الطفلة المبدعة والشاعرة الواعدة بنت فلسطين ماس احمد الناطور ألهبت الجماهير بقراءة قصيدتين

شمل المهرجان أمسية فيلم وأمسية شعرية شارك بها أحد ابرز الشعراء الفلسطينيين الشباب الشاعر المتألق مروان مخول

نزيه مصاروة: الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش الذي ينظر إلينا من السماء ومن الصورة الكبيرة على الجدار في القاعة سعيد جدا بالحضور الوفي لشعره وللقضية الفلسطينية

مها زحالقة مصالحة: تبكيك غزلان اللغة العربية يا سيد الأبجدية في زمن يغتصب فيه الطغاة أقدس الأغنيات والأمنيات

في حفل مهرجاني ثقافي راق عاشت كفرقرع بالأمس ليلة تاريخية تنبض لها الذاكرة الفلسطينية والشعر الفلسطيني المقاوم، من خلال كوكبة من الفقرات الثقافية الشعرية والسينمائية المُتميزة وبأجواء من الشوق والحنين للشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش وبمشاركة المئات من رواد الفكر الوطني الحر، إذ تم بالأمس تنظيم مهرجان "كما قال الشاعر محمود درويش- لا نريد لهذه الأمسية أن تنتهي"، والذي يأتي اختتاماً لربيع الثقافة الفلسطينية الذي شهدته ارض الحوارنة في الأشهر الأخيرة على صعيد التثقيف الوطني نحو ثقافة وطنية بارزة، وذلك تحت رعاية مجلس كفرقرع المحلي وبمبادرة، إشراف وتنظيم قسم الثقافة والتربية اللا منهجية في كفر قرع وبالتعاون مع مؤسسة محمود درويش للإبداع كفر ياسيف، وبالتنسيق مع معهد إميل توما للأبحاث.

وقد تميز المهرجان بحضور قطري نوعي راق بشكل ملفت للنظر من مختلف أقطار القرى والبلدان العربية، إذ غصت قاعة المركز الجماهيري الحوارنة بالمئات من الحضور الذين حضروا إلى المكان حنيناً وحباً بشاعر فلسطين الأول محمود درويش وشاعر القضية وفارس فلسطين، إذ انطلقت الأمسية من خلال معرض للكتاب والذي شمل كل مؤلفات الشاعر الفلسطيني محمود درويش، من ثم وقبل البدء بالبرنامج الرسمي للأمسية فقد نظم قسم الثقافة والتربية اللا منهجية فيلماً مدته أربعين دقيقة كان في استقبال الجمهور في وقت الانتظار إذ استمع الجمهور إلى الشاعر الكبير محمود درويش بالصوت والصورة من خلال إلقائه لقصائد وطنية باتت معلماً فكريا بحياتنا، نذكر منها "فكر بغيرك"، "لا اعرف الشخص الغريب"، "احن إلى خبز أمي"، "تنسى كأنك لم تكن" وغيرها من القصائد الكونية الإنسانية الفلسطينية والكواكب الشعرية الدرويشية التي لا تعد ولا تُحصى بوقعها التاريخي الوطني.

طوق ياسمين الحوارنة
وقد افتتحت المهرجان مها زحالقة مصالحة، مديرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية في مجلس كفرقرع المحلي، والتي حيت رئيس المجلس المحلي المحامي نزيه سليمان مصاروة وأعضاء المجلس والكاتب عصام خوري المدير العام لمؤسسة محمود درويش للإبداع، الشاعر مروان مخول، هشام عبده، رئيس كتلة الجبهة في بلدية حيفا وعضو إدارة معهد اميل توما في حيفا، الشاعرة ماس احمد الناطور وجميع الحضور من كل البلدان واصفة إياهم بطوق ياسمين الحوارنة وحبات الزمرد من حيفا، القدس،الناصرة، أم الفحم، كفرقرع، باقة الغربية، جت، زيمر، العريان، زلفة، البياضة، البيار، مشيرفة، معاوية،عين ابراهيم، عارة، عرعرة، الطيرة، الطيبة، الناصرة، عيلوط، البقيعة، برطعة،عين السهلة،ام القطف ومعليا...مؤكدة اعتزاز الحوارنة بيت الثقافة، باستضافتهم جميعاً، كما وكررت شكرها للحضور على وفائهم للقضية الثقافية الفلسطينية وهم ملحها وزادها الذين أموا المكان وفاءً لدرويش - الشاعر الإنسان الكوني الأبرز.

أمسية شعرية
وقد شمل المهرجان أمسية فيلم وأمسية شعرية شارك بها أحد ابرز الشعراء الفلسطينيين الشباب، الشاعر المتألق مروان مخول من خلال قصيدته بنت اليوم الواحد "عربي في مطار بن غوريون" التي ألهبت الجماهير، كما وشاركت في الأمسية الطفلة المبدعة الشاعرة ماس احمد الناطور من خلال قصيدتين من بواكير يراعها "يوميات لاجئ"و "لو كان الأمر بأيدينا". وقد استهلت زحالقة مصاالحة خطابها بسرد قصير لربيع الثقافة الفلسطينية على ارض الحوارنة بالقول:"لا نريد لربيع الثقافة الفلسطينية على ارض الحوارنة أن ينتهي- هذا الربيع الذي رويتموه أهلنا بماء حضوركم وزمرد وفائكم للقضية الثقافية الوطنية ولفعاليات مهرجان آذار الأرض والوطن، كان عاماً زاخراً ومغزولاً بأجمل الأمسيات، مهرجان ذاكرة لا تصلح للنسيان، ومهرجان تأريخ الذاكرة الفلسطينية بلسان عيون الأجداد، قمر على باب الشام ، وسحماتا والقرى المهجرة، ولم نجد أرقى من أمسية تحمل اسم عاشق فلسطين لتكون تتويجاً لهذا الربيع وليعانق نيسان آذار".

 تبكيك غزلان اللغة العربية يا سيد الأبجدية
وفي محاولة لتفنيد وضحد ظن احتمالية النسيان أكدت مها زحالقة مصالحة في حوار غيبي يحمل عنوان "كما قال الشاعر" مع حاضر لا يزول ولا يرى قائلة:"تبكيك غزلان اللغة العربية يا سيد الأبجدية.. في زمن يغتصب فيه الطغاة أقدس الأغنيات والأمنيات في زمن تسقط فيه الذراع ولا نفلح في التقاطها لنضرب بها العدو.. نفتقدك! لماذا تركت الحصان وحيداً سيد الأبجدية؟ لا عليك.. لا تعتذر عما فعلت، ففي حضرة غيابك لا زلنا في حالة حصار ولا زلنا نُدون يوميات الحزن العادي، ونعيش كل يوم ذاكرة للنسيان لا تصلحُ، كأوراق الزيتون تتساقط أرواحنا، تبكيك يوميات الجرح الفلسطيني درويشنا".

ربيع الثقافة الفلسطينية
ثم دعت عريفة الحفل المحامي نزيه سليمان مصاروة رئيس المجلس المحلي في كفر قرع ليبارك الفعالية ويعلن عن اختتام برنامج ربيع الثقافة الفلسطينية على ارض الحوارنة شاكرة إياه على دعمه المتواصل والجريء في استضافة المهرجانات الوطنية بهذا الزخم الذي تشهده كفر قرع، من جهته استهل المحامي نزيه سليمان مصاروة كلمته بتحية حارة لجمهور الحضور الغفير الذي امّ المكان وفاءً وانحناءة حب لشاعر فلسطين محمود درويش، ثم نوه مصاروة إلى أنه سيشير إلى ثلاث نقاط، إذ كانت أولها تهنئة مميزة لسماحة القاضي اياد زحالقة والعائلة بمناسبة تدشين وافتتاح المكتبة والقاعة المدرسية على اسم الحاجة سعاد حيدر زحالقة في مدرسة السلام في الأسبوع المنصرم، شاكرا إياهم على عطائهم السخي، موجهاً بذلك دعوة مفتوحة لكل سيدات ورجالات القانون والطب لعقد الندوات واللقاءات الفكرية هناك، كخطوة جديدة نحو تعزيز الثقافة واللقاءات الفكرية في هذا البلد، ثم رحب بوليد صادق والأساتذة المربين الأفاضل ذاكرا فضلهم في تدريس وتعليم أجيال وأجيال من أبناء كفرقرع، كما وحيى الحضور من كل البلدان مؤكداً اعتزازه بالحضور القطري النوعي المتجدد من فعالية إلى أخرى.

الحضور الوفي
وأكد مصاروة أن الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش الذي ينظر إلينا من السماء ومن الصورة الكبيرة على الجدار في القاعة، سعيد جدا بالحضور الوفي لشعره وللقضية الفلسطينية موجهاً بهذا أسمى تحية قلبية قرعاوية بإسمه واسم أعضاء المجلس المحلي كفر قرع للآلاف الذين أموا المركز الجماهيري الحوارنة على مختلف بلدانهم خلال الأعوام الثقافية الأخيرة في بيت فلسطين الثقافي –الحوارنة، كما وأثنى رئيس المجلس المحلي وبحرارة على النجاح المنقطع النظير للمسيرة الثقافية التي تقودها كفرقرع التي باتت تحمل كنية "عاصمة الثقافة الفلسطينية".

تكريم الطفلة المبدعة ماس احمد الناطور
ثم اعتلت المسرح الطفلة المبدعة والشاعرة الواعدة بنت فلسطين، الشاعرة ماس احمد الناطور التي ألهبت الجماهير بقراءة قصيدتين من بواكير يراعها الوطني السياب لتحظى بدعم الجمهور وحبهم متجسدين بالتصفيق الحار. كما ونوهت عريفة الحفل إلى أن سماحة القاضي احمد الناطور قد تعذرت عليه المشاركة لأسباب وإضطرارات قسرية باعثاً تحيته للجمهور الكريم. ودعت زحالقة مصالحة المحامي نزيه سليمان مصاروة رئيس المجلس المحلي، والقائم بأعماله، المحامي جمال ابو فنة وأوس مدلج، عضو المجلس المحلي والقاضي إياد زحالقة لتكريم الطفلة المبدعة ماس احمد الناطور.

مشاهدة فيلم
ثم انتقلت الجماهير لتعيش حالة شعرية فكرية إنسانية أخاذة مع سيد الأبجدية من خلال فيلم المخرج الفلسطيني المستقر في لبنان نصري حجاج "كما قال الشاعر"،لمدة ساعة كاملة، إذ يعد الفيلم الوثائقي مُقاربة شعرية لحياة الشاعر والأديب والإنسان درويش. ثم دعت عريفة المهرجان الشاعر الفلسطيني مروان مخول لإلقاء قصيدته الجديدة "عربي في مطار بن غوريون"، منوهة إلى انه قبل عام من اليوم تذوقنا وإياه أشعار ارض الباسيفلورا الحزينة على مسرح الحوارنة، وعاش البلد مات البلد مع الشاعر الفلسطيني مروان مخول، وقبل شهرين أو أكثر اطل علينا بقصيدته سميح القاسم التي أثرت فينا وارتقت به نحو العلا، ومن أجمل ما قيل هناك- "درويش مات ولم تمت حيفا". تجدر الإشارة إلى أن عرض الفيلم تم بالتنسيق مع معهد إميل توما في حيفا، كما أن معرض الكتاب هو من تنظيم دار الفتى العربي! وهندسة الصوت والإضاءة لنيزك ونعمة زكنون!