الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 12:02

انزعاج إسرائيل من مجزرة الحولة/ بقلم: محمد أبوعبيد

كل العرب
نُشر: 30/05/12 15:34,  حُتلن: 15:41

محمد أبوعبيد في مقاله:

كان العرب يشجبون مجازر إسرائيل ضد العرب صارت إسرائيل "تدين" مجازر العرب ضد العرب

إدانة تل أبيب تعني ضوءً أخضر لتدخل دولي في سوريا يبدأ بالسلاح الدبلوماسي والاقتصادي وينتهي ربما بالعسكري إذا استعصت الأمور

قبل مجزرة الحولة كانت هناك مجازر أخرى لا تقل فظاعة عن مجزرة الحولة رغم شدة فظاعتها ومع ذلك لم تتخذ أية عاصمة غربية قراراً بطرد سفير "الأسد" من أراضيها

كان العرب يشجبون مجازر إسرائيل ضد العرب، صارت إسرائيل "تدين" مجازر العرب ضد العرب، يا للعجبْ. فقد أدانت تل أبيب نظام الأسد لارتكابه مجزرة الحولة، وكانت إدانة شديدة اللهجة، لكنها تحمل رسائل أكثر من مسألة انزعاج إسرائيلي من رؤية دماء الأطفال المذبوحين بالسكاكين في الحولة، خصوصاَ أن يديها ملطختان أيضاً بدماء أطفال فلسطين، ولو بنسبة أقل، لكن بالأسلحة الحديثة.

طرد سفراء "الأسد"
المفارقة أنه بعد إدانة إسرائيل لمجزرة الحولة، اتخذت عدة دول أوروبية وغربية قراراً بطرد سفراء "الأسد" من أراضيها، وهي الخطوة التي كان الكثير من السوريين، ومعهم عرب، ينشدونها منذ بدء مسلسل القتل والذبح في عموم سوريا. لكن أن تأتي مباشرة بعد إدانة إسرائيل فهذا ما يستدعي التوقف عنده. قبل مجزرة الحولة، كانت هناك مجازر أخرى لا تقل فظاعة عن مجزرة الحولة، رغم شدة فظاعتها، ومع ذلك لم تتخذ أية عاصمة غربية قراراً بطرد سفير "الأسد" من أراضيها. إذنْ، إدانة تل أبيب تعني ضوءاً أخضر لتدخل دولي في سوريا يبدأ بالسلاح الدبلوماسي والاقتصادي، وينتهي، ربما، بالعسكري إذا استعصت الأمور. ولعل الضوء الأخضر هذا أشعله إقتناع تل أبيب، أخيراً، أن الأسد فشل في قمع ثورة شعبه ضده، وأنه راحل لا محالة.

الأسد والشبل
ليس من ضروب الميتافزيقيا القول إن تل أبيب كانت مطمئنة لوجود النظام السوري، "بأسده وشبله" على مدى أكثر من أربعة عقود. وأن ثمة تفاهمات خفية جمعت تل أبيب ونظام الأسد، أهمها حماية الحدود، وهو التفاهم الذي كان واضحاً في عدم إطلاق رصاصة واحدة من حدود الجولان طيلة تلك العقود، فظلت تلك المنطقة آمنة مطمئنة بالرغم من نعت نظام الأسد لنفسه أنه "مقاومٌ وممانع". من الأمثلة على التقاء بعض مصالح النظام السوري مع تل أبيب هو التبشير السوري في قتل ياسر عرفات خلال الحصار السوري لطرابلس في لبنان عام 1983 حيث عاد، حينها، عرفات من تونس إلى طرابلس متخفياً في خطوة وصفها الراحل محمود درويش بأنها "فعل الشجاعة الأكثر تألقاً في حياة عرفات الصاخبة". ظن الأسد الأب، آنذاك، أنه استطاع قتل عرفات في طرابلس، فأشاع الفرحة في إسرائيل، لكن سرعان ما خاب ظن الطرفين.

إسقاط نظام صدام حسين
في عام 2003، وبعد إسقاط نظام صدام حسين، وظهور إشارات على نية "أقوياء الغرب" إسقاط نظام الأسد، كانت إسرائيل المعارض الأكبر لمثل هذه الخطوة العسكرية نظراً لما يمثله النظام السوري من مصلحة لتل أبيب. لذلك أصرّت إسرائيل، حينها، على إبقاء الأسد في نظام ضعيف، أي أنها أرادته أسداً لا يزأر.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net
 

مقالات متعلقة