للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
نشر برتوكولات المحكمة يظهر بوضوح أنها المرّة الاولى التي يعترف فيها ضباط في وحدة المستعربين بأساليب العمل في المظاهرات الفلسطينية
المحاكمة ضد بركة ستستأنف جلساتها يوم الثالث من أيلول/ سبتمبر وجلستين أخريين يومي الخامس والتاسع من الشهر ذاته للاستماع إلى شهود الدفاع
صحيفة "هآرتس"- مقاطع من برتوكول المحكمة:
الشهادة تعتبر توثيقا رسميا وأمام القضاء لجانب من أساليب عمل الوحدات الخاصة في جيش اسرائيل وأذرعه
نشرت اليوم الاثنين مقاطع هامة من برتوكول محاكمة النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، التي يظهر فيها بشكل واضح اعتراف ضابط في وحدة "المستعربين" التابعة لسلطة السجون الاسرائيلية، بأن عناصر الوحدة يتغلغلون بين المتظاهرين الفلسطينيين ويلقون الحجارة، ولكن إلى أماكن مفتوحة، بهدف التمويه.
النائب محمد بركة
ويعتبر هذا الاعتراف هو الأول من نوعه أمام محكمة اسرائيلية، وقد ظهر في الجلسة الثانية لشهود النيابة، التي كانت يوم الثاني والعشرين من الشهر الماضي، ونشرت صحيفة "هآرتس" اليوم مقاطع من برتوكول المحكمة، وأكدت أن الشهادة تعتبر توثيقا رسميا وأمام القضاء لجانب من أساليب عمل الوحدات الخاصة في جيش اسرائيل وأذرعه.
شهادات الجنود
وكانت تلك الجلسة للاستماع إلى "شهادات" جنود اسرائيل حول التهمة التي توجه للنائب بركة بأنه "خنق" جندي اسرائيلي لمنع اعتقال ناشط فلسطيني.
وكان قد مثل في ذلك اليوم امام المحكمة ثلاثة من جنود اسرائيل، كل واحد منهم دخل إلى القاعة متخفيا ومتقنعا، ووقف من خلف ساتر ولم يكشفوا وجوههم، إلا للقاضي ولممثل النيابة، كما لم يتم الكشف عن اسمائهم، وإنما جرى تعريفهم بأرقامهم العسكرية في وحداتهم، وفي حينه نشر عن التناقضات التي ظهرت بين شهادات أولئك الجنود.
وكان أحد الشهود ضابطا، بمنصب نائب ضابط وحدة "متسادا"، التي شاركت في قمع مظاهرة قرية بلعين يوم 28 نيسان/ ابريل من العام 2005، وهي الوحدة التابعة لسلطة السجون الاسرائيلية، وعناصرها من المستعربين، الذين يتغلغلون في المظاهرات بألبسة شبيهة بألبسة الأهالي الفلسطينيين.
القينا الحجارة
وقال الضابط ذاته، الذي تم تعريفه برقم "102"، إنها المرّة الأولى التي ينشط فيها كمستعرب، وقال، "خرجنا لنشاط ضد خرق النظام عند جدار الفصل في قرية بلعين، وهذه المرّة الاولى التي انشط فيها كمستعرب، اعتقلنا شخصين، وكانا فلسطينيين".
وحينها سألته محامية الدفاع أورنا كوهين من مركز "عدالة"، "هل يلقي المستعربون الحجارة"، فرد الضابط قائلا "نعم.. الجنود يلقون الحجارة إلى اماكن مفتوحة"، بمعنى ليس اتجاه الجنود مباشرة.
وقال ضابط الوحدة ذاتها الذي تم تعريفه برقم "101"، "عملت كضابط القوة التي نشطت تحت أمرة الجيش، في اعقاب معلومات عن مظاهرة كبيرة من المتوقع أن تجري في منطقة قرية بلعين، وحينها كان لنا عدد من العناصر في الميدان، وإحدى هذه القوات، كانت قوة المستعربين، ومهمتها التزويد بالمعلومات، وتنفيذ اعتقالات نوعية، بقدر الحاجة، وقوة انقاذ تابعة لنا كانت بزيها العسكري".
وتابع "101" يقول، بدأت المظاهرة الكبيرة تنحدر من قلب قرية بلعين، وكان يبدو أن الجيش لا يسيطر عليها، نحو 500 متظاهر انحدروا، ولم ينصاعوا لتعليمات نائب ضابط الوحدة، وضابط الوحدة، وببساطة اجتازوهما دون تردد، وبسرعة كبيرة فقدت قوة الجيش القدرة على السيطرة الفعالة، وكان يبدو أن المتظاهرين يقتربون أيضا إلى آليات العمل (آليات الجيش)، وايضا إلى خط التوقف، وبدأت تظهر عدة مواجهات بين الجنود والمتظاهرين، بما في ذلك توجيه ضربات والقاء حجارة، وكان يبدو ان الوضع ليس تحت السيطرة، وكان خطر على الوحدة العسكرية في هذه العملية".
واضاف "101" يقول، "في مرحلة ما افترقنا، نائب الوحدة مع قوته، وأنا مع قوتي، في قوتي، كان حسب ذاكرتي حوالي خمسة مقاتلين، وعدة عناصر أخرى من قوة المستعربين، وفي مرحلة ما قال لي نائب الوحدة أنه فقد السيطرة وطلب مني أن نعمل على وقف المتظاهرين، واستخدمنا وسائل تفريق المظاهرات، ونجحنا في وقف المظاهرة، وحينما ابلغتنا قوة المستعربين أنها رصدت أهدافا نوعية، بمعنى اشخاص مهمين قادوا المظاهرة والقوا الحجارة وشكلوا خطرا على القوات، صادقت لهم بأن ينفذوا اعتقالات".
وقال "101"، "لقد تم ابلاغي عن اعتقالات، وفي نفس اللحظة تلقيت بلاغا بأنهم (القوة) يتعرضون لهجوم ويحتاجون إلى نجدة، لأنهم يواجهون خطرا، رأيت مستعربين مع معتقلين، وحولهم مواطنين عرب يهاجمونهم، وحاولت قوة الانقاذ، نجحت في استقرار الوضع، ورأيت أشخاصا يخنقون ويهاجمون قوة الانقاذ التي كانت بزيها العسكري، أمسكت بظهر أحد المنفلتين الذي ضرب أحد المقاتلين، وسحبته إلى الخلف، ورأيته أنه عضو الكنيست (محمد) بركة،.... ابعدنا المهاجمين وأخذنا المعتقلين وابتعدنا عن المكان".
تناقضات
ومن الجدير ذكره، أنه في جلسة المحكمة تلك، ظهرت تناقضات في الشهادات، فمثلا "102" زعم انه هو الذي أبعد النائب بركة، بينما "101" قال أنه هو الذي أبعده، كما أن أحد الجنود الثلاثة وصف النائب بركة بأنه "قصير القامة" وكان يرتدي بدلة سوداء، ما اثار سخرية الحاضرين في الجلسة، وحينها سأل محامي الدفاع من مركز عدالة حسن جبارين القاضي ما هو التعريف القانوني لـ "قصير القامة" فأجاب القاضي ضاحكا من 190 سنتيمترا وما فوق.
يذكر أيضا أن المحاكمة ضد النائب بركة ستستأنف جلساتها يوم الثالث من أيلول/ سبتمبر، وجلستين أخريين يومي الخامس والتاسع من الشهر ذاته، للاستماع إلى شهود الدفاع.