الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 18:02

موسى نجم يطمح لأن يكون روحاً واحدة مع الخيول التي يتعامل معها

تقرير: روزين عودة
نُشر: 17/10/11 16:05,  حُتلن: 21:28

موسى نجم:

هناك شريحة صغيرة جداً من العرب في البلاد من يهتم ويقدر هذه الرياضة بشكل خاص

طبيعة عملي تتعلق بكل ما يتعلق بالخيل من ترويض، تدريب، علاج عن طريق الخيل وتعليم ركوب الخيل وغيره، لكن أبداً لا يفوق اهتمامي المادي اهتمامي بالمجال نفسه

عالم الخيول هو عالم نموذجي ومثالي لأبعد الحدود، فالخيل حيوان ذكي وعلاقتي مع الخيول لا تقتصر على العمل فحسب، إنهم جزء مهم من حياتي، وأقضي بينهم غالبية وقتي

ركوب الخيل هو أحد الرياضات المميزة في العالم، حيث فيها رياضة قفز الحواجز والتي تعد رياضة الأمراء ومنها سباقات الخيل الشعبية التي يصل لمشاهدتها الملايين من أنحاء العالم

موسى نجم الشاب المتألق في عالم الخيول الذي استطاع في سنوات معدودة أن يحتل مكاناً مرموقاً بين مدربي الخيول في البلاد رغم أنه أصغرهم سناً، لكن خبرته التي اكتسبها خلال تعليمه وخلال عمله في المزارع المختلفة في البلاد تعادل أو تفوق أحياناً خبرة من هم أكبر منه سناً.

 
موسى نجم

موسى نجم شاب لا يعرف للطموح حدود، شاب يتمتع بذكاء خاص وسلاسة عفوية، لا يعرف إلاّ اللحظات السعيدة، دائم الابتسامة، ولا تستنفذ قواه إلاّ دمعة أحد ما، لكن قبل أن يشعر فيها، يمسحها بابتسامة مفعمة بالحياة.
وفي بداية الأسبوع الماضي، زرنا هذا الشاب، ابن الناصرة البالغ من العمر 23 عاماً، تعرفنا إليه عن كثب، وكعادته استقبلنا بابتسامة مدّتنا بحيوية خاصة من نوعها، لنبدأ مغامرة فريدة من نوعها في مزرعة خيول كان يعمل فيها ذلك الصباح.

الخيول الصديقة
بعد السلام الحار، عرّفنا إلى أصدقائه الخيول الذي يشرف على تدريبهم وتحضيرهم للعروض تارة وللمسابقات تارة أخرى.
فيحتضن هذا الخيل هنا ويغازل ذاك، ويبتسم بوجه هذا، ويطمئن على المهر الصغير هناك... ويعود خطوات قليلة للوراء ليقبل ذلك الخيل، وخطوة للأمام ليتفقد ملك المزرعة.
ولا يختصر على أحدهم محبةً أو اهتماماً، فرعايته لهم ولطفه معهم حالة استثنائية جداً كما لو كانوا أشخاصاً أمامه، يقول موسى "حتى في حياتي العادية أتعامل مع الأشخاص بهذا الشكل كوني مُتطبع من صفات الخيل".

علاقة مثالية مع الخيل
وإن دلّ هذا على شيء فيدل على علاقته القوية والشفافة مع هذه الخيول، حيث أنه تعلّق بها وأحبّها منذ نعومة أظافره، وما إن بلغ سن السادسة عشر حتى انخرط في إحدى المؤسسات الأكاديمية التي تؤهله لأن يكون مروضاً، فارساً، معالجاً عن طريق الخيل وغيره، وفي ذلك يكون قد حقق ما صبت إليه عيون الصبا.

براعة !
يحدثنا نجم عن بداياته قائلاً بأن:" عالم الخيول هو عالم نموذجي ومثالي لأبعد الحدود، فالخيل حيوان ذكي وعلاقتي مع الخيول لا تقتصر على العمل فحسب، إنهم جزء مهم من حياتي، وأقضي بينهم غالبية وقتي".
وخلال تجولنا في المزرعة، حان وقت استحمام الصغار، المهران الصغيران، بلطف وسلاسة قادهما إلى الفناء المخصص للاستحمام، بالرغم من أن مدرب آخر فشل بمحاولته لقيادتهما للفناء، ببراعة وسلاسة قام بمهمته، وبعد استحمامهما، حان وقت تدريب ملك المزرعة، الخيل العربي المُستورد بلاد الخارج.
يقول موسى:" مُحب يتدرب لمدة نصف ساعة خلال 3 أيام في الأسبوع، وهو يتحضر لأحد العروض العالمية الذي سيُقام في الأردن، وظيفتي أن أتابع الخيول الموجودة في المزرعة، وأدربها، وأهيئها لأي عرض أو مسابقة".
بمهنية عالية جداً، قام موسى بتحضير "مُحب" للتمرين، فوضع له واقي الأرجل الأمامية، وواقي الرأس والرقبة، وبحذر شديد أخرجه من الإسطبل إلى الفناء الخارجي، دورة تلو أخرى تلو أخرى في تمرين يزداد مشقة وجهد لكن يتألق هذا المُحب أمام من شاهده... "مُحب" يستجيب لأوامر مُدربه ويطيعه، وبعد أن انتهت النصف ساعة، يصطحب موسى "مُحب" إلى الإسطبل ليمنح نفسه الراحة.
ومن جديد، تمرين آخر لخيل آخر..

تحديات وجوائز
يقولون إن من يحب عمله ويتجذر فيه حتى الأعماق، يكون دائماً في صراع التطور والتجدد، وهذا ما حصل تماماً مع الشاب الذي لمع في هذا العالم، فلقد حاز موسى على عدة جوائز ومسابقات خلال عمله وتعليمه.
ويتواجد هذه الأيام في الأردن مرة أخرى لتشارك الخيول التي درّبها في عروض الإسطبلات الملكية الأردنية، وخلال هذه الشهر أيضاً سيشارك في عرض آخر سيقام في ألونيم.

طموح وأحلام
وفي المكان الذي يحتفظ به طموحاته ليحققها شيئاً تلو آخر، كُتب بأنه يطمح لأن يكون روحاً واحدة مع الخيول التي يتعامل معها، ولا يعتقد كل من يعرف موسى نجم أن ذلك مستحيلاً أو غير معقول حيث أنه يحمل شهادات مميزة جداً من أشخاص لمعوا في عالم الخيل أيضاً، وأحدهم قال له ذات مرّة "ينقصك ذيلاً يا موسى لتصبح حصاناً".
ويحلم أيضاً بأن يستيقظ يوماً ليرى جهد الشباب قد تحقق في إنشاء مزرعة خيول خاصة به، وفي هذا يكون حلمه قد وُلد على أرض الواقع، وهذا بلا شك ليس بعيداً عن عينيه.

عمل ودراسة
يقضي موسى نجم وقته متنقلاً ما بين الخيول التي يدربها والتي تتوزع في عدة مناطق في البلاد، وما بين دراسته الأكاديمية.
يحقق موسى ذاته إلاّ بثقته الجبارة وإيمانه القوي بما يفعل، فهو الشاب الذي اعتاد أن يبتسم دائماً للقدر، والذي اعتاد أن يسير قدماً، وهو أيضاً الشاب الذي اعتاد أن يفكر دائماً بإيجابية وتروٍ، ويؤمن أن لا مكان للحزن في حياته.

الخيل والوسط العربي
وفي حديثنا مع موسى نجم حول إقبال الوسط العربي على مجال تربية الخيول أو ركوبها، قال:" في الحقيقة لا ألحظ حركة كثيفة لإقبال الوسط العربي على هذا المجال، رغم أنه مجال جداً فريد من نوعه، وجداً ممتع، ومن الممكن أن يُقبل عليه كلا الجنسين، وعندما أتحدث عن عدم إقبال الوسط العربي على هذا المجال فأقصد ركوب الخيل وترويض الخيل وتربيته الخيول، وربما هذا يعود لعدة أسباب، منها مساحات المزارع والأماكن المناسبة لتربية الخيول".
ويضيف:" إن ركوب الخيل هو أحد الرياضات المميزة في العالم، حيث فيها رياضة قفز الحواجز والتي تعد رياضة الأمراء ومنها سباقات الخيل الشعبية التي يصل لمشاهدتها الملايين من أنحاء العالم، الخيل جزء من حضارتنا الثرية، إلاّ أن الغرب أتقنوا كل ما يتعلق به واحترموه أكثر منّا. هناك شريحة صغيرة جداً من العرب في البلاد من يهتم ويقدر هذه الرياضة بشكل خاص، ولذلك أعتقد أن من يترعرع بين الخيول ويعيش لحظات طفولته، راكباً خيل عائلته هو من يكبُر معه حُب الخيل".

الراحة النفسية هي الكنز الحقيقي
موسى نجم يؤمن أيضاً أن الأرباح المادية لا تساوي شيئاً أمام راحته النفسية، فيقول:" طبيعة عملي تتعلق بكل ما يتعلق بالخيل من ترويض، تدريب، علاج عن طريق الخيل وتعليم ركوب الخيل وغيره، لكن أبداً لا يفوق اهتمامي المادي اهتمامي بالمجال نفسه، فأنا أعمل فيه لأني أحبه وأصبو للتطور فيه، وأعود بهذا لقناعتي المطلقة بأن الراحة النفسية هي الكنز والانطلاقة المتجددة لأي هدف".

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.72
USD
4.00
EUR
4.66
GBP
236078.79
BTC
0.51
CNY