عادل ابو ريا مدير مسرح الجوال اكد ان مسرح الجوال سعى خلال العقود الاربعة الماضية في سخنين الى تذويت الرغبة المسرحية في عقول ونفوس الناس
افتتح مسرح الجوال السخنيني مؤخراً المهرجان الكبير للمسرح والممتد الى فترة زمنية لعدة اشهر من العروض، وكانت الافتتاحية في قاعة ومسرح البتراء بحضور مميز من الشخصيات الاعتبارية مازن غنايم رئيس بلدية سخنين ونوابه وعدد من اعضاء البلدية وحسن صالح رئيس بلدية اريحا والشاعر الفلسطيني محمود ابو الهيجاء من رام الله ومحمد بشير رئيس بلدية سخنين السابق وعادل ابو ريا مدير مسرح الجوال واعضاء الادارة وموفق خلايلة مدير المركز الثقافي وعصام خوري مدير مؤسسة محمود درويش للإبداع في كفر ياسيف ومحمود ابو جازي مدير المركز الثقافي على اسم محمود درويش في عرابة البطوف ومدراء المدارس والفنانيين وحشد من الجمهور السخنيني .
ستنبت الازهار والقمح وتولى عرافة المهرجان الافتتاحي الكاتب محمد علي صالح ابو ريا، والذي رحب بالحضور مثمناً المشاركة بالرغم من الطقس البارد والماطر بغزارة، ومؤكداً على أهمية الكلمة من على خشبة المسرح والتي لها تأثير كبير في نقد الواقع، وان مقولة اعطني مسرحاً اعطك شعباً، فالشعب موجود والمسرح موجود ولم يبقى سوى التلاحم، بينهما مستذكراً مسرحية الذباب لجان بول سارتر والتي عرضت في باريس ابان الحرب العالمية الثانية كانت كلمات المسرحية اقوى من البنادق والمدافع ولذلك منعت هذه المسرحية.
مازن غنايم رئيس بلدية سخنين رحب بالحضور وشد على يدي القائمين على مسرح الجوال وان البلدية داعمة لكل ما يقوم به المسرح من خدمة للجمهور الواسع، في حين اكد حسن صالح رئيس بلدية اريحا ان فلسطين جميلة وقد منحتنا الكثير من قافلة الكواكب الفذة بدءً من محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وراشد حسين ومحند علي طه والدكتور غاوي غاوي واليوم تعطينا شابا اسمه سمير مخول، والذي تسمع الى موسيقاه المتدفقة واعتقد ان هذه الجبلة من السحر قال عنها محمود درويش كلمات سيد الكلام والفن كلما ارتفع هنا سنبقى مزروعين وننبت وحنظل وهنا سنعيش وهناك جانبنا الآخر ستنبت الازهار والقمح ورسالتنا كيف ينبتون كل ما هو جميل لان رسالتنا كفلسطينيين ان ننبت كل ما هو جميل وسيدنا المسيح فلسطيني.
والفقرة الثانية كانت للشاعر الفلسطيني محمود ابو الهيجاء ابن قرية عين حوض والعائد والذي يقطن في رام الله، واستمع الحضور ومتذوقي الشعر الى قراءات شعرية بالصوت، والوصف والتأمل، في القاء يأسر اللحظات الراهنة، وارهاصات الماضي البعيد للشعب الفلسطيني التي كانت حاضرة ولها وقعها في الفعل الشعري فرسخ هذا الفعل ، بقوة العبارة ودخل الفضاء الواسع ليحلق في صخب الجياة ،متغنياً بأريحا وما تعنيه اريحا جامعاً المعاني والكلمات المنتقاة.
تأليف تركيبة لحنية وكانت الفقرة المركزية والأخيرة من افنتتاحية المهرجان بمغناة أريحا ، وهي أناشيد وأغاني لأريحا تلك العروس الفلسطينية الجميلة ومما زاد بجمالها أنها من أشعار محمود أبو الهيجاء وتلحين وغناء سمير مخول وتوزيع كارم مطر، فألفنان سمير مخول ملحن مغناة أريحا هو مؤلف موسيقي , عازف عود ومطرب , خريج أكاديمية القدس للموسيقى له العديد من الأعمال الموسيقية وتتميز إبداعاته على الحوار والمزج بين الثقافات الموسيقية المختلفة له أسطوانة "أثر" والعديد من المقطوعات الموسيقية والغنائية منها : يا سالب القلب , ليالي زمان , عروس الجليل, كلكم إخوان , كرج الحجل , هجره , شوق وتوزيعات عديده لأغاني الفلكلور والموشحات الأندلسية كما وأشرف مؤخرا على تسجيل العمل الغنائي للفنان الفلسطيني الراحل روحي الخماش، أما مغناة أريحا مؤلفة من أربعة أقسام غنائية يعبر كل قسم منها عن فترة تاريخية ودينية دأب سمير في كل قسم من أقسامها على تأليف تركيبة لحنية تخاطب وتصور تاريخ مدينة أريحا العريقة ، وتتألف الجوقه الغنائيه من :عوني حايك، رامي إبراهيم ، موسى غريب ، فراس حنا ، لؤي سروجي ، روبير أيوب ، ناريمان خطيب، ندين خطيب ، بادره جبران ، نادره حايك، ماريا مرعب ، رلى عازر، وقد تجاوب الجمهور مع الكلمات والالحان العذبة واستقبلوا بالتصفيق.
عادل ابو ريا مدير مسرح الجوال اكد ان مسرح الجوال سعى خلال العقود الاربعة الماضية في سخنين الى تذويت الرغبة المسرحية في عقول ونفوس الناس حيث آمن مؤسسيه ومواكبي العمل على تقدمه بضرورة معالجته قضايا المجتمع وهمومه وبث روح التوعية بين الاجبال المتفاوتة ايمانا منهم بان أي فن مسرحي او آخر لا يعالج قضايا ومسببات آلام المجتمع الذي يقدم له فنه لا يحتسب فنا بل وتتوجب مقاطعته،ولذلك فقد قررت ادارة الجوال ان يقدم لجمهوره برنامجا ترفيهيا راقيا مسليا وناقدا ومعالجا لشريحة واسعة من انتاجه او انتاج مسارح اخرى ومن العروض من سيعرض في قاعة البتراء وهناك عروض اخرى ستعرض على خشبة مسرح الجوال .