الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 23:01

قمة بغداد وأنين الأطفال/ بقلم: عبدالكريم أبوكف

كل العرب
نُشر: 28/03/12 10:18,  حُتلن: 07:39

عبد الكريم أبوكف في مقاله:

الأمة تمر في مرحلة خطرة جدا تشارك فيها عدة أطراف منها عربية وغربية لتطويع الشعوب العربية لإرادة المحتل

عقدة الإنسانية لديهم لم تعد موجودة فهم من دمروا العراق وتسببوا بقتل أبنائه وتشريد أهله وإرجاعه إلى العصر الحجري

اليوم يزكون الاحتلال ويشرعون أفعاله وجرائمه ضد العرب ويأتون إليه من كل حدب وصوب ليؤدوا الطاعة باسم الشعب العربي

احتل العراق ، وذبح شعبه، وتحول العراق إلى بلد الطوائف فرقص زعماء الخليج برقصة السيف مع المحتل على نغمات ، وانين الجرحى ، وبكاء الأرامل، بعد أن غرس المحتل أنيابه في جسد الشعب المنكوب فاليوم يكتمل المشهد لتعزف فرق استقبال الزعامات العربية لتملأ أجواء بغداد الجريحة طربا وفرحا لاستقبال هؤلاء السادة بحراسة مئة ألف رجل أمن ليعيشوا اسعد الأيام في أشهر فنادق بغداد مع ألذ أطباق الطعام التي يقوم بإعدادها أشهر الطهاة في العالم ليتلذذوا بطعمها على شاطئ بحر البؤس، وعلى صراخ طفل جائع يبحث عن فتات الخبز ربما يجده، وعلى دوي انفجار يهز أركان بغداد ليعكر سعادة السادة.

عقدة الإنسانية
هذه الحالة أيها السادة تعبر بشكل مهين عن الحالة التي وصلت إليها الأمة حيث لم يعد لديها أي شعور إنساني، ولا تفكير بشري فعقدة الإنسانية لديهم لم تعد موجودة فهم من دمروا العراق وتسببوا بقتل أبنائه وتشريد أهله وإرجاعه إلى العصر الحجري. اليوم يزكون الاحتلال ويشرعون أفعاله وجرائمه ضد العرب ويأتون إليه من كل حدب وصوب ليؤدوا الطاعة باسم الشعب العربي ، وليسلمونه راية قيادة هذه الأمة له ، وباجتماعهم هذا يلبسون أبشع قناع لبسته العرب منذ الجاهلية ، وحتى اليوم ، وليبروا ذمة المحتل من أفعاله، ويمحوا سجله العكر من سجل تاريخ البشرية، فهذا العمل لا يقوم به أي صاحب كرامة إنسانية، وصاحب صوت ، وحس عربي في الوقت الذي ما زال الشعب العربي العراقي يقاوم المحتل ورجالاته من من نصبهم على العراق بلاد الشهامة والعروبة ليحكموا بحكم المحتل ويلبون مطامعه ، فكيف لزعماء أمه يجتمعون في بلد ما زال محتلا وما زال أبناؤه مطاردين من قبل الاحتلال، وأطفاله يبحثون في حاويات القمامة عن الخبز؟

فضائية الجزيرة!
اجتماع القيادة العربية في هذا البلد ضربة قوية للأمة سوف تفقدها وعيها، وإنسانيتها ، وعربتها لعدة قرون. ولم نسمع أيها السادة من علمائنا الأفاضل أي حديث ولا نفس، ولا إصدار أي فتوى كما أفتوا بقتل الرئيس بشار الأسد والعقيد معمر القذافي وأجازوا التحالف مع "المار ينز" ضد المسلمين ،ولم نسمع من فضائية الجزيرة انتقادا لهذا الحدث ولا تعليقا من أصحاب الأقلام الذين ما زالوا يحرضون على سوريا وقبلها ليبيا أين اختفت هذا الأقلام؟

هل يفيق العرب؟
فمن المؤكد أيها السادة أن الأمة تمر في مرحلة خطرة جدا تشارك فيها عدة أطراف منها عربية وغربية لتطويع الشعوب العربية لإرادة المحتل، وليقبلوا بالاستعمار كقدر انزل من السماء ،فانظروا أيها السادة كيف تتسابق الفضائيات العربية على تصريحات (اوبما وكلينتون) وكأنه كلام منزل لتجعله بشرى للمسلمين! فهل من عاقل أيها السادة يعتقد أن من قتل أطفال العرب وودع بالجزم، ولو رقص بسيوف العرب قلبه على العرب ؟ فهل يفيق العرب؟

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة