للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
الكاتب خالد دياب:
إسرائيل لعبت دورا هاما غير مباشر في توقيت وتوجيه الثورة
الضباط الأحرار استجابوا للغضب الشعبي ضد القصر الخاضع للاحتلال والنفوذ البريطاني
عبد الناصر كان براجماتيا أدرك سريعا أن إسرائيل ستظل وأن العرب عليهم أن يتوصلوا لتسوية معها في نهاية المطاف
الضباط الأحرار بالرغم من أنهم بدوا صادقين في التزامهم بالديمقراطية البرلمانية وتمتعوا بدعم شعبي في البداية، إلا أنهم تحولوا إلى سلسلة من المستبدين
لا يوجد دليل يثبت أن ناصر كانت تحركه مشاعر العداء للسامية أو الرغبة فى القضاء على اليهود بل كان يحركه التعاطف مع الفلسطينيين ورفضه الاستعمار
قال خالد دياب، الكاتب البلجيكي من أصل مصري، والمقيم في إسرائيل، إنه من الخطأ اعتبار ما حدث في 23 يوليو عام 1952 مجرد انقلاب عسكري كان يفتقر إلى الدعم أو المشاركة الشعبية، حتى ولو كان الجيش هو من قام به. وأضاف في مقال له بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الضباط الأحرار استجابوا للغضب الشعبي ضد القصر الخاضع للاحتلال والنفوذ البريطاني، ومن سوء الأوضاع الاقتصادية.
جمال عبد الناصر
وقد تجلى ذلك في المظاهرات الحاشدة، التي اندلعت منذ أواخر الأربعينيات والتي بلغت ذروتها في أعمال الشغب في يناير 1952 فيما عرف باسم حريق القاهرة، والتي أظهرت كل الدلائل أنه كان مدبرًا، لكن لم يعرف إلى الآن من وقف وراءه. ويقول الكاتب، إنه بالرغم من أن الضباط الأحرار بدوا صادقين في التزامهم بالديمقراطية البرلمانية، وتمتعوا بدعم شعبي في البداية، إلا أنهم تحولوا إلى سلسلة من المستبدين.
العلاقات المصرية الإسرائيلية
وعندما قامت ثورة 25 يناير، دقت أجراس الذعر في إسرائيل من أن تكشف الثورة بعد أن تهدأ عن أن هدفها الحقيقي هو "الدولة اليهودية"، ورغم بعض الحوادث المتفرقة كالهجوم على السفارة الإسرائيلية والتشدد في الخطاب، إلا أن العلاقات المصرية الإسرائيلية ستستمر على نفس المنوال، سلام بارد وفاتر. وأكد أن الصورة مختلفة في عام 1952.. ويشير دياب إلى أنه بالرغم من أن الثورة وقتها كانت أيضًا عن الخبز والحرية، إلا أن إسرائيل لعبت دورا هاما غير مباشر في توقيتها وتوجيهها، حيث ألقى الجيش بالمسؤولية على الهزيمة الساحقة التي تعرض لها العرب فى حرب 1948 ضد تقسيم فلسطين، وكانت ثورة على الفساد والمحسوبية وضد الملك فاروق وطبقة الباشوات الحاكمة.
التعاطف مع الفلسطينيين
ويتابع الكاتب قائلا، إنه على الرغم من عداء جمال عبد الناصر لإسرائيل، وكراهية الإسرائيليين له، حتى إنهم كانوا ولا يزالون يعتبرونه "هتلر على النيل" إلا أنه لا يوجد دليل يثبت أن ناصر كانت تحركه مشاعر العداء للسامية أو الرغبة فى القضاء على اليهود بل كان يحركه التعاطف مع الفلسطينيين ورفضه الاستعمار، على الرغم من أن الصور التى تطرحها الصهيونية لنفسها أن حركة مناهضة للاستعمار، لكن العرب رأوها اتساقًا مع الهيمنة الغربية الرامية لتقويض استقلالهم.
التسوية الحل الوحيد
ويزعم الكاتب أن عبد الناصر كان براجماتيا أدرك سريعا أن إسرائيل ستظل وأن العرب عليهم أن يتوصلوا لتسوية معها في نهاية المطاف، على الرغم من أنه استمر في نبرته العدائية لها التي تروق للشارع العربي، ويستشهد على ذلك بما كتبه جمال عبد الناصر عام 1955 في دورية "فورين أفيرز" الأمريكية حين قال إننا لا نريد أن نبدأ أي صراع، وأن الحرب لا مكان لها في سياسة إعادة الإعمار التي تهدف إلى تحسين حياة شعبنا. وبعد حرب 1967، ورغم اللاءت الثلاثة التى انطلقت فى القمة العربية في الخرطوم، إلا أنه عاد إلى موقفه، الذي كان عليه في بداية الخمسينيات، على حد قول الكاتب، بأن التسوية هي الحل الوحيد.