للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
أبرز ما جاء في المقال:
المؤامرة ووحدة الفعل الشعبي في الوطن العربي والّلارجعة للوراء
سعى هذا التحالف الدَنس الى اغراق الوطن العربي بالتفكيك والصراعات الطائفية والقبلية والنزاعات الحدودية مع دول وشعوب الجوار
سوريا المستهدفة في هذه المرحلة سوريا الدولة والوطن ومعها كل قوى المقاومة والمُمانعة التي ما زالت تخُطّ على رايتها أن لا تَصالُح مع الإحتلال ولا تَنازُل أمام الإملاءات الصُهيو أمريكية
إنًّ مطلب الشعوب بالحُرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية هو مطلب حق، كما هو شعار الوحدة العربية الأمة والوطن ، ولا أعتقد أنًّهُ بإمكان أي إنسان قومي ، تقدُمي ، يساري ، ثوري ، أن ينفي هذا المطلب، وأنْ يقبل بتسلّط الأنظمة على شعوبها والإنفراد بالسلطة على أي قاعدة كانت ما عدا قاعدة "الديموقراطية" وهذه تقبل النقاش ، والاختلاف حول مفهوم الديموقراطية جائز وقائم . وأي موديلات ديموقراطية نحن نريد (حتماَ سنخوض هذا النقاش في مقام ومقال آخر). وأعتقد هنا أنه علينا أن ننظر برؤيا نقدية الى حالة التيار القومي العُروبي التقدمي في الوطن العربي، ( ونحنُ هُنا نتناول التيار الرسمي " المُهيّمن " في الحركة القومية العربية ، مع تأكيدنا على وجود حلقات ومُحاولات فكرية وسياسية قومية ثوريّة مختلفة غَرّدت خارج هذا السرب ، ومنها مجموعات مقاومة جذرية ) فهذا التيار والقوى المنظوية تحت رايته قد أخطأ على مدار الأربعة عقود الماضية، منذُ رحيل القائد الخالد جمال عبد الناصر، في التعامل مع قضايا الأمة وأغفل قضية تنظيم ذاته وتوحيد الشعارات والأهداف بعيداً عن القُطرية وانغمسَ في حالة تصالح مع الأنظمة العربية على مختلف مسمّياتها بدلاً من الحشد باتجاه التصادم معها على قاعدة رفض التبعية للغرب الاستعماري- سياسياَ واقتصادياَ- ونحو تحقيق الوحدة القومية والاستقلال القومي وانجاز العدالة الاجتماعية وتحرير ما سقط من جسد هذا الوطن بدءاً بسبتة ومليلة في المغرب العربي مروراً بالجولان والاسكندرونة والأحواز وصولاً الى فلسطين قلب الأمة النابض وجرحها النازف على مدار أكثر من مائة عام .
أين تكمُن المعضلة؟!
وينبلج أمامنا سؤال: أين تكمُن المعضلة في هذه المسيرة؟ هل هي في الأفراد والجماعات أم في الفكرة؟ وهنا نعتقد أنّ قضية الأمة وحالها ليست لعبة يتم تناولها من تحت عباءة هذا الأمير او ذاك، وهي ليست خبراً عاجلاً على شاشات الفضائيات وليست تحليل مُتلفَز ومدفوع بالدولار الأمريكي.
وفي محاولة الاجابة عن السؤال - المعضلة- نقول إنَّ غياب الرؤيا المشتركة والأداة الموحَّدة قد ساهم في بعثرة الجُهدُ القومي التقدمي النهضوي، فنحنُ غارقين في وحل الوعي الفردي، وهو بلا شك أداة تفكيك للمجتمعات العربية حاله كحال غرقنا في وحل سايكس- بيكو وأصبحنا قطرين في انتماءنا وأحزابنا وفصائلنا وتفكيرنا ووجهة نضالنا، والارادة الجماعية المُغيّبَة ، عمداً أو جهلاً ، هي رأس الحربة في تحديد الهدف الجماعي المشترك وفي بناء الأداة التي من خلالها نسعى لتحقيق هذا الهدف القومي المُشترك من الوحدة والحُرّية والتحرير والعدالة الاجتماعية.
مواجهة المشروع القومي النهضوي
وفي مواجهة المشروع القومي النهضوي وقفت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها الصهيونية وكيانها والغرب الاستعماري والقوى الرجعية والكومبرادور العربي الغارق في التبعية بلا حدود او ضوابط.
وسعى هذا التحالف الدَنس الى اغراق الوطن العربي بالتفكيك والصراعات الطائفية والقبلية والنزاعات الحدودية مع دول وشعوب الجوار، ولم يتورّع عن ضرب أي مشروع وحدوي نهضوي إذإ كان يحملُ ولو بذرة صغيرة من فكرةِ فك التبعيّة مع الغرب الاستعماري وخاصة الولايات المتحدة، وهذا يُشَكّل بطبيعة الحال إبعاداً " مدروسا ً" ومُبرمجاً للأمّة وقواها الحيّة عن التناقض الرئيسي مع المشروع الصهيوني في فلسطين ومع الامبريالية ومشروعها الاستعماري في الوطن العربي وأدواتها من الأنظمة العميلة والتابعة الرابضة على صَدرِ هذا الوطن.
التآمر على مُقدرات الأمة
إنّ مشهد التآمر على مُقدرات الأمة ودسائس التفكيك واحتجاز مشاريع الاستقلال الاقتصادي ما زال حاضراَ في الأذهان، ولا نتحدث هنا عن سايكس- بيكو ووعد بلفور ونكبة فلسطين والتآمُر على مصر عبد الناصر، إنه مشهد تفكيك السودان وتقسيمه والصومال وحرقه والعراق وتفتيته وليبيا واحتلالها من جديد واليمن والبحرين ودرع الجزيرة يفتك بالشعب هناك ، ودولة واحدة تقف اليوم ومنذُ سنين طويلة في واجهة رفض التعبيّة والاملاءات الامريكية، هي الدولة الوحيدة اليوم التي تدعم المقاومة عملياَ وعلنياَ، هي الدولة العربية الوحيدة التي لا تتلقى منحة أمريكية دولاراً أو سلاحاً .
تحرير الجنوب اللبناني
هي الدولة الوحيدة التي تقف سداً أمام مشروع الشرق الأوسط الجديد، هي الدولة الوحيدة التي ساهمت في تحرير الجنوب اللبناني وهزيمة الاحتلال الاسرائيلي، هي الدولة الوحيدة التي منحت اللاجئين الفلسطينيين كل الحقوق المدنية ، هي الدولة الوحيدة التي ما زالت تحتضن مكاتب ومقرات فصائل العمل الوطني الفلسطيني.
إنّها سوريا المستهدفة في هذه المرحلة ، سوريا الدولة والوطن، ومعها كل قوى المقاومة والمُمانعة التي ما زالت تخُطّ على رايتها أن لا تَصالُح مع الإحتلال ولا تَنازُل أمام الإملاءات الصُهيو أمريكية.
وقد نَختلفُ في تفاصيل الأزمة أو المُؤامرة على سوريا وكل ما يُحيطها.. ورُؤيتنا الخاصة في الموقف منها يتعدى نقاش وجود المؤامرة فهذا باتَ من ورائنا، وهذا ما سنتناولهُ في العدد القادم.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il