محمد ابن الثلاث سنوات تمكن وخلال فترة قصيرة جدا من تطوير قدراته ليتغلب على النقص ويرغب بالحياة بشكل كبير والابتسامة ترتسم على محياه

الجد حمودة الفرا "أبو نعيم":

حفيدي محمد يقاوم المرض بكل قوته وعنفوانه ويقوم بامور من اجل أن يعود ويعاود حياته

تلقيت اكثر من 200 مكالمة اتصالا تلفونيا من اهلنا من سخنين ونتلقى بشكل يومي الدعم من الاخوة في التوجهات والحركات السلامية والمتبرعين من البلدات العربية

الطفل الفلسطيني محمد الفرا ابن الثلاثة اعوام هو ابن مدينة خانيونس في قطاع غزة يعاني منذ يوم ولادته من انعدام المناعة لديه في مقاومة الامراض حتى كان آخرها بتر اطرافه الاربعة بعد أن تغلغل الالتهاب اليها ولم يكن امام الاطباء سوى بترها خوفا على انتقاله الى باقي جسده الغض. محمد الفرا والذي ولد لابوين قريبين منذ يومه الاول لخروجه لهذا العالم مر بمعاناة شديدة بدأت في خانيونس ومستشفيات قطاع غزة التي تفتقر لابسط الامور والحاجيات بسبب الحصار الجاثم على صدور الشعب الفلسطيني هناك ونقل الى داخل مستشفيات اسرائيل والحلم الذي راوده سنوات عمره الثلاث باللعب كباقي اطفال العالم قد تلاشي عند وصول عمره الثلاث سنوات ، وبترت اطرافه فهو الآن يتنقل بكرسي عجلات يجرها جده -والد أمه- الذي آثر ترك خانيونس ليلحق بحفيده لعله يستطيع أن يرسم يوما من الايام ابتسامة على شفاه محمد، بالرغم من حلكة المستقبل.

الطفل الفلسطيني محمد الفرا

جهاز المناعة لا يعمل
حمودة الفرا "أبو نعيم" من خانيونس في قطاع غزة ملازم مع حفيده الطفل محمد اشرف الفرا من ابنته "هبة الفرا"، والطفل من سن الولادة يزن 4.5 كغم ومن بعد شهر بدأ يشعر بتقيؤ، واسهالات وبدأ ينزل بالوزن ليتبين فيما بعد أن جهاز المناعة لديه لا يعمل، وتلقى علاجا حتى وصل عمره 6 شهور لدى الاطباء في خانيونس.

زراعة نخاع شوكي
وأكد الجد حمودة الفرا أن: "أحد الاطباء استطاع تشخيص المرض، واكد للعائلة أن جهاز المناعة في مرحلة مترهلة، فقام بالاجراءات من اجل نقله لاحدى مستشفيات اسرائيل، والاجراءات والفحوصات وقوانين المستشفى قرر زراعة نخاع شوكي للطفل وبدأت الاجراءات في البحث، ولم نعثر على متبرع الذي تكون مواصفاته مطابقة، وكان القرار أن تحمل والدته ، على اساس أن يكون الجنين هو من يعطي لشقيقه الاكبر منه، وتبين أن الحمل في الجنين الثاني وهو انثى تحمل نفس المرض، ولم تتلقى العلاج الاولي كما تلقى محمد واستطاعت أن تمشي على رجليها ، ولم تعاني كمعاناة شقيقها، وقد مارسنا الامور في تل هشومير ، وبعد اجراء فحوصات تبين أن لديه التهاب مفاصل، بالركبتين واليدين، وذلك بسبب حقنه بحقنة ادت الى مضاعفات وبعد قطع اطرافه الاربع ازدادت المضاعفات ، والتهاب الأمعاء الغليظة، وتم زرع اسطوانة بصفحته، للاخراج، وقررت ادارة المستشفى علاجه على حسابهم، والطفل محمد اراه احيانا متألماً ويعاني، واحيانا اراه محاربا للمرض ، واشعر أنه انسان قوي، وقد مرت عليه 16 يوماً موتا سريريا، ولم يصدق احد أن محمد عاود واستيقظ من الموت السريري، وعاد لطبيعة حياته، وبعد فحوصات من جديد تبين للاطباء أن الذاكرة باكملها عادت للطفل محمد وهو امر خارق جداً بحمد الله وفضله، ونحن في مستشفى تل هشومير يقدم علاجا متميزا طبياً.

وقفة شعب صادق
واضاف "أبو نعيم" حفيدي محمد يقاوم المرض بكل قوته وعنفوانه ويقوم بامور من اجل أن يعود ويعاود حياته بالرغم من بتر اطرافه الاربعة ، وسبحان الله فإنه يطور قدراته، للتغلب على معاناته.
واكد حمودة الفرا: أشكر اهلنا في سخنين والناصرة والطيرة والطيبة واللد وجميع اهلنا الفلسطينيين من الداخل على ما يقومون به من دعم ، والتعابير لا تسعفني، وكلي امل من الله أن يبعد عنهم جميعاً الامراض والمعاناة، وانا اشعر انهم يقفون معنا وقفة اخوة ورجولة ووقفة شعب صادق، ويعتبروننا نحن أهل غزة اننا مقطوعة بنا السبل وهذا صحيح، وانا تلقيت اكثر من 200 مكالمة اتصالا تلفونيا من اهلنا من سخنين، ونتلقى بشكل يومي الدعم من الاخوة، في التوجهات والحركات السلامية ، والمتبرعين من البلدات العربية، بشكل يومي يزوروننا في المستشفى ويقدموا لاطفالنا وجبات الغذاء واللوازم التي يحتاجها ، فالكثير من المتطوعين عربا ويهوداً يزورون محمد ويلاعبونه، وكلي أمل أن ما اراه في مستشفيات اسرائيل يتحقق في المستشفيات في الدول العربية، فقد رأيت هنا معاملة جيدة ومكانا نظيفا، ووجها بشوشا من الطبيب والبريفيسور حتى الممرضة ومقدمة الطعام، فنحن لدينا نقص كبير في هذا المجال".

تحدي الصعوبات
ومحمد ابن الثلاث سنوات تمكن وخلال فترة قصيرة جدا من تطوير قدراته ليتغلب على النقص ويرغب بالحياة بشكل كبير والابتسامة ترتسم على محياه بالرغم من ألم من ينظر اليه ، مع صعوبة مسكه للاشياء والالعاب التي يقدمها البعض له ويريد أن يتحسسها ويداعبها كباقي الاطفال فلا يتمكن الا أنه يلاعبها بطريقته الخاصة، جده يخاطبه فيعي ويعرف الكلام الا أن النطق صعب عليه ، واكثر ما سمعت منه ..احرف كونت ... بابا .. بابا، فهو لا يعرف .. بابا ولا .. ماما ولا يعرف حنانهما لانهما عالقين من وراء الاسلاك الشائكة، في غزة المحاصرة، وكل ما يعرفه.. بابا حمودة ويعتقد أنه والده....؟! 

 
محمد في احضان جده