الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 26 / يونيو 10:01

فلسطين الموؤدة هل ستحيا من جديد؟ بقلم: جميل أبو خلف

كل العرب
نُشر: 27/09/11 19:48,  حُتلن: 08:22

جميل أبو خلف في مقاله:

عملية التآمر على فلسطين بدأت من جانب العرب عندما اتفق الشريف حسين (والي الحجاز) مع البريطانيين بالاتفاقية المشهورة ب "مراسلات حسين – مكماهون" 

الأمم المتحده أصدرت عام 1947 قرار تقسيم فلسطين بين العرب واليهود الذي رفضه العرب وقتئذ وبعد الانسحاب البريطاني اعلن اليهود قرار انشاء الدولة اليهودية في فلسطين

شوكة العرب انكسرت من الافعى السامة اسرائيل والعرب لا يحركون ساكناً حتى تعاقبت السنين وجاءت حرب حزيران 1967 ليخسروا مرة اخرى ويسلّموا المناطق التي كانت بحوزتهم

نقل الملف الفلسطيني الى الجامعة العربية والتعامل معه بشكل جدي وحقيقي وبصدق قد يساهم في تحريك عملية السلام وتقدمها الى الامام واخراجها من وحل اوسلو وغيرها

فلسطين الموؤدة هل ستحيا من جديد؟ لقد وأد العرب بناتهم في عصر الجاهلية خوفاً من العار التي تلحقه البنت بابيها أو قبيلتها، فهل وأد العرب ما بعد الاسلام فلسطين من عار قد يلحق بهم من جراء ولادة دولة فلسطين؟ وهل خروج هذه المولودة الى النور وترعرعها يخيف أو يعيب هؤلاء الوائدين على امتداد التاريخ الحديث؟ وما يضير هؤلاء الجاهلين أو الجاهليين من وجود أخت أو بنت أخرى إلى جانبهم؟

التآمر على فلسطين
لقد بدأت عملية التآمر على فلسطين من جانب العرب عندما اتفق الشريف حسين (والي الحجاز) مع البريطانيين بالاتفاقية المشهورة ب "مراسلات حسين – مكماهون" باعطاء الاخير للشريف حسين دولة أو إمبراطورية في المناطق الواقعة في حدود الامبراطورية العثمانية في الاراضي العربية في منطقة الشرق الاوسط في مقابل مشاركة العرب في الحرب مع بريطانيا ضد الحكم العثماني , في حين (بعد عدة شهور) اتفقت بريطانيا مع فرنسا على تقسيم هذه المناطق فيما بينهما بالاتفاقية المعروفة ب"اتفاقية سايكس بيكو " حيث تلا هذه الاتفاقية وعد من جانب بريطانيا أصدره وزير خارجيتها بلفور "تصريح بلفور" في 1917 الى الشعب اليهودي في اقامة وطن قومي له في فلسطين، بعدما وافق الملك فيصل ابن الشريف حسين قائد الثورة العربية الكبرى في مؤتمر الصلح في باريس عام 1919 عن التخلي عن فلسطين لتكون تحت اشراف أو ادارة دولية وليست تابعة لحدود الدولة الممنوحة له على الارض العربية , حيث اّثر الخروج بشيء أفضل من ان لا يخرج بشيء وبهذه الخطوة استطاع البريطانيون اعطاء وطن قومي لليهود بتخطيط مسبق من خلال تحييد الملك فيصل عنها.

انشاء الدولة اليهودية في فلسطين
وفي عام 1947 أصدرت الامم المتحده قرار تقسيم فلسطين بين العرب واليهود ( قرار رقم 181) الذي رفضه العرب وقتئذ وبعد الانسحاب البريطاني اعلن اليهود قرار انشاء الدولة اليهودية في فلسطين في 1948/5 . عند انتهاء الانتداب البريطاني رسمياً وإعلان استقلال دولة إسرائيل من جانب بن غريون دخلت القوات العربية (السورية , اللبنانية , العراقية , الاردنية , والمصرية) الى فلسطين والجدير بالذكر ان معظم هذه الدول كانت خاضعة لبريطانيا , وعدد من قوات هذه الجيوش كان في تنسيق مباشر مع الانجليز , وأحد الجيوش العربية كان يرأسه 50 ضابطاً في القيادة العليا كان من بينهم 45 ضابطاً بريطانياً , وقبل بداية المعركة أصدرت القوات العربية الداخلة الى فلسطين قرارا بالغاء منظمة الجهاد المقدس بقيادة الحاج امين الحسيني , والغاء جيش الانقاذ والهيئة العربية العليا التي تمثل الفلسطينيين , بالاضافة الى نزع السلاح من الفلسطينيين من أجل حصر المعركة في القوات الرسمية فقط . ونتيجة لمساندة بريطانيا لليهود وتخطيط اليهود المتقن للحرب واستعدادهم لها من حيث التدريب والتسليح , في مقابل ضعف الجيوش العربية عسكرياً وعدم التنسيق فيما بينهم , ناهيك عن اهتراء وصداء السلاح الذي كان بحوزتهم ادى ذلك الى انتهاء الحرب لصالح اسرائيل وبناء دولتهم على انقاض القرى الفلسطينية , وهكذا شارك العرب في وئد فلسطين بقصد او بغير قصد وهي في الايام الاولى لولادتها .

انكسار شوكة العرب

ومنذ ذلك الحين والتي انكسرت فيه شوكة العرب من هذه الافعى السامة (اسرائيل) والعرب لا يحركون ساكناً حتى تعاقبت السنين وجاء العام 1967 (حرب حزيران 1967 ) ليخسروا الحرب مرة اخرى ويسلّموا المناطق التي كانت بحوزتهم في فلسطين حيث منوا بهزيمة نكراء للمرة الثانية , وبذلك أضافوا اكواما أخرى من التراب ليدفنوا فلسطين أكثر وأكثر , أو بكلام أدق ليئدوها وليتهم استطاعوا أبقاء رأسها على الاقل (القدس) لتستطيع أن تتنفس قليلاً ؟ وفي مؤتمر القمة العربية الذي أقيم في الخرطوم في 67/7 قرر رؤساء وملوك العرب ثلاث لاءات , لا للصلح مع اسرائيل , لا للتفاوض مع اسرائيل , ولا للاستسلام الا أنه تم الغاء هذه القرارات جميعها وتم التفاوض مع اسرائيل حتى وصلوا الى معاهدات صلح معها ( باستثناء سوريا) ونسوا فلسطين تستغيث لوحدها تحت الانقاض تستنزف ومنذ ذلك الحين تم اختزال القضية الفلسطينية من صراع عربي اسرائيلي الى صراع فلسطيني اسرائيلي .  على المسلمين والعرب (جميعاً) وخاصة دول الطوق (الدول المجاورة لاسرائيل)المشاركة في انقاذ فلسطين من بين الانقاض واحيائها من جديد لان العرب والشعب الفلسطيني لا يحتاج الى مزيد من النكبات والنكسات .

حلم الدولة الفلسطينية
إن نقل الملف الفلسطيني الى الجامعة العربية والتعامل معه بشكل جدي وحقيقي وبصدق قد يساهم في تحريك عملية السلام وتقدمها الى الأمام واخراجها من وحل اوسلو وغيرها، والوصول الى تحقيق حلم الدولة الفلسطينية التي هي قلب الوطن العربي وارض الرسالات السماوية ومهد الحضارات , وعليه فمن الواجب , وعلى الجميع تقديم يد العون من أجل اقامة الدولة الفلسطينية وعدم التخاذل مع هذه القضية واعتبار الوقوف الى جانبها فرض عين وليس فرض كفاية لان مقدساتها هي مقدسات جميع المسلمين وليس لجميع الفلسطينيين فحسب , وبناء على ما تقدم ونتيجه للظروف الحاصله في المنطقه من اضطرابات وثورات يمكن الاستفاده منها واستغلال الاوضاع الاقليميه لصالح القضيه الفلسطينيه واقامة الدوله الفلسطينيه واحيائها من جديد.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة