الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 26 / يونيو 10:01

ربيع مصر العربي هل سيبقى ربيعاً؟ بقلم:جميل أبو خلف

كل العرب
نُشر: 20/12/11 19:18,  حُتلن: 14:32

جميل أبو خلف في مقاله:

الدافع الأساسي والرئيسي لهيجان الشباب وعودتهم الى ميدان التحرير هو المطالبة بتنحي المجلس العسكري عن الحكم

يجب على كل الوطنيين المصريين الشرفاء من جميع التيارات والأحزاب السياسية والانتماءات الحزبية والطائفية أن يضعوا نصب أعينهم مصلحة الدولة المصرية  

المتظاهرون الثائرون في ميدان التحرير رفعوا ومنذ اللحظة الأولى لاندلاع الثورة شعار إسقاط النظام وقد نجح قادة الثورة في إسقاط رئيس هذا النظام على أمل أن يجتث هذا النظام من جذوره

هذا ما أصطلح على تسمية ثورات الشعوب العربية المختلفة في بعض الأقطار في الوطن العربي، وذلك بعدما جثم حكامهم على صدورهم عدة عقود كادت أن تصل إلى نصف قرن في بعض الدول، ولكن هل سيبقى هذا الربيع ربيعاً أم سيتحول الى خريف تتساقط أوراق أشجاره يوماً بعد يوم؟

إستراتيجية شباب الثورة
من خلال متابعتنا ما يحدث في الشارع المصري وتحديداً في ميدان التحرير من أعمال عنف وتخريب وقتل، نلحظ بان هناك أزمة حقيقية بل ثورة حقيقية ولكن هذه المرة قد يكون لها خلفيات أخرى ومسببات أخرى مع الأخذ بعين الاعتبار أن الدافع الأساسي والرئيسي لهيجان الشباب وعودتهم الى ميدان التحرير هو المطالبة بتنحي المجلس العسكري عن الحكم. ولقد رفع المتظاهرون الثائرون في ميدان التحرير، ومنذ اللحظة الأولى لاندلاع الثورة شعار إسقاط النظام، وقد نجح قادة الثورة في إسقاط رئيس هذا النظام على أمل أن يجتث هذا النظام من جذوره وهذا ما سعت إليه الثورة ، وهذه هي إستراتيجية شباب الثورة. ولكن ما حدث أن هناك جهات ومؤسسات حاولت ونجحت إلى حد ما في الانقضاض على الثورة من خلال تولي الحكم المؤقت في مصر وهو المجلس العسكري؛ وبعد ما تكشفت نوايا المجلس العسكري وهو يعتبر امتدادا للنظام البائد بقيادة الرئيس المخلوع مبارك. عاد الشعب إلى ميدان التحرير مجدداً، مطالباً المجلس العسكري بالتنحي وأصبح الطرفان المتناحران هما الشعب المصري وحاكمه وهو المجلس العسكري بشكل أساسي ، ولكن ما هو أخطر من ذلك أن هناك عناصر وجماعات قد تغلغلت في صفوف الثائرين في الميدان لتحقيق مآرب ومصالح ضيقه تريد إفساد وإفشال الثورة التي كاد المصريون أن يقطفوا ثمارها، من خلال تنفيذ أعمال تخريبية وعمليات حرق للمباني وعمليات قتل قام بها المجلس العسكري والذي هو بمثابة السلطة المدنية والتي تنوب عن رئيس الجمهورية بشكل مؤقت.
فلمصلحة من هذه الأعمال التخريبية وأعمال القتل والفوضى ؟ ومن المستفيد ومن المسئول عن هذه الأحداث؟.

لتأجيج الأوضاع ولزعزعة الاستقرار
لقد أبدى الجيش في بداية الثورة تعاطفاً مع الشعب المصري ومع شباب الثورة ، ولكن اختلفت نوايا هذه المؤسسة وبدأت تخطط لاستلام الحكم في مصر بعد تنحي مبارك ؛ وبدأت بالمماطلة وحاولت التسويف في مسألة إعداد الدستور المصري الأمر الذي وسّع دائرة الخلاف بين الطرفين (المجلس العسكري والثوار) الذي عاد الى الميدان مجدداً احتجاجاً على تعنت هذا المجلس ، وهذا أعطى الفرصة لدخول أجسام غريبة الى ميدان التحرير لتفتعل الأزمات المختلفة مثل حرق المبنى الأثري الذي يحتوي على مخطوطات قديمه ووثائق منذ الحماة المصرية على مصر (1798) وأهمها مؤلف "وصف مصر". يبدو بأن هناك علاقة ما بين الانتخابات المصرية ونتائجها وما بين وقوع أعمال شغب، وأعمال تخريبية مختلفة في الميدان؛ ومن غير المستبعد أن هناك أيادي خارجية تمتد تجاه مصر لتقديم الدعم ولتأجيج الأوضاع ولزعزعة الاستقرار وخاصةً بعد ظهور نتائج الانتخابات المصرية والتي اكتسحت حوالي ثلثي أصوات الناخبين المصريين لصالح التيارات الإسلامية المختلفة ، وهذا ما يقلق كثير من الإطراف سواء في الداخل المصري أو في الخارج نتيجة لمرض ألّم بهذه الفئات وهو الخوف من صعود الإسلاميين إلى الحكم. إن إحراق المباني وإحراق المجمع العلمي ومنع وصول قوات الإطفاء إليه لا يمكن أن يصدر من الثوار المصريين الذين باعوا أنفسهم ليشتروا بثمنها الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. إن ما حدث من أعمال تخريبية حدثت من أشخاص مندسين ولهم مآرب أخرى غير مآرب الثوار الذي وهدفهم الوصول إلى الحرية والتكافل الاجتماعي والعيش الكريم.

التقدم الحضاري والاقتصادي
إن هدف هذه الفئات هو الوقوف في وجه الثورة والثوار والوقوف في طريق حريتهم وكرامتهم عن طريق افتعال الأزمات المختلفة بين حين وآخر وبالتالي إحداث الفوضى والعنف في مصر لكي لا تكتمل العملية الديمقراطية سيما وأن المؤشرات الأولية تتجه نحو صعود الإسلاميين إلى الحكم .
إن استخدام العنف والاستفزاز من جانب المجلس العسكري يجب أن يتوقف ، ويجب تقليم الأظافر التي تنهش في جسم الشعب المصري بهدف إحلال الفوضى وبالتالي إفساد الانجاز العظيم الذي حققه شباب ثورة يناير وهو نجاح الثورة حيث بذل الغالي والنفيس من أجل التغيير بعيدين عن الانتماء الحزبي وبعيدين عن كل مصلحة ضيقة وبهذا لا يتحول ربيعهم العربي إلى خريف عن طريق هدم ما تم بناؤه بسواعدهم الشريفة وهو الاتجاه نحو الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية لكل المصريين ذلك لان هذه المطالب هي ضرورة ملحة للمواطن المصري .
يجب على كل الوطنيين المصريين الشرفاء من جميع التيارات والأحزاب السياسية والانتماءات الحزبية والطائفية أن يضعوا نصب أعينهم مصلحة الدولة المصرية والتي هي دولة الجميع والعمل على النهوض بها نحو التقدم الحضاري والاقتصادي وذلك يكون من خلال الغيرة على مؤسسات الدولة المختلفة ، الرسمية وغير الرسمية ، والمحافظة على انجازات الثورة وتحويلها إلى منحة للشعب المصري وليس محنة مصرية ، والحذو حذو الشعوب التي خاضت ثوراتها بنوايا التغيير وليس بنوايا التدمير . 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة