للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
سحقا لعبثية النوستالجيا وزمن الدراويش!
لدي مشكلة: أنا لست بقصيرة نظر وأشعر بالغثيان معظم الوقت، إنما أتقيأ ألمي فوق الورق رغماً عن انف محاولاتي البائسة بالتغاضي عن هذه الزحمة الجماهيرية لمسلسل "باب الحارة" الذي تعود مسرحية بنفس الاسم لتستشهد بشخصياته وتعرض في وسطنا العربي لتململ هجعتي في تأملية الشطحات ، وخاصة بعد ان شاهدت بأم عيني تلك الحرب على التذاكر لمجرد ان المخرج ربط اسم المسرحية باسم المسلسل!!
تعجبت كثيراً لنسبة المتابعة العظيمة لذاك المسلسل مما اجبرني على مشاهدة بعض الحلقات وكم اوغر صدري لهذا الشلل الادراكي لدى الكثيرين فما هو هذا الباب سوى باباً للدروشة الحالمة والبساطة العربية الغبية والكبت الأنثوي والطاعة المبالغ بها كما لو كانت المرأة عنزة تُركب وتساق لا اكثر ولا اقل.
ان ما رأيته في تزاحم الناس لمسرحية باب الحارة اثبت لي بالفعل "ان اجهل ما في الجاهل انه لا يرى جهله" ..فهل انقرض التفكير لدينا؟ ولست بصدد الحديث عن المسلسل "المقدس" الذي حرك المشاعر والحنين الى الماضي فسحقاً لزمن الدراويش واللعنة على الاكتفاء بأمجاد الماضي، وهل بهذا نحصل على الاكتفاء الذاتي؟
كنت قد شاهدت مسرحية باب الحارة الاسبوع الماضي وتلعثمت نبضاتي امام ذاك الكم الهائل من المشاهدين الذين "لو رأوا النور بعد المسرحية لأعطيتهم سراجي" .
يُلبس المخرج قناع السخرية لأحداث المسرحية حتى يضفي فقاعات المرح على جو المشاهد ، ويمسك بتلابيب شخصيات من المسلسل ليزج بها مع شخصيات من عصرنا حتى يقارن بين حقبتين تاريخيتين بعيدتين مشيراً الى الفوارق التكنولوجية ، الاجتماعية، الاقتصادية وحتى السياسية بينهما، فيصور التطور الذي حصل على شخصية الفتاة العربية من خلال دور "صفاء" ومقارنتها "بجميلة" تلك البنت البسيطة الساذجة حتى يعرج بنا على شخصية معتز المتدينة التي تحمل بين طياتها رعونة العربي وتسلطه وحتى سذاجته هو ايضا ومورثه الديني المنغلق المعقد والذي يذكرني به موقفه بالمسرحية بأحد المشاهد حين يهرب من النظر الى صفاء لأنها غير محجبة، وكأنها ستأكله او كأن الحجاب الذي يحجب عن العين هبة وجمالاً من عند الخالق هو الذي يجعل المرأة عفيفة وسواها عاهر ، وما هذه السطحية بالتفكير والمبالغة بالحماقة ؟ وكأن العربي لا يملك اوتونوميا لوعيه وتصرفه كباقي الشعوب!!
يلعب دور البطولة في المسرحية الفنان "ميسرة المصري" والذي يتعرض لمشكلة في حاسوبه حتى يتأرجح بين تينك الفترتين المختلفتين ليكون ضحية التعلق بين الجديد والقديم وصراع الثقافات المختلفة .