للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
نايف خوري في مقاله:
كلما خطرت ببالكم فكرة هزيلة أو فيلم هابط أو رسم دنيء تنسبونه إلى شخصية عظيمة؟
طالما يخشى صانع الفيلم فلماذا صوره ومثّله وصرف عليه المبالغ والميزانيات وأقام الدنيا وأقعدها؟
لا تمزقوا الإنجيل ولا القرآن ولا التوراة لا في الكنيست ولا في الشوارع ولا في المقاهي والحانات لأنها كتب سماوية للصلاة
الفيلم هابط وفاشل فنيا ومضمونا ولذا قرر المروجون والباعة للفيلم أن يلطخوا اسم الرسول العظيم بدناءة فعلتهم لكي يلقى الفيلم إقبالا على شبكة يوتيوب
تصدر في فرنسا 85 صحيفة ولم تقبل أي صحيفة منها أن تنشر ما يسيء للمسلمين والإسلام سوى هذه الوريقة المجهولة لكي تجعل من الموضوع ألعوبة وتسلية لمن يرغب ومن يشاء
أخبروني بربكم ماذا تجنون من الإساءة للرسول العربي الكريم أو لغيره من الرسل والمرسلين والأنبياء والقديسين والصالحين؟ أكلما خطرت ببالكم فكرة هزيلة أو فيلم هابط أو رسم دنيء تنسبونه إلى شخصية عظيمة؟ هذه ليست طريقة الترويج للعمل الصالح ولا للشخصية الكريمة ولا للديانة السماوية. ما أن توارد النبأ عن تصوير هذا الفيلم الذي يصف الإسلام والمسلمين بالسذاجة والبساطة والغباء حتى تلقفته وسائل الإعلام وأخذت تروج للفيلم وتخفي اسم صانعه واسم ناشره، لماذا؟ لأنها تخشى وتخجل، إن كان لديها خجل، من أن يمس صاحب الفيلم أي سوء. عجبا!! طالما يخشى صانع الفيلم فلماذا صوره ومثّله وصرف عليه المبالغ والميزانيات وأقام الدنيا وأقعدها؟ لكن الحقيقة لا تخفى على المدركين لبواطن الأمور، وهي أن الفيلم هابط وفاشل فنيا ومضمونا.. ولذا قرر المروجون والباعة للفيلم أن يلطخوا اسم الرسول العظيم بدناءة فعلتهم لكي يلقى الفيلم إقبالا على شبكة يوتيوب.. وانظروا أي مستوى لهذه الشبكة والأفلام والمقاطع المخجلة والمخزية التي تعرضها بلا رادع ولا وازع.. وكل من يشاء أن يطلق لأهوائه العنان يتوجه إلى هذه الشبكة لينشر بضاعته الفاسدة والكاسدة.
تخمينات ومغالطات
وهذا ما فعلوه في فيلم "سر دفنشي" الذي أكدوا فيه أن دفنشي كعالم لا نظير له يقرر أن السيد المسيح تزوج بمريم المجدلية وحتى أنه أنجب منها أطفالا!! عجبا.. عجبا.. أين هم أولاد يسوع؟ ألم تسمع بهم الكنيسة طيلة ألفي عام؟ حتى يأتي هذا المهووس والمنكر، صانع الفيلم، ليعلن أن دفنشي أخفى سرا لا يعرفه إلا هو فقط، ويصرح أن يسوع أنجب أطفالا من مريم المجدلية؟ وبالتالي يقولون إن مريم العذراء أنجبت بنين وبنات غير يسوع!! ما هذه التخمينات والمغالطات؟؟
وهذا ما فعلته إحدى اللواتي تطلق على نفسها لقب باحثة في التاريخ، وهي إيطالية، وتقول بأنها عثرت على ورقة بردي قديمة مكتوب عليها أن يسوع قد تزوج!! ما شاء الله!! لا بد وأن هذه النابشة في مزبلة التاريخ ستجد نفسها وكأنها أتت بأمر سيغير مجرى التاريخ ويقلب المسيحية والمسيحيين رأسا على عقب!!
ألعوبة وتسلية
وتجد إحدى الصحف الفرنسية نفسها في هذا الخضم الواهي وهذا المعترك الموحل وتضع الرسول في كاريكاتير تنشره على صفحاتها.. مع العلم أنه تصدر في فرنسا 85 صحيفة، ولم تقبل أي صحيفة منها أن تنشر ما يسيء للمسلمين والإسلام سوى هذه الوريقة المجهولة لكي تجعل من الموضوع ألعوبة وتسلية لمن يرغب ومن يشاء.. ولذا نقول لهذه الصحيفة ولغيرها من الصحف والمجلات واليوتيوبات والأفلام والبرامج والمناشير والمخططات قاطبة العبوا بغير هذه الألاعيب، حيّكوا بغير هذه المسلة، فإن الرسول والرسل والقديسين والأنبياء والصالحين والأديان ليست للتسلية ولا للتلاعب بالعواطف والمشاعر!! أمامكم زعماء وقادة سياسيين، اجتماعيين، اقتصاديين، فنانين، فانتقدوهم!! ا وجهوا اللوم لهم، أصلحوهم قوّموهم ليحكموا شعوبهم بالعدل والقسطاس. وأمامكم كافة مرافق الحياة التي يجدر انتقادها على صعيد العادات والتقاليد وأعمال الفساد والرذيلة والفسق والفجور التي نشجعكم على السخرية منها وممن يرتكبونها..
التعلق بالتعاليم السماوية
ألا يعلم المسيؤون إلى الرسول والرسل جميعا بأن هؤلاء الرسل تعرضوا لأبشع التحقير وأسوأ التدنيس وأكثر حالات الهوان على مر مئات السنين والقرون، ممن قصدوا إهانتهم لكي يثبتوا أن هذه الديانة أو تلك على خطأ وأن هؤلاء المؤمنين على ضلال. فمع كل هذا لم تنقص مكانتهم بشيء في أوساط مؤمنيهم.. بل زاد هذا من الإقبال والتمسك بالدين والتعلق بالتعاليم السماوية. وهذا ما نشهده من عودة المؤمنين إلى الدين وفشل الأنظمة والأعراف التي تحط من قدر الرسول، وتقلل من مكانة الرسل والقديسين..
هناك قرآن واحد وهو كتاب مقدس
ألا يعلم هؤلاء المسيؤون أنه ظهرت على مر التاريخ آلاف المؤلفات ومئات كتب القرآن وعشرات الأناجيل التي لم تأت بالحقائق والعقائد وأصول الإيمان بل كانت منحولة وملفقة وكاذبة؟ ولذلك لم يعتمد عليها المسلمون، بل على قرآن واحد وهو كتاب مقدس.. وتلك الأناجيل المنحولة التي لا تمت للحقائق الدينية بصلة؟ فقد أهملتها الكنيسة واعتمدت الأناجيل الأربعة التي وضعها كل من يوحنا ومتى ومرقس ولوقا فقط لا غير.. وكل ما أتى غير هذا القرآن الكريم وهذا الإنجيل المعتمد ملغي وباطل.. وقس على ذلك من حيث التعرض للرسول الكريم أو للمسيح العظيم أو غيرهما.
التطاول على القديسين والرسل
ودعكم من الدين وكتبه السماوية، فلا تمزقوا الإنجيل ولا القرآن ولا التوراة، لا في الكنيست ولا في الشوارع ولا في المقاهي والحانات لأنها كتب سماوية للصلاة.. ولا تدنسوا أماكن العبادة، لا الكنائس ولا المساجد ولا الكنس ولا المدافن، بل اقتدوا برجال الله وقديسيه وأهل التقوى والورع، لأنهم أرشدونا إلى حياة الفضيلة والتسامح والمحبة فاتبعوهم على الهدى والخير. وعلينا نحن كمؤمنين ألا ننجرف وراء كل من يحاول أن يتطاول على القديسين والرسل، وألا نتلهى بترهات وأقاويل وأكاذيب يطلقها ضعفاء النفوس ومرضى الشهرة ومجانين الإعلام. بل علينا أن نعمق مفاهيمنا ومداركنا لأصول العقيدة والتعاليم الدينية ومنهاج حياتنا كمؤمنين، مسلمين ومسيحيين، ونتفاهم ونتعايش ونترافق في السراء والضراء من منطلقات إيماننا واقتداء برسلنا وقديسينا والعمل بموجب كتبنا السماوية.. ونبقى مجتمعا واحدًا متحدًا متعايشًا متفاهمًا متحابًا يصون دينه وبيته وأرضه ووطنه.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net