للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
تميم منصور في مقاله:
الثورة التي انتشلت مصر من براثن التخلف والانحطاط بعد أن أعادت لها هويتها
لولا الافدنة ومجانية التعليم لبقي محمد مرسي حتى الآن يركض وراء البهائم في مسقط رأسه
الرئيس مرسي وجنرالات الجيش يعرفون أكثر من غيرهم عدد الأيادي الأجنبية التي تعبث وتتدخل في سياسة مصر
كل يوم يمضي من عمر تربع الرئيس المصري محمد مرسي فوق كرسي الرئاسة يتحول هذا اليوم إلى شهادة تؤكد بأن ثورة 25 يناير لم تكمل مشوارها ، بل تمكن أعداؤها وأعداء الشعب المصري من تحويلها عن مسارها من قبل أخوان الأسلام السياسي الأمريكي وبدعم من النظام السابق ومن القوى الرجعية العربية داخل مصر وخارجها .
خير خلف لأسوأ سلف
عندما بدأ مرسي الرئيس المصري مشواره السياسي اثبت بأنه خير خلف لأسوأ سلف في معاداة نهج وثورة 23 يوليو بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر، جاء مرسي متحمساً مشمراً عن ذراعيه ومروضاً لسانه وبدأ مشواره بالكذب والافتراء والتجني على الثورة التي كانت بمثابة الحبل السري الذي ربط مصر بالحضارة والعروبة وبالإسلام كما أراده الرسول الكريم وصحبه الشرفاء، الثورة التي انتشلت مصر من براثن التخلف والانحطاط بعد أن أعادت لها هويتها .
صفحات سوداء
حاول الرئيس مرسي إضافة صفحات سوداء لتاريخ هذه الثورة المضيء بالتجني على عبد الناصر في عيدها الستين كي يؤكد لإسرائيل وللسفارة الأمريكية في القاهرة بأنه سيبقى على العهد الذي قطعه السادات ومبارك على نفسيهما بتصفية كل انجازات هذه الثورة وفي مقدمتها عزل مصر وربطها في عجلة القوى الامبريالية والرجعية .
لعل الذكرى تنفع
حاول مرسي في البداية التهرب من حضور الاحتفال المتواضع الذي أقامه الجيش بهذه المناسبة التاريخية الخالدة، لأن الجيش هو من فجر هذه الثورة، فأقام احتفالاً رمزيا مقزما لم يجرؤ قادته خلال الاحتفال ذكر ولو جزءاً من مبادىء هذه الثورة، وفي مقدمتها تحرير مصر من التبعية والهيمنة الأجنبية، لأن الرئيس مرسي وجنرالات الجيش يعرفون أكثر من غيرهم عدد الأيادي الأجنبية التي كانت ولا تزال تعبث وتتدخل في سياسة مصر وأقدارها الداخلية والخارجية، الرئيس الجديد كسابقيه تجاهل انجازات الثورة رغم انه وأسرته كانوا في مقدمة المواطنين الذين أعادتهم إلى الحياة بعد أن رضعوا من البان وعسل انجازاتها، لقد رفض الكثيرين من المقربين من مرسي نكران الجميل منه ، فقاموا بفضحه وكشف أوراقه وأوراق أسرته بعد أن قاموا بتذكيره لعل الذكرى تنفع بأنه لولا الأرض الزراعية التي قدمتها الثورة لإسرته ولغيرها في القرية التي عاشها ضمن قانون الأصلاح الزراعي وتوزيع الزراعي على الفلاحين، كذلك مجانية التعليم لولا هذه الافدنة ومجانية التعليم لبقي محمد مرسي حتى الآن يركض وراء البهائم في مسقط رأسه، هذا الناكر للجميل كان ولا يزال ينظر إلى الثورة من ثقوب منظوره الحزبي الضيق الحاقد، ينظر اليها بعيون أمريكية، انجازاتها لم تعنيه كما أنها لا تعني إسلامه السياسي الذي لا يعرف سوى طريق واحدة هي الوصول الى سدة الحكم.
أصبحنا نخشى على مصر وحاضرها ومستقبلها
أثناء خطابه تجاهل كل انجازاتها، إلا أنه في هذا التجاهل أدان نفسه وحزبه وتاريخه ورفع من قيمة وشأن الثورة وقائدها، نقولها بصدق بأننا أصبحنا نخشى على مصر وحاضرها ومستقبلها من هؤلاء الطغاة لأن المدنية والحضارة والديمقراطية والتعدد الحزبي بالنسبة لهم كفراً - أنظروا الى التهديدات التي يهددون بها الذين سيتظاهرون يوم 24 حتى صدرت فتوى من قادتهم بالأعدام لكل من يتظاهر ضد مرسي - . فهم يجيرون الدين لكل شيء يخدم مصلحتهم، اليوم يوسعون أبواب التطبيع مع اسرائيل ومع واشنطن بإسم الدين ويناصبون العداء للمقاومة والدول الداعمة لها خاصة إيران وسوريا بإسم الدين والطائفية . لا تزال بعض وسائل الإعلام في مصر تتحدث عن تبعات اللقاء الذي تم بين الرئيس مرسي وبين هيلاري كلنتون في القاهرة، كما هو معروف فقد قامت كلنتون بتسليم الرئيس المصري خارطة الطريق التي أعدتها أمريكا لمصر في عهد حكم الاسلام الاخواني السياسي.
الخط المعادي للنظام السوري
من بين هذه التبعات الجديدة التي كشفها موقع (التحرير الالكتروني) بأن إحدى مربعات خارطة الطريق الامريكية هي انضمام مصر النظام والمؤسسات الى الدول والانظمة التي تتآمر على سوريا ، كما طالبته كلنتون بدعم الارهابين في سوريا بالمال والسلاح كما يفعل جميع حلفاء واشنطن في المنطقة ، كان رد الرئيس مرسي بالقول إلا يكفي الدعم المعنوي والإعلامي الذي يقدمه أخوان مصر ؟ لقد اقسم أمامها بأنه تعمد أكثر من مرة في حديثه بالإشارة المباشرة الى الرئيس السوري ونعته بالمستبد وان عليه أن يسارع بالرحيل، كما ان مرسي ابلغها بأن غالبية وسائل الأعلام المصرية تقف في الخط المعادي للنظام السوري وهذا يتم بضغط وبفضل القسم الاعلامي في حزب الاخوان في مصر ، منذ اللقاء المذكور فان الرئيس مرسي ملتزم بما قطعه على نفسه أمام كلنتون بالاستمرار بالضغط على سوريا بكل الطرق والوسائل، فالدولة العربية والإسلامية الوحيدةالتي لم يبعث الرئيس مرسي لها تهنئة بعيد الفطر هي سوريا، في حين الرئيس مرسي لم يتردد في بعث مثل هذه الرسائل الى جميع الحكام المستبدين في العالم، مسلمين وغير مسلمين، في مقدمة هؤلاء الحكام ملك وامراء الجرب الوهابي في السعودية، لقد سبق إطراءات النفاق هذه لقاءين خلال شهر واحد مع عبد الله ملك السعودية، قام بهما مرسي وهو يعرف بان هذا الامي الخرف ليس عبد الله بل عبد الطاغوت وعبد امريكا وعبد شهواته وعبد للتآمر على هذه الأمة.
ذبح مليون طفل
عندما عانق مرسي ملك السعودية كان يدرك بأنه يخدع الله ويخدع نفسه لانه انحنى وكاد يلثم يد طاغية يعيش خارج الحضارة وخارج الزمن، اليد التي كاد يقبلها هي اليد ذاتها التي حملت سيف المذلة أمام بوش الابن واخذ يتمايل أمامه كالبعير تعبيرا عن شكره وامتنانه لان بوش دمر العراق وذبح مليون طفل فيه عدا عن طوابير الأرامل والتدمير ما زال مستمراً، وهي اليد التي باركت تدمير أفغانستان وباركت تدمير لبنان من قبل اسرائيل وهي اليد التي ساهمت بقتل اطفال غزة، واليوم تمتد لتقتل أطفال سوريا .
الطاعون الوهابي السلفي
الرئيس مرسي يتآمر على سوريا بإدعاء أن نظامها استبدادي في نفس الوقت يفتح صدره للتعامل مع الطاعون الوهابي السلفي الذي يستخدم الأصولية والدين لإستحمار الذكر للأنثى، وان هذه الانثى منصوص عليها بالدونية وجثة على قيد الحياة، الم يتق مرسي خالقه من هذا النفاق ؟؟؟
الم يعرف مرسي بان أولياء نعمته من الوهابين يمارسون الدعارة تحت مسميات الحلال – زواج المسيار وزواج المسافر وزواج المتعة وزواج الاقامة وغيرها من طرق الزواج الجديدة التي فصلوها على مقاييس شهواتهم – حتى في بلاده وفي مصر الآن يوجد أزمة حقيقية تسمى ( اولاد الزواج السريع ) زواج السعوديين والخليجيين الذين يأتون مصر تحت عنوان السياحة لكن في الحقيقة شراء بناتها الصغيرات العذروات ، ثم يتركونهم مقابل بعض الاموال ، لقد حولوا المثقفين في بلادهم والكثير من المثقفين العرب الى عبيد وجعلوا شعارهم تعدد الزوجات بدلاً من تعدد الأحزاب، شعارهم (اطيعوا ولي الامر منكم ) وأدخلوا المواطنين في طأطأة الرؤوس وقولهم ( ولي امري ادري بامري ) .
شتان ما بين الخليفة عمر وبين مرسي
يدعي مرسي دائما بأنه يعتبر عمر بن الخطاب مثله الأعلى وانه يأمل ان يحتذي حذوه لكن شتان ما بين الخليفة عمر العادل المنصف وبين مرسي وحزبه الذي بدا يمارس سيناريوهات كثيرة من قهر الحرية والعقل والرأي واغتيال المصالح الاجتماعية ومصادرة حقوق المرأة باسم الدين .
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net