الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 20:02

والد الشهيد أسيل عاصلة من عرابة: أتركوا ابني مرتاحا بضريحه ولا أريد أكاليل زهوركم

تقرير وتصوير: أمين
نُشر: 27/09/12 08:56,  حُتلن: 17:16

حسن عاصلة والد الشهيد أسيل عاصلة:

هؤلاء الشهداء دفنوا ودفنت ذكراهم معهم ولا أحد يريد أن يتذكر شيئا

الثقافة معدومة والتوعية معدومة فأسماء الشهداء لا تذكر أبداً خلال العام وحتى في هذه الأيام

لا يهمني أن تحيي قيادات الجماهير العربية ذكرى هبة القدس والأقصى في أول الشهر أو لا تحييها

الوسط العربي ابتلاه الله بقيادة بهذه المستوى ويبدو أنها لا تختلف عما يحيطنا من قيادات في الوطن العربي

ابني دفن في ثرى وطنه ولكن القاتل ما زال طليقا وأنا وأمه ما زلنا نصرخ منذ اثنا عشر عام صوتنا يجلجل وسيبقى يجلجل لأننا على حق

نصرخ لأننا نرى بعينين وطنيتين صادقتين ونرى بأعين الشهداء ما يدور حولنا اما الآخرون فلا يرون بعين الشهداء حتى انهم لا يرون بأعين الناس بل بأعين المصلحة الحزبية أو العائلية

أتمنى ألا يأتون هذه السنة الى ضريح ابني فأنا أريد لابني الراحة فإذا لم يكن له مكان في قلوبهم وضمائرهم فلا حاجة لأكاليل الورود التي يأتون بها اليه وليبتعدوا عنه

إثنا عشر عاما مروا على استشهاد ابني وما ينتابني الآن هو ما كان ينتابني طيلة الوقت: الغضب والتذمر والشكوى من كل ما يحيط بنا سواء على ما تقوم به قيادة الوسط العربي أو ردود الفعل في الشارع العربي، فأنا أتلقى مكالمات لفعاليات لا ترتبط بما جرى في هبة القدس والأقصى، وهم في الأصل نسوا ما هي هذه الهبة، وعندما أذكر أن أول الشهر هو ذكرى هبة القدس والأقصى، يقولون إنه لا علم لهم، وهذا يدل على أن الثقافة منعدمة وأن هؤلاء الشهداء دفنوا ودفنت ذكراهم معهم، ولا أحد يريد أن يتذكر شيئا، وأنا أقصد جميع الشهداء، ولأعطيك مثالا صارخا، ففي هذه المقبرة، هناك شهيدين من كفركنا استشهدوا في عام 1948 ولا أحد حتى يقرأ لهما الفاتحة، لا أحد يقترب منهما غيري، والجميع يعلم عنهما، وأسماؤهما مدونة في النصب التذكاري ولكن لا أحد يقترب اليهما" بهذه الكلمات الغاضبة تحدث حسن عاصلة والد الشهيد أسيل عاصلة من بلدة عرابة في حديث لموقع العرب وصحيفة كل العرب.

وأضاف عاصلة: " في الحقيقة لا يهمني أن تحيي قيادات الجماهير العربية ذكرى هبة القدس والأقصى في أول الشهر أو لا تحييها. منذ زمن وأنا أصرخ وأقول إن ما يعنينا هو الوعي والتثقيف وأن تبقى هذه الأسماء محفورة في الذاكرة الوطنية وفي ذاكرة أطفالنا ونسائنا وشيوخنا الى أبد الآبدين، ولكن الثقافة معدومة والتوعية معدومة، فأسماء الشهداء لا تذكر أبداً خلال العام، وحتى في هذه الأيام، ولا أحد يتحدث عنهم، وتم اتخاذ قرارات بأنه سوف يتم قيام نشاطات داخل المدارس العربية، وهذه النشاطات لا تنفذ نهائياً".

ابني تحت التراب والقاتل طليق
ويسترسل عاصلة:"ابني دفن في ثرى وطنه، ولكن القاتل ما زال طليقا، وأنا وأمه ما زلنا نصرخ منذ اثنا عشر عام، صوتنا يجلجل وسيبقى يجلجل لأننا على حق، وبالنسبة للتضحية، نحن لا نحمل أي أحد كان من الوسط العربي لا للطفل ولا للمرأة ولا للرجل، ونحن أهُل لهذه التضحية، ونحن أهل لحملها، وحمل وصية الشهداء حتى النهاية، نحن نصرخ لأننا نرى بعينين وطنيتين صادقتين، ونرى بأعين الشهداء ما يدور حولنا، اما الآخرون فلا يرون بعين الشهداء، حتى انهم لا يرون بأعين الناس، وانما يرون بأعين المصلحة الحزبية أو العائلية، وهذا ما يغيظ، وبالنسبة للشهداء، فقد دفن ملفهم من قبل الوسط العربي، وكان يتمنون أن تخرج لجنة اور ولو بلائحة اتهام صغيرة واحدة، من أجل أن يضربوا أهل الشهداء ويقولوا، أرأيتم؟ المذنب تلقى عقابه... إذاً اصمتوا واخلدوا في الزاوية، وكأن الآخرين لا يعنيهم، وهذا ما كان يثير غضبنا وما زال، وعدوا بأن هذا الملف لن يموت، ولكنهم دفنوه، وأنا خارج لجنة اهالي الشهداء منذ ثلاث سنوات، ماذا فعلوا خلال هذه الثلاث سنوات؟ لقد قررت أن اصمت خلال السنتين الماضيتين، ليس من أجل مصلحة شخصية، ولكنهم لم يقوموا بأي شيء، لا لإحياء ملف الشهداء، ولا لإحياء ذكرى الشهداء، ولا لتخليد الشهداء، وهذه رسالة بليغة وصلتنا من الوسط العربي بقيادته وجماهيره ولسان حالهم يقول لنا: "إن التضحية تضحيتكم فاحملوها حتى النهاية، وأنا أقول للوسط العربي ولقيادة الوسط العربي بأنني قادر على حمل هذه التضحية حتى النهاية".

 
الشهيد أسيل عاصلة في صورة معلقة داخل المنزل تخليدا لذكراه

هتافات حزبية
ويؤكد عاصلة :"الاول من اكتوبر أصبح عبارة عن هتافات حزبية أكثر من احياء للذكرى، بل أصبح يوما مفرغاً، مجرد يوم يأتون فيه الى أضرحة الشهداء، وأنا أتمنى ألا يأتون هذه السنة الى هنا حيث ضريح ابني وذلك راحة لنفس هذا الشهيد، فأنا أريد لابني الراحة، فإذا لم يكن له مكان في قلوبهم وضمائرهم فلا حاجة لأكاليل الورود التي يأتون بها اليه، وليبتعدوا عنه، نحن أهله ونحن نحتضنه في قلوبنا وضمائرنا، ولن نتراجع، وعندما اسمع بعض السياسيين العرب يتشدقون بالوطنية وإحياء الذكرى -وأنا أعلم بأنهم بعيدون كل البعد عن هذا- أحزن أولاً وأغضبُ ثانياً وأستغفر الله ثالثاً لأن هذا الوسط العربي ابتلاه الله بقيادة بهذه المستوى، ويبدو أنها لا تختلف عما يحيطنا من قيادات في الوطن العربي، نفس الركاب ونفس السفينة ونفس التيار ونفس الغرق، وأنا أعرف أن هذه السفن مصيرها الغرق، فانهم سيغرقون مع أحلامهم وأوهامهم ومع نفسيتهم المريضة وهروبهم من الواجب".

توحدوا لا تتفرقوا
واختتم عاصلة حديثه بالقول: "أنا ضحيت بابني ولن أتراجع، هذا طريقي وهذا ايماني واخلاصي وانتمائي لوطني، وأي ثمن يطلبه هذا الوطن لن أتراجع ولن أتردد في دفعه، وأقول لشباب الوسط العربي أن يكونوا أقوياء وواعين وعلى مستوى كبير من المسؤولية. لا تتفرقوا، توحدوا، فالوحدة قوة، كونوا كالبنيان المرصوص، فالعائلية والقبلية والهمجية تأكل وسطنا العربي فابتعدوا عن هذه الأمور واسلكوا طريق الخير".

 
والد الشهيد أسيل عاصلة يقرأ الفاتحة 

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.66
USD
3.95
EUR
4.62
GBP
259735.60
BTC
0.51
CNY