الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 26 / يونيو 10:01

الإنتحار آخر الموضات المستحدثة/ بقلم: جميل أبو خلف

كل العرب
نُشر: 14/03/12 09:15,  حُتلن: 13:59

جميل أبو خلف في مقاله:

هل حدوث المشاكل المختلفة تكون سببا مقنعا ومبررا للانتحار؟
 

مجتمعنا العربي فقد البوصلة والتي يتحرك من خلالها بالاتجاهات الصحيحة نحو حياة كريمة مليئة بالطمأنينة والحب والأمل

ما يعتصر له القلب ألماً في الآونة الأخيرة وتحديداً في العقدين الأخيرين هو انتشار ظاهرة الانتحار وخاصة لدى أوساط الشباب والشابات

العلاج الفعال لظاهرة الانتحار (وظواهر أخرى) هو أخذ جرعة إيمانية وكذلك جرعة أخرى من التخويف من عواقب الانتحار من صيدلية الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

إن عملية الانتحار هي تصرف متعمد يصدر من قبل الشخص المنتحر لإنهاء حياته الأمر الذي يتعارض مع الشرائع السماوية بالقدوم على الانتحار لأن حياة الإنسان ليست ملكه ، ومن هنا جاء التحريم. إن ما يعتصر له القلب ألماً في الآونة الأخيرة وتحديداً في العقدين الأخيرين هو انتشار ظاهرة الانتحار وخاصة لدى أوساط الشباب والشابات (بشكل عام) في مجتمعنا العربي ؛ بعد ما كان هذا الوباء منتشراً لدى الشعوب الغربية ؛ فما بالنا استوردنا هذا المرض أيضاً إلى مجتمعنا إضافة إلى الأمراض الاجتماعية الأخرى التي تم تزويدنا بها (مجاناً) ؟ وما هي المبررات التي تجعل المرء منا بالإقدام على الانتحار؟.

فقدان البوصلة
لقد فقد مجتمعنا العربي البوصلة والتي يتحرك من خلالها بالاتجاهات الصحيحة نحو حياة كريمة ، مليئة بالطمأنينة ، والحب والأمل ، واستهان وتنازل عن أخذ جرعة الدواء التي تقيه وتحصّنه من كثير من الأمراض الاجتماعية المختلفة واَثر المضي نحو البحث عن العلاج لبعض الأمراض التي أبتلي بها في مكان آخر بعيداً عن العيادة الحقيقية ، والتي من المفروض أن يبحث عنها ، وهكذا ضل الطريق وراح يجري خلف سراب ضانا أنه ماء .

القتل بأنواعه
عندما أتحدث عن هذه الأمراض فمن الضرورة بمكان الإشارة إن جاز القول ، أو التعبير بأن الإقدام على أعمال القتل بأنواعه ، والإقبال على أعمال الرذيلة والمجون ، والفسوق بأنها أمراض اجتماعية أصابتنا بعد تخلينا عن التمسك بحبل الله ، والابتعاد عن طريق الإيمان والتي تؤدي بنا بالضرورة إلى عيشة راضية خالية من الضنك ، وبالتالي ، وكنتيجة طبيعية للإعراض عن ذكر الله وإتباع أوامره يصبح الإقبال على الانتحار أمر طبيعي ، ومن الأمور السهلة للتخلص من حياة أصبح لا معنى لها من وجهة نظر المنتحر.

ابتعدنا عن الله
عندما ابتعدنا عن الله ، ابتعد عنا ، وعندما اختار الكثير من شبابنا تغيير قبلته والاتجاه نحو المجتمعات الغربية من خلال تقليده الأعمى لها من خلال التصرفات والسلوكيات المختلفة بكل مظاهرها التي تثير الاشمئزاز ، عندها أصبحت حياتنا فارغة من المضمون ، وخالية من الأهداف والآمال ، وأصبح جل همنا الحذو حذو هذه المجتمعات الضالة المضلة وإتباعهم بالأمور السلبية والتي لا تأتي بفائدة عملية تفيد المجتمع أو الفرد ، لا بل على العكس تماماً ، إنما لنشر الفساد والرذيلة والفسوق والخ ... من السلوكيات التي تغضب الله ورسوله والتي أصبحت بمثابة "سنة مؤكدة" عند الكثير من شبابنا وفتياتنا في الآونة الأخيرة وبما في ذلك آخر موضة ، وهي موضة الانتحار الذي تعلمناها من هؤلاء بعدما رضينا بهم كمعلمين لنا ، وكقدوة لنا وتركنا المعلم الأول وهو رسولنا الكريم "محمد" صلى الله عليه وسلم وهو القدوة الحسنة للبشرية جمعاء ، وهو الرحمة المهداة ، وهو المرجعية الأولى لنا عندما يشعر البعض منا بضيق معين في حياته والتي لا تخلو من بعض العثرات والمشاكل الاقتصادية منها والاجتماعية .

المشاكل الحياتية
هناك الكثير من المشاكل الحياتية : منها الأسرية ، والاجتماعية ، والاقتصادية والعاطفية وغيرها ، ووجود المشاكل والصعوبات في الحياة أمر طبيعي وعادي ، ولكن هل حدوث المشاكل المختلفة تكون سببا مقنعا ، ومبررا للانتحار ؟. لقد أخبرنا الله تعالى في كتابه العزيز أن نحافظ على أنفسنا وذلك بقوله " ولا تقتلوا أنفسكم" وغيرها من الآيات والأحاديث التي جاءت لتحذر من هلاك النفس وقتلها لذا فهذه تنبيهات إلهية لا يجوز أن نخالفها ولا بأي حال من الأحوال .

غياب الدين
مع غياب الدين ، وغياب الوعي أصبح رصيد أبنائنا من الثقافة الدينية والثقافات الأخرى يساوي صفرا وأضحت لديهم ثقافة القتل وقتل النفس هي الأولى والأجدر بالتثقيف بها وأصبح الكثير منهم لا يكترث لكتاب الله لما فيه من أوامر ونواهي ، وأبوا إلا أن يتبعوا سبيل الشيطان ، وهذا يظهر من خلال سلوكياتهم وأخلاقهم وأفعالهم المختلفة ، وان كان بعض المنتحرين من المصلين أحياناً .
إن العلاج الفعال لظاهرة الانتحار (وظواهر أخرى) هو أخذ جرعة إيمانية ، وكذلك جرعة أخرى من التخويف من عواقب الانتحار من صيدلية الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من خلال الامتثال لكتاب الله وسنة رسوله الكريم ، حيث تلقى مهمة إعطاء هذه الجرعات على رجال الدين وأولي العلم الذين لهم دور بارز في نشر الوعي والنصح والإرشاد لهؤلاء المرضى.

ازدياد عمليات الانتحار
لقد وقع اختياري الكتابة عن هذا الموضوع بالذات نتيجة ازدياد عمليات الانتحار في الفترة الأخيرة وخاصة لدى الفئات العمرية الصغيرة نسبياً وتحديداً في صفوف الشباب الذين هم أعمدة المجتمع ، والذين هم قادة المجتمع في الغد القريب . وإن كنت لا أذكر متى وقعت آخر حالة انتحار في المحيط القريب ، إلا أن ممارسة الانتحار كإحدى الطرق لقتل النفس التي حرم الله قتلها بحد ذاتها آفة خطيرة ، ووقوع الانتحار ولو حالة نادرة تعتبر نسبة كبيرة برغم قلتها ؛ وان كنت متفائلاً وغير متشائماً في انتهاء هذه الظاهرة من مجتمعنا العربي ، إلا أن حلول الصيف الساخن سيبعث في النفس قليل من "التشاؤل" وخاصة عندما ينتشر الشباب الضائع في مقاهينا ومراقصنا و ....

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net  

مقالات متعلقة