الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 26 / يونيو 10:01

جميل أبو خلف: ظاهرة العنف في مجتمعنا الحلول المأمولة والجهات المسؤولة

كل العرب
نُشر: 20/10/11 22:43,  حُتلن: 08:16

جميل أبو خلف:

توعية وإرشاد الآباء قبل الأبناء ، لأنني أشك كثيراً في مدى الوعي واليقظة لديهم إذ نلاحظ بأن الأب يهتم بابنه عند إصابته بالمرض العضوي فقط

التقرب والتودد: اعتماد الصداقة والمحبة كركيزة أساسية من أجل الحد من ظاهرة العنف حيث أنه من غير المعقول أو الممكن أن تكون عنيفا مع أبنك وتطلب منه الكف عن العنف , ففاقد الشيء لا يعطيه

انني اعتبر نفسي مسئولاً وأعتبرك مسئولاً، فالجميع مسئولون ولكن كما هو الحال عندما تتعطل مركبتك فتذهب بها إلى مصلح السيارات (الميكانيكي) فهذا هو حال المسئول والأكثر مسئولية

لو شعرت بأن ابنك يشكو من مرض معين، ولو كان بسيطاً لانشغل بالك وحزنت كثيراً، وأصابك القلق وأصابتك الحيرة، وأسرعت للطبيب لتطمئن عليه، فأنت محق لأنك إنسان وإنسانيتك تحتم عليك ذلك، لا سيما أنك أب وشعرت الشعور الأبوي تجاه هذا الابن. وإن تبين بأنه مصاب بمرض ما وأنه بحاجة إلى زراعة عضو معين لا قدر الله، لما استطعت الخلود إلى النوم ولو للحظة وبدأت باتخاذ كامل الإجراءات والتدابير من أجل إنقاذه وشفاءه ولو كلف الأمر بأن تبيع بيتك وإنفاق كل ما تملك في بعض الأحيان؛ ولكن يسقط عنك العذر اذا لم تعلم بأن ابنك مريض وبحاجة إلى طبيب.

هجمة عنيفة !
لقد لفت انتباهي وأنا أقلب صفحات بعض الصحف العربية ذلك التركيز على موضوع العنف ولاحظت بأن هناك هجمة عنيفة في الكتابة عن هذا الموضوع، وأقل ما يقال عن أصحاب المقالات والأقلام التي كتبت عن هذا الموضوع بأنهم أصحاب ضمائر يقظة وأخلاق عالية، وأصحاب أقلام ذهبية لأننا بالفعل متعطشون لمثل هذه الكتابات وإثارة مثل هذه المواضيع، ولكن ما أردت أن أضيفه (وهو بين إضافة وبين تعديل) من اقتراحات ليس بدافع النقد أو بدافع الاستخفاف بما رأوا من حلول , إنما بهدف استكمال البناء ووضع بعض اللبنات في هذا البناء الذي أرادوا بناءه.

تذويب ظاهرة العنف
لقد تجاهل أصحاب هذه الأقلام ذكر بعض الأمور والتي تساهم مساهمة مباشرة في التخفيف أو حتى تذويب ظاهرة العنف فأوجزها في بعض النقاط ليكون المكمل لما جاء في المقالات التي سبقت لهم وليس نسفا أو نفيا لما ورد فيها.
1) توعية وإرشاد الآباء قبل الأبناء، لأنني أشك كثيراً في مدى الوعي واليقظة لديهم إذ نلاحظ بأن الأب يهتم بابنه عند إصابته بالمرض العضوي فقط، وغير مهتم وغير مدرك أن ابنه مصاب بمرض أخطر بكثير من المرض العضوي لأن في بعض الأمراض العضوية لا توجد عدوى كما هو الحال في مرض العنف الذي ينتقل من شخص لآخر ومن مكان لآخر.
2) احياء الدين عند الآباء أولاً وتفعيله من خلال الحث على فقه تعاليمه وتطبيقها في نواحي الحياة المختلفة لتكون النور الذي يبصر به هذا الأب ويرى آثارها في أبنائه ومجتمعه.
3) المثالية، إذ لا يمكن أن تمنع ظاهرة سلبية معينة في شخص معين سواء كان ابنا او اخا أو غير ذلك وأنت بعيد عن المثالية، إذ يجب على الأب أن يكون مثلا أعلى لأبنه وللغير .
4) التقرب والتودد: اعتماد الصداقة والمحبة كركيزة أساسية من أجل الحد من ظاهرة العنف حيث أنه من غير المعقول أو الممكن أن تكون عنيفا مع أبنك وتطلب منه الكف عن العنف، ففاقد الشيء لا يعطيه .
5) المعامله الحسنة والتسامح وبذلك يتعلم الابن من والده هذه القيم ويعتاد عليها كنهج حياة بعيدا عن كل الطرق الأخرى في حالة حدوث أي مشكلة معه .

المميزات
هذه المميزات وغيرها قد يكون لها أكبر الأثر في تحييد الأبناء عن ظاهرة العنف لأن الابن مقلد من الدرجة الأولى خاصة في سنواته الأولى؛ فهناك الكثير من الآباء لا يجيدون هذه اللغة الجميلة للتحدث مع أبنائهم بها، فالمطلوب أن يفعّلوا هذه المقومات كي نجد آذانا صاغية وليس آذانا صماء إذا تحدثنا معهم بلغة أخرى، ومن الجدير ذكره أن هذه الصفات غير موجودة مع الأسف عند أكثرنا كي يتسنى لنا تربية وتهذيب أبنائنا بعيدا عن العنف.

اذن من المسئول عن تقديم الحلول ؟
انني اعتبر نفسي مسئولاً وأعتبرك مسئولاً، فالجميع مسئولون ولكن كما هو الحال عندما تتعطل مركبتك فتذهب بها إلى مصلح السيارات (الميكانيكي) فهذا هو حال المسئول والأكثر مسئولية، أي علينا التنسيق والعمل مع أصحاب الخبرة في هذا المجال للحد من انتشار هذه الظاهرة يوماً بعد يوم.
إن من بيننا والحمد لله أشخاصا مسئولين ومهنيين ويقظين لما يحدث فيما يتعلق بظاهرة العنف وهم أهل الأختصاص في المجالات المختلفة سواء في المجال الديني أو النفسي أو الأجتماعي وهكذا... ولكن يبقى السؤال: هل هتم هؤلاء لهذه الظاهرة؟ بادروا أو سيبادرون نحو اتخاذ الخطوات اللازمة والفعلية للعمل على اجتثاث هذه الظاهرة من مجتمعنا، أم اكتفينا في التحدث عنها هنا وهناك ؟! هذا ما أثرته في مقال سبق وقد نشرمن قبل ووجهت فيه ملاحظاتي حول هؤلاء المسئولين بعنوان"شبابنا الى أين"، وها أنا أناشدهم هذه المرة أيضاً وسأبقى أدعوهم بلا كلل أو ملل لعل صرختي وصرختنا جميعاً تلامس قلوب مسئولينا عما قريب. 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il 
 

مقالات متعلقة