الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 10 / مايو 20:01

الاستقلال عن الأهل والسكن بعيدا عن المنزل بين الإعتماد على النفس والدعم المعنوي

تحقيق خاص بمجلة
نُشر: 03/01/12 16:20,  حُتلن: 21:22

سمر مطر:

عدم قبول الأهل سكن الفتاة العربية لوحدها ينبع من عدم وجود وعي وثقافة عند الأهل أنفسهم

لونا منصور:

السكن لوحدك يكسبك تجارب في الحياة وتصبح لديك دراية ومعرفة وخبرة في التعامل مع عدة أمور

رنا لحود:

أنا ضد الذين يعارضون سكن الفتاة لوحدها خاصةً إذا كان هذا من أجل التعليم أو العمل لأنه من حق كل فتاة كأي شاب أن تبحث عن مستقبلها

حنا جبران:

أعتبر نفسي اليوم إنسانا مختلفًا كليًّا عما كنت عليه قبل انتقالي إلى حيفا سواء انعكس هذا بشخصيتي التي تزداد قوة وثقة اللتين نبعتا من اعتمادي على ذاتي بالسنوات الاخيرة

العديد من الشباب والشابات فضلوا الخروج من بيت العائلة ليستقروا بأنفسهم في منازل خاصة بهم، وفي مناطق بعيدة عن مدنهم وقراهم، في هذا التقرير نسلط الأضواء على هذه الظاهرة التي تؤمن لهؤلاء الشباب والشابات الحرية وفرصة الاستقلالية وتطور شخصيتهم، الا أنهم يواجهون الصعاب أيضًا ..التفاصيل في الأسطر القادمة..تصوير: وائل عوض ووسام رستم:


حنا جبران

حنا جبران: أصبحت أجرأ!
حنا جبران (22 سنة) من الرامة، يدرس اقتصاد وإدارة أعمال في جامعة حيفا.

ليدي: لماذا كان قرار السكن لوحدك بعيدًا عن بيت الأسرة؟
حنا: انتقلت لحيفا منذ 3 سنوات والسبب الرئيسي كان بهدف التعليم, لكن حتى لو لم يتطلب مني التعليم ذلك, كنت حتمًا سأنتقل بكلا الحالتين، لأنه حسب رأيي لقد بلغت من العمر والخبرة ما يكفيني لكي أستطيع أن أكون مستقلاً وأعتمد على نفسي بحياتي.

ليدي: ماذا أضاف لك السكن خارج البيت؟
حنا: أنا أعتبر نفسي اليوم، إنسانا مختلفًا كليًّا عما كنت عليه قبل انتقالي إلى المدينة، سواء انعكس هذا بشخصيتي التي تزداد قوة وثقة اللتين نبعتا من اعتمادي على ذاتي بالسنوات الاخيرة، أو بالأفكار والآراء المختلفة التي اكتشفتها وتبنيتها مع الوقت، من مختلف الاماكن والأشخاص الذين تعرفت عليهم هنا. حتى إنه كانت لدي أفكار معينة لم أكن أجرؤ أن أبوح بها، لأنها لم تكن ملائمة للبيئة التي ترعرعت فيها، وفي حيفا وجدت من يشاركني هذه الأفكار وأصبحت أشعر بحرية فكرية أكبر.

ليدي: ما الصعوبات التي تواجهها كونك تعيش مستقلاً؟
حنا: أولاً، ومن أهم الأشياء التي أفتقدها هي مأكولات أمي, فرغم أنه مرت علي حوالي 3 سنوات بعيدًا عن البيت، ما زلت لا أعرف إعداد أكثر من عجة بسيطة، بعيدة جدًا عن عجة أمي الطيبة. وصعوبة أخرى تشعر بها بحال عشت أزمة أو تجربة فاشلة، تشعر بأنك بعيد عن أهلك والبيئة المحبة والآمنة، رغم وجود أصدقاء قريبين. كما أنك تعيش بشكل مستقل، فالاعتماد يكون على ذاتك، فيجب أن تعمل لتوفر مصروفات السكن والدارسة والتعليم، حين تكون في بيت أهلك كل الإمكانيات تكون أمامك متوفرة ولا يتطلب منك بذل مجهود كبير.
ليدي: تعيش مع شركاء في بيت واحد، ما صعوبة ذلك، خاصة أنك تعودت على العيش في بيت أهلك، وهم متفهمين لكافة تصرفاتك ورغباتك؟
حنا: لا أعتبر السكن مع شركاء أمرًا صعبًا, بل إنه ممتع. شركائي الحاليين هم أصدقائي, ونحن بعلاقة جيدة جدًّا, ونقضي أوقاتًا ممتعة.

ليدي: هل تفكر بالعودة إلى الرامة بعد إنهاء دراستك في حيفا؟
حنا: أنا أعتبر بيت أهلي لا مثيل له، ولكني لا أعتقد أنني سوف أعود للسكن هناك في المستقبل القريب، لأني أرى أني بمرحلة أريد من خلالها التقدم إلى الأمام وليس بأن أعود للخلف، مع كل احترامي لأهل بلدي، ولكن الواقع هو أن الرامه قرية صغيرة لا مجال فيها لأن يتقدم الإنسان كثيرًا وأن يتطور وأن تفتح أمامه مجالات عمل جديدة. أما في حيفا فمجالات العمل متوفرة أكثر وإمكانيات التطور أوسع .
ليدي: الأهل عادة يرغبون أن يعيش أبناؤهم بالقرب منهم، هل يتقبلون فكرة عيشك بعيدًا عنهم، ألا يضغطون عليك؟
حنا: أكيد، كل أهل يفضلون أن يكون أبناؤهم قريبين منهم، وأهلي كذلك، لكنهم يثقون في قراراتي ويعرفون أني شخص مسؤول، وهم يحترمون قراري لأنه يتماشى مع مصلحتي، وكما قال لي أبي مصلحتك أهم من رغبتنا.


رنا لحود

رنا لحود: سأعود لبيت أهلي!
رنا لحود ابنة 23 سنة من قرية الجش، وهي بصدد إنهاء دراستها في موضوع الحقوق في كلية المركز الأكاديمي- الكرمل في حيفا .

ليدي: ما صعوبات السكن لوحدك؟
رنا: توجد عدة صعوبات لفتاة في جيلي، وهي صعوبات لكل شخص في التنقل للعيش في مكان جديد غير بلده. في البداية بالنسبة لي كان صعب التأقلم في حيفا، والسكن في بيت مع طالبات أخريات, كل واحدة منهم أتت من منطقة وبيئة مختلفة.
وهنالك اختلاف بين الجو، الناس والحياة بشكل عام، في حيفا وفي الجش, في الجش أعرف جميع الناس (كلهم 3000 نسمة قد حارة بحيفا) وهنا في حيفا يختلف الأمر.
ولكن أصعب شيء في السكن لوحدك أنك تُجبر أن تدبر حالك بحالك، وتكون إنسانًا مسؤولاً بكل شيء, لازم تدرس, تحضير أكل, تنظف وتهتم أن تدفع الماء والكهرباء و... "يعني فش ماما وبابا تعالوا اعملوا لي".

ليدي: ولكن هناك إيجابيات أن تكوني مستقلة؟
رنا: أكيد، بالرغم من الصعوبات التي واجهتها والتي يواجها أي طالب، حين ينتقل للسكن لوحده، ولكن أعتقد حين يتأقلم مع الوضع الجديد، يشعر أنه إنسان مستقل يعمل كل شيء لوحده، يعتمد على نفسه بالدرجة الأولى، وهذا الشيء مهم جدًّا يزيد ثقتك بنفسك وتفهم الدنيا أكثر.

ليدي: ما رأيك بالراي الذي يعارض سكن الفتاة العربية لوحدها بعيدًا عن أهلها؟
رنا: طبعًا، أنا ضد الذين يعارضون سكن الفتاة لوحدها، خاصةً إذا كان هذا من أجل التعليم أو العمل, لأنه من حق كل فتاة كأي شاب، أن تبحث عن مستقبلها، وإن كان هذا يحتاج أن تسكن لوحدها بعيدًا عن أهلها. لكنني في النهاية، أتفهم الأهالي الذين يواجهون صعوبة في تقبل الأمر ,وليس المعارضة, لأننا في مجتمع عربي الذي ما زال صعب عليه تقبل هذا الفكرة تمامًا.

ليدي: هل واجهت معارضة من أحد ؟
رنا: لا، لم أواجه معارضة. أهلي يدعمونني في قراراتي، وطبعًا كأي أم وأب يريدون أن يتعلم ابنهم ويعمل الأفضل لمستقبله. ربما كان هنالك قلق وخوف، لأنهم غير معتادين أن أسكن بمفردي، ولكن ليس لدرجة المعارضة، وهذا ليس بأمرٍ غريب جدًّا، هنالك الكثير من الفتيات اللواتي يسكنَّ بمفردهنَّ بعيدًا عن عائلاتهن لكي يتعلمنَ.

ليدي: هل ستعودين للسكن مع أهلك بعد إنهاء الدراسة، وما موقفهم إذا لم تعودي؟
رنا: السنة القادمة، بعد إنهاء فترة التدريب، سوف أعود للسكن في الجش ومع أهلي.
لربما بعد فترة التدريب أجد عملاً هنا في حيفا، مناسبًا لي أكثر من الجش (والمنطقة هناك), لا أظن أني سأواجه معارضة من أهلي. لكن لا أعلم ماذا سوف أقرر حينها، لأنني أحب بلدي وأحب أن أسكن فيها.


سمر مطر

سمر مطر: يجب التخلص من الأفكار المتخلفة
!
سافرت الحيفاوية سمر مطر (19 سنة) العام الماضي إلى هنغاريا لتدرس موضوع الطب وهي طالبة سنة أولى في جامعة University Of Szeged.

ليدي: لماذا قررت السفر ودراسة موضوع الطب بعيدًا عن أهلك؟
سمر: لأني أردت أن أواصل تعليمي مباشرة بعد إنهاء الدراسة الثانوية، دون أن أضيع وقتي بكل ما يخص امتحانات القبول للجامعات الإسرائيلية (البسيخومتري)، مثلما يحدث مع العديد من الطلاب، وحين يسكن الإنسان لوحده. يصبح مستقلاً ومسؤولاً، وهذا أمر مهم.

ليدي: ما الصعوبات التي تواجهينها في الغربة؟
سمر: أنك دائما تكون في شوق للعائلة، للأصحاب، للبلد وللبيت، وفي أوقات صعبة مثل فترة الامتحانات، "الواحد بدو دعم وعبطة من إم ، كتير كانت بتساعد"...

ليدي: ما هي الأمور الإيجابية في أن تكوني مستقلة؟
سمر: أولاً، تتعلم أن تعتمد على نفسك، وتأخذ القرارات الصحيحة بنفسك، تصبح سيد نفسك.

ليدي: ما رأيك بموقف من يعارض سكن وسفر الفتاة العربية لوحدها بعيدًا عن أهلها؟
سمر: أقول إن ذلك ينبع بالأساس، من عدم وجود وعي وثقافة عند الأهل أنفسهم، خاصة إذا أدركوا أن ابنتهم بمقدورها أن تتقدم وتحقق ذاتها، وتؤمن مستقبلها وتسلح بالعلم والمعرفة، لتصبح امرأة ناجحة تفيد مجتمعها. يجب أن يثق الأهل بأبنائهم وبناتهم، وإذا لا توجد ثقة، فالأهل هم المسؤولون، لأنهم هم من ربوا. إذا أردنا أن نتقدم كمجتمع، مفروض أن نتخلص من هذه الأفكار المتخلفة والمتحجرة والرجعية، كالتمييز بين الشاب والفتاة، ومنع الفتاة أن تدرس خارج البلاد، فقط لكونها بنتًا.


لونا منصور

لونا منصور: أهلي شجعوني !
تستعد الجميلة لونا منصور من عكا، والتي حصلت على لقب وصيفة أولى في ملكة جمال العرب لعام 2011، والتي نظمها سلفير حنا، للسفر إلى خارج البلاد بهدف دراسة موضوع الفنون واللغة الإنكليزية، وتقول لونا ابنة الـ 19 سنة: "فكرة سكن الفتاة بعيدًا عن أهلها وبشكل مستقل، فكرة ايجابية تستفيد منها الفتاة، حيث تصبح مسؤولة عن نفسها وتقوي شخصيتها وتعتمد على نفسها، مما يجعلها إنسانة أقوى، وحين تحدثت مع أهلي عن فكرة سكني بعيدًا عنهم بهدف الدراسة، تلقيت دعمهم وتشجيعهم، وبرأيي، يجب على الفتيات والشباب بمرحلة عمرية معينة، أي بعد بلوغهم 19 سنة، خوض التجربة ليطوروا شخصيتهم ويكونوا مسؤولين عن حياتهم.

ليدي: ما رأيك بمن يقولون إن هذه الفكرة ليست ملائمة لمجتمعنا العربي، ويجب على الفتاة أن تخرج من بيت أهلها، فقط لتنتقل لبيت زوجها؟
لونا: كل شخص حر في رأيه وأفكاره، ولكن ذلك ليس مقبولاً علي، السكن لوحدك يكسبك تجارب في الحياة، وتصبح لديك دراية ومعرفة وخبرة في التعامل مع عدة أمور، تجعلك قادرًا على التصرف بشكل أفضل، حين تدير بيت الزوجية.

مقالات متعلقة