة بالشكل الكافي . في حين ذكرت الصحفية ديمة دعنا أنها عالجت صحفيا مواضيع مثل سحب الهويات واولاد الشوارع  ولم يهتم احد في حين  أبدت بعض المؤسسات الاجنبية  بعض الاهتمام ..!

الرويضي : اعرفوا ادواركم .!
وشخّص المحامي احمد رويضي مستشار ديوان الرئاسة  ما دار من نقاش ثري في الورشة ان المشكلة تكمن في عدم معرفتنا لادوارنا وبالتالي تحمل كل واحد منا مسؤوليات  هذا الدور ..! وانه اذا تمكنا من تحديد طبيعة ادوارنا بشكل دقيق وصحيح فسوف ننجح ..! وطالب أن تكون هناك  ميزانية  طوارئ  مستقلة للقدس  وشرح بالارقام والنسب ما تقدمه الجهات الرسمية الفلسطينية من مساعدات في قضايا هدم البيوت والمخالفات التي تشكل مبالغ نقدية للاسر المهدومة بيوتها وللمحامين والمهندسين . وتطرق الى خطة القدس القطاعية واعتبرها خطة  طوارئ بقيمة 425 مليون دولار ولكن الدول العربية لم تساهم فيها حتى الان الا بشيء قليل بعكس الاوروبيين . ونوه الى المرسوم الرئاسي بتوحيد المرجعيات في القدس  وحث على العمل التطوعي لمواجهة تهجيرنا من بيوتنا ومدينتنا . وقال ان دور الاعلام  هو في اعادة  بناء الثقة من جديد  بين المقدسيين والمستوى الرسمي الفلسطيني .