الشاب إبراهيم محمود جابر، من ام الفحم  يحقق نجاحا باهرا في عمله التجاري، ويحدث قفزة نوعية في حياته العملية والمهنية، فقبل فترة وجيزة، افتتح  في مدينة اييو في الصين مكتب "جود لاين" للتجارة الدولية لمساعدة المستوردين من البلاد، وهو المكتب الاول من نوعه هناك لشاب عربي من البلاد. ويتخصص المكتب في تقديم الاستشارة للتجار والمستوردين من البلاد وتحديدا من الوسط العربي، الى جانب خدمات أساسية توفر لهم المال والوقت وتذلل أمامهم الصعاب الناجمة عن انعدام التجربة. فعالم التجارة ليس غريبا على الشاب الفحماوي إبراهيم، الذي ترعرع في بيت والده التاجر الحاج أبو لؤي، كونه اصغر أبنائه الستة. ومن هنا بدأت علاقاته التجارية بالصين منذ عام  1999 ممثلا لمصنع "حلويات لؤي"، حيث تكررت زياراته لها ليجد نفسه مشدودا إلى السوق الصينية التي شهدت في السنوات الأخيرة تطورا غير مسبوق على المستوى العالمي. وقد كان لازدياد حجم الاستيراد المحلي من الوسط العربي عامة، ومدينة أم الفحم والمنطقة خاصة، من الصين دور كبير في قرار ابراهيم فاتتاح هذا المكتب، إذ شعران عدد هؤلاء المستوردين يتضاعف سنة بعد سنة، وهناك نقص في خدمات الترجمة والوساطة المتوفرة لهم هناك. وعن تجربته التجارية الناجحة وافتتاحه مكتبه، للتجارة الدولية المحدودة، كان هذا اللقاء مع الشاب إبراهيم محمود جابر، ابن مدينة أم الفحم، الذي انتقل للإقامة في الصين استجابة لمتطلبات عمله.

يقول الشاب ابراهيم محمود جابر:"علاقاتي التجارية مع الصين بدأت منذ عام 1999 وتطورت عاما بعد عام، وخاصة في عام 2004 حيث أخذت، بصفتي خريج التخنيون في حيفا كمهندس ماكنات، استورد الماكنات للتجار من الوسطين العربي واليهودي في البلاد. وفي العام الماضي وتحديدا منذ 7 أشهر أبلغت أهلي بأنني قررت البقاء في مدينة اييو، التي تبعد عن العاصمة الاقتصادية للصين شنغهاي 4 ساعات سفر بالسيارة، وذلك بعد ان افتتحت مكتبا للوساطة لمساعدة التجار والمستوردين من إسرائيل وغيرها". واضاف ابراهيم:" اتخذت هذا القرار بسبب ما كنت أواجهه من مشاكل وعراقيل جمة في معاملاتي التجارية  هناك جراء جهل اللغة الصينية وعدم اطلاعي على أساليب وطرق التجارة الناجحة والناجعة، وذلك بفضل ما اكتسبته من معرفة وممارسة عقب سنوات عملي مع التجار والمصانع والسوق الصينية، ومن منطلق وضع هذه التجربة تحت تصرف اخوتي التجار والمستوردين المحليين تسهيلا عليهم للوصول إلى الصين وعقد صفقاتهم التجارية الموفقة".
 وعن سبب اختياره لمدينة اييو تحديدا، يوضح ابراهيم:"هذه المدينة أصبحت في السنوات الأخيرة مدينة تجارية عالمية يزورها جميع التجار من انحاء العالم عامة، ومن البلدان العربية على وجه الخصوص. فهي تغص بآلاف التجار والمستوردين العرب، إلى درجة انك تحتار في اختيار المطعم العربي أو الشرقي الذي تريد ان تتناول طعامك فيه بسبب كثرة عددها.

وفي هذه المدينة مجمع تجاري مشهور اسمه "فوتيان"، وهو عبارة عن مجموعة من المباني والأجنحة الواسعة التي تمتد على مساحة،  وتحتضن معارض تجارية مفتوحة طيلة أيام الأسبوع، بما في ذلك يوم الأحد، لمختلف الشركات الصينية المتخصصة في كافة المجالات والميادين التجارية". وعن ماهية ونوعية الخدمات التي يوفرها ابراهيم  للمستوردين المحليين من إسرائيل في الصين:"مكتبنا الذي أقمته في مدينة اييو بدأ بموظف واحد، حقق، والحمد لله، نجاحا باهرا رغم مرور سبعة أشهر فقط على افتتاحه ليضم الآن 7 موظفين صينيين يتكلمون اللغات العربية والانجليزية والصينية. وخدماته غير محصورة في المستوردين من إسرائيل بل استفاد منها حتى الآن أيضا مستوردون عرب من مصر وليبيا والمغرب واليمن والعراق وغيرها. وهذه الخدمات تشمل كل ما يحتاجه المستورد من لحظة وصوله إلى الصين وحتى لحظة إتمام الصفقة التجارية وشحن البضاعة إلى البلاد، سواء توفير مترجم مختص إلى العربية يرافقه طيلة تجواله في المعارض والشركات المختلفة وفي إتمام معاملاته التجارية، ومساعدته في البحث عن السلع والبضائع التي يرغب في استيرادها وعن مصادرها والمصانع التي تقوم بإنتاجها، وتامين أفضل الأسعار لصالحه، ومن ثم انجاز الاتفاق بينه وبين المصنع حول السعر النهائي ونوع السلعة وجودتها، تمهيدا لاستلامها من مخزن الشركة وفحصها قبل شحنها، وفي النهاية إتمام عملية الشحن إلى البلاد. أي بكلمات أخرى مكتبنا هو عبارة عن وساطة وحلقة وصل بين المستورد والمصنع الصيني مقابل عمولة نتفق بشأنها مسبقا".

يلخص ابراهيم:" بودي ان انوه إلى ان مكتبنا يقدم أيضا استشارة تجارية مجانية لكل تاجر يرغب في خوض عالم الاستيراد من الصين، قبل ان نضع بين يديه الخدمات العينية المتقدمة التي توفر له المال والوقت، وتذلل أمامه الصعاب والأعباء الناجمة عن انعدام التجربة في سوق واسعة جدا من شانها ان تؤدي بالتاجر، الذي لا يستعين بمثل هذه الخدمات الأساسية اللازمة، إلى نتائج وخيمة وخسائر مالية فادحة لا سمح الله".