للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
الحاج مصطفى عبد أبو شقرة يعفو عن عائلة قاتل ابنه باستثناء مرتكب الجريمة ويسمح لهم بالعودة الى بيوتهم في أم الفحم
الصلحة تمت بحضور رئيس لجنة المتابعة وقادة الحركة الاسلامية ولجان صلح محلية وقطرية وحشد كبير
الشيخ هاشم عبد الرحمن الذي وقف على هذه الصلحة ثمّن أمام الحضور موقف الحاج مصطفى أبو شقرة (ابو العبد) وعموم العائلة الكريمة في اتخاذ هذا القرار الذي يعتبر درسا طيبا في مكارم الأخلاق
الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية:
هذه اللحظات تترجم فيها معاني الايمان والصبر والسماحة وإن هذا الموقف غني عن ألف خطبة ومقال
في خطوة انسانية تتجلى فيها معاني الشهامة والأصالة والصلحة الفحماوية التي يشهد لها التاريخ ، أعلن الحاج مصطفى عبد أبو شقره أمس السبت، عن عفو كامل لا ينتقص منه شيئا عن عائلة قاتل ابنه آل نايف باستثناء مرتكب الجريمة القابع في السجن بتهمة قتل المرحوم محمد مصطفى أبو شقرة عام 2010 .
كما وسمح الحاج مصطفى عبد أبو شقره لعائلة آل نايف بالعودة الى موطنهم أم الفحم بعد ترحيلهم في أعقاب الجريمة الى قرية كفر مندا شمالي البلاد ، وجاء ذلك أمام حضور واسع من وجهاء لجان الاصلاح المحلية والقطرية في الداخل الفلسطيني ، وبحضور رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية السيد محمد زيدان ، ورئيس بلدية أم الفحم الشيخ خالد حمدان والشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية ، ونائبه الشيخ كمال خطيب وشخصيات سياسية، اجتماعية واعتبارية بالاضافة الى حشد كبير من أهالي ام الفحم وعائلة أبو شقرة اجتمعوا جميعا في منزل الحاج مصطفى العبد .
قرار طيب
وكان الشيخ هاشم عبد الرحمن الذي وقف على هذه الصلحة منذ بداياتها وكان له الدور الكبير لتتويجها بعرس وفاء لروح المرحوم محمد أبو شقرة ، قد ثمّن أمام الحضور في كلمة افتتح فيها هذه الصلحة، موقف الحاج مصطفى أبو شقرة (ابو العبد) وعموم العائلة الكريمة في اتخاذ هذا القرار الذي يعتبر درسا طيبا في مكارم الأخلاق مؤكدا أنه موقف مشرف ومبارك من آل أبو شقرة متعالين عن آلامهم لتعليمنا معاني العفو والتسامح الذي لا يقوم به الا الشجعان .
ميراث حسن
هذا وكان الاجتماع قد افتتح بتلاوة عطرة تلاها الشيخ نائل فواز مسؤول الحركة الاسلامية في أم الفحم ، وألقى الحاج مصطفى عبد أبو شقرة والد المغدور كلمة أكد فيها أن هذا العفو جاء بمثابة الميراث الحسن الذي نورثه أباً عن جد، ويضع هذا الميراث أمانة إلى الأجيال اللاحقة، مع التذكر إلى أنه استوفى قراره من رؤيا رآها في ولده الذي طالبه بضرورة حقن الدم. وأشار أبو العبد الى عاملين رئيسيين شجعاه لاتخاذ هذا القرار ، وهي وصية جدّه الذي توفي منذ 80 عاما حيث وصّى ذريته بأنه اذا وقع عدوك بين يديك اتق الله فيه ، وأما الثانية عندما جاءه ولده محمد في رؤيا عند فجر اليوم العاشر من وفاته وقال " يابا اصدق معي وامنع فتنة".. وأكمل ابو العبد حديثه قائلا :" لو مزجنا الوصيتين معا فالنتيجة هي العفو ". وقد حيا أبو العبد زوجته والدة المغدور الذي كان لها الأثر القوي والبالغ في اتخاذ هذا القرار وتنفيذه ، شاكرا جميع أفراد عائلته الذي صبروا وصابروا وأعانوه على اتخاذ هذا الموقف المشرف . كما وثمّن دور جميع من سعى للخير من رجال الإصلاح سعيا لتحقيق ما يرضي الله ورسوله لتجنيب هذا البلد الطيب أهلها نار الفتنة ، كما وشكر جميع أهالي كفر مندا لتأديتهم دور يستحق كل اجلال وتقدير .
معاني الايمان والصبر والسماحة
من جهته أشاد الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية في كلمته قائلا :"أن هذه اللحظات تترجم فيها معاني الايمان والصبر والسماحة، وان هذا الموقف غني عن ألف خطبة ومقال"، مضيفا :" إن هذا الموقف هو ترجمة عمليه لقول الله تعالى " وقل اعملوا " ، كمموا أفواه الشياطين بأفعال الخير واتركوا ملائكة الرحمة لتحلق في سماء الدنيا وعلى أرضنا وبيوتنا وشوارعنا، لتبقى هذه المواقف محفوظة أبد الدهر ". كما واقترح الشيخ رائد صلاح على رئيس لجنة المتابعة محمد زيدان بأن تقوم لجنة المتابعة بتخصيص شهادة تقدير كل عام لمثل هذه الموقف وأن تبدأ مع موقف أبو العبد. هذا وبعد أن ألقيت العديد من الكلمات من رجال اصلاح ومسؤولين ، توجهت عائلة أبو شقرة برفقة رجال الاصلاح ووفد فحموي كبير الى قرية كفر مندا لتلتقي العائلتان وتعتلي أصوات التكبير ومن ثم يعود آل نايف برفقة أبناء آل أبو شقرة الى بلدهم في ام الفحم ورافقوهم الى بيوتهم آمنين سالمين .
بيان ال شقرة بالعفو عن عائلة قاتل ابنهم من ال عصفورية
وكانت قد اصدرت عائلة ابو شقرة صباح اليوم الاحد بيانا يحمل عنوان " والعفو خير" على اثر قرار العفو الذي اتخذه الحاج مصطفى العبد أبو شقرة من مدينة أم الفحم على إثر مقتل ابنه قبل عامين، وجاء ذلك بعد مشورة آل أبو شقرة عامة. واليكم نص البيان:
بَيَانٌ مِنْ آلِ (أَبُو شَقْرَةَ)
وَالْعَفْوُ خَيْرٌ ..
الحَمْدُ لِلهِ العَزِيزِ الغَفَّارِ الَّذِي بِيَدِهِ الإِمَاتَةُ وَالْإِحِيَاءُ، وَالْعَافِيَةُ وَالْبَلَاءُ، مُقَدِّرِ الْأَقْدَارِ، مُصَرِّفِ الْأُمُورِ، مُكَوِّرِ الليْلِ عَلَى النَّهَارِ، تَبْصِرَةً لِأُولِي الْقُلُوبِ وَالْأَبْصَارِ.
وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ الرَّحْمَةِ الْمُهْدَاةِ، وِالنِّعْمَةِ الْمُسْدَاةِ، مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَالَاهُ
أَمَّا بَعْدُ
عَامَانِ مَرَّا عَلَيْنَا مُنْذُ فَقَدْنَا دُرَّتَنَا الْغَالِيَةَ، عَطِرَ السِّيرَةِ، طَيِّبَ الْأَصْلِ، مُحَمَّد بنِ الحاجِّ مُصْطَفَى الْعَبْد أَبُو شَقْرَةَ تَغَمَّدَهُ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ.
عَامَانِ مَرَّا وَنَحْنُ نَذْكُرُهُ -رَحِمَهُ اللهُ- وَكَأَنَّ عِقْدَهُ قَدْ انْفَرَطَ بِالْأَمْسِ، وَدَمَهُ لَمْ يَجِفَّ بَعْدُ، إِلَّا أَنَّنَا أَخَذْنَا عَهْداً عَلَى أَنْفُسِنَا -بِتَوْفِيقِ اللهِ- يَوْمَهَا، أَنْ لَا نَرْفَعَ غَيْرَ سِلَاحِ الصَّبْرِ وَالِاحْتِسَابِ وَالّلجُوءِ إِلَى اللهِ، فَلَمْ نَقْتُلْ بِحَمْدِ اللهِ لِأَنَّ حَقَّنَا عِنْدَ الْقَاتِلِ، وَلَمْ نَحْرِقْ أَوْ نَهْدِمِ الْبُيوتِ، كَمَا هِيَ العَادَاتُ السَّيِّئَةُ السَّائِدَةُ فِي الْمُجْتَمَعِ.
وَيَبْدُو أَنَّ مِثْلَ هذِهِ الْمَوَاقِفِ الّتِي حَمَدَهَا كَثِيرُونَ لَمْ تَرُقْ لِآخَرِينَ، فَحَاوَلَ الْبَعْضُ إِثَارَةَ الْفِتْنَةِ وَخَلْخَلَةَ الْمَوَازِينَ، وَخَلْطِ الْأَوْرَاقِ، لِيُفْتَحَ الْجُرْحُ مِنْ جَدِيدٍ، فَحُرِّقَتْ أَجْزَاءٌ مِنْ بُيُوتِهِمْ سَابِقاً، وَيَشْهَدُ اللهُ أَنْ لَا عَلَاقَةَ لَنَا بِهَا، بَلْ حَرِصْنَا مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ عَلَى حِمَايَتِهَا.
وَفِي هذا الْيَوْمِ قَرَّرْنَا بِتَوْفِيقِ اللهِ، أَنْ نَقِفَ بِمَرْكِبِ الْحَاجِّ مُصْطَفَى الْعَبِد (وَالِدِ الْمَغْدُورِ)، لِيَقُودَ قَافِلَةَ الِإِيثَارِ وَمَرْكِبَ الْعَفْوِ وَسَفِينَةَ الْإِحْسَانِ مِنْ جَدِيدٍ، فَهُوَ الْيَوْمَ يَأْبَى إِلَّا أَنْ يَعْلُوَ صَهْوَةَ الرُّجُولَةِ لِيَطْوِيَ صَفْحَةً جَدِيدِةً مَعَ آلِ الْعَصْفُورِيَّةِ أَهْلِ الْقَاتِلِ، وَنَحْنُ نَقِفُ بِإِذْنِ اللهِ مَعَهُ فِي مَوْقِفِهِ، فَنَغُضُّ الطَّرْفَ عَمَّا رَأَيْنَا، وَنُنْسِي أَنْفُسَنَا مَا عَلِمْنَا، وَنَمْحُو مِنَ الذَّاكِرَةِ مَا حَفِظْنَا، سَدّاً لِبَابِ الْفِتْنَةِ، وَحِفَاظاً عَلَى أَبْنَائِنَا، فَنُقَدِّمُ هَدِيَّةَ الْعَفْوِ لَهُمْ وَ لِلْمَرْحُومِ مُحَمَّدِ مُصْطَفَى -رَحِمَهُ اللهُ- فِي ذِكْرَى مَوْلِدِهِ، الّذِي رَآهُ وَالِدُهُ الْحَاجُّ مُصْطَفَى فِي الْمَنَامِ يَقُولُ لَهُ "يَابَا اصْدُقْ مَعِي، وَامْنَعْ فِتْنة" وَقَبْلَ ذَلِكَ امْتِثَالاً لِقَوْلِهِ تَعَالَى (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) آل عمران: ١٣٤ ، فنُعْلِنُ نَحْنُ آلُ أَبُو شَقْرَةَ عَامَّةً، وَالْحَاج مُصْطَفَى الْعَبِد خَاصَّةً، أَنَّنَا عَفَوْنَا عَنْ أَهْلِ الْقَاتِلِ آلِ الْعُصْفُورِيَّةِ، وَعَلَيْهِمُ الْأَمَانُ فِي عَوْدَتِهِمْ لِبُيُوتِهِمْ، لِيَسْتَأْنِفُوا أَعْمَالَهُمْ وَحَيَاتَهَمْ مِنْ جَدِيدٍ، عَلَى أَنْ يَحْذَرُوا هُمْ وَالْجَمِيعُ، مِنَ الْأَيَادِي الْخَفِيَّةِ الَّتِي لَا يَرُوقُ لَهَا اسْتِقْرَارُ مُجْتَمَعِنَا الْمُسْلِمُ، وَاشْتِدَاد لُحْمَتِهِ، خَاصَّةً وَنَحْنُ فِي ظَرْفٍ أَحْوَجُ مَا نَكُونُ بِحَاجَةٍ لِلِالْتِحَامِ وَالِاسْتِمْسَاكِ بِحَبْلِ اللهِ فِي مُوَاجَهَةِ مَكَائِدِ الْكُفَارِ وَدَسَائِسِهِمْ لِلتَّفْرِيقِ وَإِثَارَةِ الْفِتْنَةِ، خاصة وأن عالمنا الإسلامي يمر بظروف تنسينا مصائبنا، وما هي عنا ببعيد.
وَسَبْيلُ الِانْتِقَامِ يَسْتَطِيعُ سُلُوكَهُ كُلُّ إِنْسَانٍ، أَمَّا سَبِيلُ الْعَفْوِ فَلَا يَسْلُكُهُ إِلَّا مَنْ وُفِّقَ إِلَيْهِ.
وَنُذَكِّرُ بِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمِتْ"
وَبِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رُبَّ كَلِمَةٍ يُلْقِيهَا الْمَرْءُ لا يُلْقِي لَهَا بَالاً تَهْوِي بِهِ فِي جَهَنَّمَ سَبْعِينَ خَرِيفاً"
وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.