الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 03:01

العيش معاّ كإخوة أو الفناء معاّ كأغبياء/ بقلم: عيساوي فريج

كل العرب
نُشر: 07/12/12 10:29,  حُتلن: 19:02

عيساوي فريج مرشح حزب ميرتس في مقاله:

كيف نصل الى هدفنا في العيش بكرامة والحفاظ على هويتنا في ظل هذا الانحراف السياسي القاتل؟

نحن اليوم " الاقلية العربية في اسرائيل" وبعد 64 عاما على قيام دولة اسرائيل بتناقضاتها ومركباتها ما زلنا نؤمن ايماناّ مطلقاّ بسلام عادل وشامل وحقيقي

نعلم اننا اقلية مستضعفة فاذا كانت هذه هي الحلقة التي ننتمي اليها ونريد حمايتها وتطويرها ونيل حقوقها لماذا لا نعمل مع من هو منتمي الى الحلقة الاقوى في الطرف الآخر

نهجنا يتمركز على قوة الحوار والشراكة مع من هو اهل لهذه الشراكة من الطرف الاخر مع من قد توصل لقرار حقيقي في الشراكة لبناء مجتمع يكون اقل ما فيه العدل والمساواة كحق وليس منةٍ من احد

لست في هذا الباب لاقف مدافعاّ عن حزب هنا او ناقداّ لحزب هناك، بل اقف لالقي الضوء على اهداف نضالنا والخطوات اللازمة لتحقيق اهدافنا نحن اليوم " الاقلية العربية في اسرائيل" وبعد 64 عاما على قيام دولة اسرائيل بتناقضاتها ومركباتها ، ما زلنا نؤمن ايماناّ مطلقاّ بسلام عادل وشامل وحقيقي يجمع بين اهلنا في الضفة، غزة والشتات ،وبلورة هويتنا القومية والسياسية بكل ابعادها.

تعريف سياسي
وحيث أن هويتنا وتعريفنا السياسي فريدان في نوعهما ويختلفان كثيراّ عن حالات اخرى وتجارب سابقة ، لذا يتوجب علينا ان نسلك نهجاّ اخر ليضمن لنا التقدم نحو ما فيه تحقيق امالنا واحلامنا المنشودة، نهجاّ جديداّ يكمل مسيرة نضالنا وكفاحنا. نهجنا نطرحه ليس اختراعا جديداّ للعالم، بل هو جديدٌ علينا ، نهجنا يتمركز على قوة الحوار والشراكة مع من هو اهل لهذه الشراكة من الطرف الاخر ، مع من قد توصل لقرار حقيقي في الشراكة لبناء مجتمع يكون اقل ما فيه العدل والمساواة كحق وليس منةٍ من احد .

الاتحادات والشراكة
نحن نعلم اننا اقلية مستضعفة، فاذا كانت هذه هي الحلقة التي ننتمي اليها ونريد حمايتها وتطويرها ونيل حقوقها، لماذا لا نعمل مع من هو منتمي الى الحلقة الاقوى في الطرف الآخر لتشكيل ذراع عملي لا يقوم فقط على الشعارات الرنانة وانما يبنى على خطة عمل واقعية مدروسة تضمن لنا حقوقنا وتواجدنا. الاتحادات والشراكة بين الاقلية/ المستضعف ، والاكثرية/ القوي هو وليد المنطق وفهم اللعبة السياسية في منطقتنا، هو ليس تخليا عن مبادئ او قيم، بل هو قوة الايمان بحقوقنا وعدالة مطالبنا كما ولن نقبل بعد اليوم تهميشنا او سحق حقوقنا، وهذا ما يجب أن يدفعنا للعمل يدّا بيد مع اليسار الاسرائيلي الذي نتفق معه على عدة نقاط حساسة ومصيرية في حياتنا ، فلماذا لا نشترك لنشكل قوة ضغط فعالة وموضوعية ؟!

شراكة قوية
فلو اخذنا مثالاّ ، الاتحاد الاوروبي، فهو ليس انصهار الشعوب الأوروبية وضياع هوية كل دولة وشعب، بل هو شراكة اقتصادية قوية ترعى نقاط معينه تعود بالفائدة على كل من هو شريك في هذا الاتحاد، ومن هنا اصبح للاتحاد الاوروبي قوه ظاهرة مؤثرة على سياسات العالم. نحن كأقلية قومية يشاطرنا مصير مشترك مع الشعب اليهودي في الدولة، شئنا ام ابينا، كما هو الامر بالنسة لهم شاءوا ام لا . نحن هنا ..وهنا باقون ، فرض علينا العيش المشترك وليس لدى أي طرف منا حرية الاختيار. كلانا نعيش نفس التأثيرات والمؤثرات الاقتصادية والسياسة والاجتماعية. لقد عانينا وما زلنا نعاني من اضطهاد سياسي وتطرف شعبي ضدنا. نعيش اليوم تطرفا قياديا يمينيا مستهترا بكل من هو ليس في صفه. السؤال كيف نصل الى هدفنا في العيش بكرامة والحفاظ على هويتنا في ظل هذا الانحراف السياسي القاتل؟

الشراكة من باب القوة
انا اطرح الشراكة من باب القوة وليس من باب الضعف، من باب اننا جزء لا يتجزأ من هذه الارض وليس اضافة عليها، وايمانا منا اننا هكذا، يجب أن نكون في الحكم والسلطة. هذا ليس استغلالا للديمقراطية، بل هو طريق الديمقراطية والحقوق الطبيعية العالمية للإنسان. اختيار مشاركتي في الانتخابات للكنيست هو رغبتي في صنع التغيير من الداخل، فنحن جزء من الحياة في هذه الدولة بمرها وحلوها، وأنا اعي جيداّ قيمة وجودنا واهمية بقائنا وضرورة تحصيل مستقبل افضل لنا ولأولادنا في هذه الدولة وبلورة هويتنا الخاصة رغم أنف الرافضين المتطرفين من اليمين . اؤيد الشراكة مع من يتقبلني ويستطيع أن يساعدني دون أن انحني او اترك قيمي ومبادئي. ميرتس تجمع بين كل هذا وبين القوة الفعلية بان نكون جزاءاّ وليس اضافة.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة