الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 07:01

ما يجري في سورية ليس نزاعاً سياسياً بين طرفين/بقلم: المحامي محمد احمد الروسان

كل العرب
نُشر: 05/01/13 14:26,  حُتلن: 14:43

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

محمد احمد الروسان في مقاله:

البعض العربي المرتهن للطرف الخارجي في جلّ الحدث السوري وعبر الإبراهيمي الأخضر يسعى إلى قولبة النزاع بصفته صراعاً سياسياً بين طرفين بدلاً من كونه غزواً أجنبياً كما هو في حقيقة الأمر

اقتراح "الحكومة الانتقالية" في أتون هذا الغزو الأجنبي على الدولة الوطنية العروبية السورية الذي تعمل المصالح الأجنبية وبعض العربية الخليجية المأزومة على تمويله وتسليحه وتأزيمه علناً ينتهك السيادة الوطنية السورية والميثاق التأسيسي للأمم المتحدة نفسها

يجهد الأخضر الإبراهيمي كثيراً لإقناع المسؤولين السوريين والمتمردين بالتفاوض بهدف إحياء خطة تقضي بإنشاء حكومة انتقالية وانتخابات لكن المحاولة باءت بالفشل بسبب الخلافات حول مستقبل الرئيس بشار الأسد

فشلت الأمم المتحدة في التمييز بين المعارضة الشرعية داخل سورية ومجموعات الإرهابيين المسلحين المتنقلة التي ترتكب جرائمَ على نطاق واسع ضد الشعب السوري والتي تتشكل في غالبيتها من غير السوريين المسلحين من قبل الولايات المتحدة والناتو وحلفائهما الإقليميين

الأخضر الإبراهيمي يشتري الوقت لإنقاذ السرد الغربي المتداعي وعلى سوريا وحلفائها أن يدمروه في النهاية بحيث يمكن الشروع في عملية إنقاذ سوريا من خلال عمليات أمنية واسعة لاستئصال المجموعات الإرهابية ومواجهة دبلوماسية للمصالح الأجنبية الداعمة للإرهاب في سورية وحولها

لا يختلف اثنان عاقلان على أنّ ما يجري في سورية هو غزو أجنبي همجي بامتياز، وانتهاك لسيادة دولة إقليمية عضو مؤسس في الأمم المتحدة، وهذا الفعل الحربي في سورية هو انتهاك صارخ لقواعد ومبادىء القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وما يجري هناك ليس صراعاً سياسياً بين طرفين كما يسعى الطرف الخارجي – البعض الدولي والبعض العربي والبعض الإقليمي - في الحدث السوري على تصويره.

إذا:- إن هذا البعض العربي المرتهن للطرف الخارجي في جلّ الحدث السوري، وعبر الإبراهيمي الأخضر يسعى إلى قولبة النزاع بصفته صراعاً سياسياً بين طرفين بدلاً من كونه غزواً أجنبياً كما هو في حقيقة الأمر.

حكومة انتقالية وانتخابات
يحاول السيد الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي لسورية "مبعوث السلام" للأمم المتحدة، لعبَ دور الوسيط الأممي في إنشاء حكومة انتقالية قبل الانتخابات المقترحة في سورية، بالنسبة إلى سي الإبراهيمي هذا، ليست جهوده عبثية فقط لكنها مخادعة أيضاً، كيف ذلك؟. اقتراح "الحكومة الانتقالية" في أتون هذا الغزو الأجنبي على الدولة الوطنية العروبية السورية، الذي تعمل المصالح الأجنبية وبعض العربية الخليجية المأزومة على تمويله وتسليحه وتأزيمه علناً، ينتهك السيادة الوطنية السورية والميثاق التأسيسي للأمم المتحدة نفسها. إن الأمر أشبه بمبعوث للأمم المتحدة يزور بولندا في بداية الحرب العالمية الثانية ويقترح إنشاء حكومة انتقالية أثناء الغزو النازي! من الواضح أن الأمم المتحدة ستكون طرفاً في الاعتداء على الآخرين وليس رسولاً للسلام .. بإسقاط ذلك على ما يجري في سورية وما تتعرض له من اعتداء نازي غربي – بعض عربي تظهر الأمم المتحدة طرفاً في الاعتداء بالموضوع السوري! أليس كذلك يا سادتي الكرام. يجهد الأخضر الإبراهيمي كثيراً، لإقناع المسؤولين السوريين والمتمردين بالتفاوض، بهدف إحياء خطة تقضي بإنشاء حكومة انتقالية وانتخابات، لكن المحاولة باءت بالفشل بسبب الخلافات حول مستقبل الرئيس بشار الأسد، والأخير من يحدد مصيره هو الشعب السوري وعبر صناديق الاقتراع أيّها السيد الأخضر الإبراهيمي.

الإعلام الغربي
فشلت الأمم المتحدة في التمييز بين المعارضة الشرعية داخل سورية ومجموعات الإرهابيين المسلحين المتنقلة، التي ترتكب جرائمَ على نطاق واسع ضد الشعب السوري، والتي تتشكل في غالبيتها من غير السوريين المسلحين من قبل الولايات المتحدة والناتو وحلفائهما الإقليميين، بما في ذلك إسرائيل والسعودية وقطر كجزء من خطة قديمة لتغيير النظام في سوريا وإيران، والإعلام الغربي والذي صار في جلّه أداة حرب نفسية إزاء الملف السوري، ومتساوقاً مع عمل أجهزة الاستخبارات الغربية، فهو من ناحية يدعم جهودَ الأمم المتحدة المخادعة إزاء الملف السوري، ومن ناحية أخرى ذهبَ بعض هذا الأعلام المستنسخ عبر مدراء الشؤون المحلية المخابراتية في أجهزة المخابرات الغربية، إلى أبعدَ من ذلك حيث حاول نزعَ الشرعية عن أية معارضة في سورية ترفض حملَ السلاح أو تعارض التدخلَ الأجنبي. بعض هذا الأعلام الغربي المستنسخ والموجّه قصداً وحسب الوصف الأنف، يحاول تصوير وإخراج خطة الأمم المتحدة كخطة معقولة مقنعة عبر خداع العالم، حيث يقف الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا وإيران والصين فقط في وجه السلام، حسب وجهة نظر بعض هذا الأعلام المضلّل( بضم الميم وكسر اللام المشدّدة)، إلا أن الخطة – في الحقيقة – مجرد محاولة أخرى لقولبة النزاع بصفته صراعاً سياسياً بدلاً من كونه غزواً أجنبياً، كما هو في حقيقة الأمر.

تبعية للمطبخ السياسي الأمريكي
يقول صديق شخصي لكاتب هذه السطور، وهو سوري طبيعي عروبي بعمق، يعيش بين القطر الأردني والقطر السوري ضمن سورية الطبيعية بقوله:- مَن يعتقد أنّ (الأخضر الإبراهيمي) لا زال هو نفسه، أحد دبلوماسيّي الثورة الجزائرية العملاقة، وأحد مُعْتَمَدِي الكبيرَيْن "بن بلّلا" و"بومدين" يكون مخطئاً.. فـ(السّي لَخْضَرْ) انخرط في بوتقة(العالم الحرّ، أي: العالم الصهيو-أمريكي) وذهب بعيداً في الالتصاق بمراكز القرار الغربي، وفَسّر موقفه ذاك، بأنه تناغُم مع العصر ومع مقولاته في الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.. والحقيقة، فإنّ هذا الموقف هو انخراط، بل تبعية موصوفة، للمطبخ السياسي الأمريكي وتوابعه الأوربية، والاستعداد لتنفيذ أي مهمّة – دبلوماسية أو غير دبلوماسية – يكلّف بها، في أيّ زاويةٍ على وجه الأرض، وبما يخدم ذلك المطبخ.. والآن، في الأزمة السورية، تنحصر مرجعية (سي لَخْضَرْ) بـ(وليم بيرنز – السفير الأمريكي الأسبق في عمان وموسكو وهو صديق لكاتب هذا المقال يعرفه جيداً) و(جيفري فلتمان).. وهذا لا يعني أنه سيكون له موقف جامد، لا يتزحزح عنه، بل يعني أنه سوف لن يوفّر فرصة يستطيع أن يتحايل فيها على السوريين، لاستخلاص ما يحقق "الأجندة" الأمريكية.. وأنه كلما فشل في أمر، سوف ينتقل إلى ما دونه، إلى أن يتأكّد – وتتأكّد معه مرجعيته الأساسية – بأنّ الأجندة الأمريكية، لن تمرّ في سورية.

العرب ساميون
وأضيف على قول صديقي السوري الطبيعي، أننا نتذكر وصفات جون بريمر – الإبراهيمي، والتي قادت إلى تفكيك العراق بعد احتلاله غير الشرعي، وعبر هجوم أقله نازي بالاشتراك مع بعض العرب غير الساميين ليس بدمائهم وعجينتهم، بل بسلوكهم غير العروبي غير الوطني بسبب ارتهاناتهم للغربي ... فالعرب ساميون ... نعم ساميون! فكيف نكون ضد أنفسنا!؟ كما تسعى الصهيونية لتصويرنا وبعض العرب الصهاينة!. يشكل "المتمردون" المسلحون، الذين ترفض الأمم المتحدة إدانتهم، مجموعة من مقاتلي ‘القاعدة’ المرتبطين بقوى أجنبية، بما في ذلك وزارة الخارجية الأمريكية، والأمم المتحدة، ووزارة الخارجية البريطانية، ومنظمات موضوعة على لائحة الإرهاب، و ‘المجموعة المقاتلة الإسلامية الليبية’، و ‘جبهة النصرة’ المعروفة أيضاً باسم ‘القاعدة في العراق’ وهي تنظيم القاعدة نفسه في سورية الآن، ومتطرفي ‘الإخوان المسلمين’ في سوريا والذين يدارون عبر فاروق طيفور نائب المهندس الشقفة رياض. لن تتفاوض الدول الغربية مع أي من هذه الفصائل الإرهابية في حال وجهت أسلحتها – لأي سبب كان – ضد الغرب بدلاً من سورية، ومع ذلك لا يطالب الغرب فقط بالاعتراف بها والتفاوض معها، بل أيضاً بتسليمها سورية بسلاسة ونعومة ( بالضبّة والمفتاح )، إلى أتباع وأزلام وعملاء وجواسيس المحور الصهيو – أمريكي وتابعه الثلاثي ( السلجوقي – الوهابي – القطري ) بأكملها لكي تحكمها.

تقرير اخباري معلوماتي
قالت صحيفة "تلغراف" البريطانية، وتحت عنوان عريض لتقرير اخباري معلوماتي بعنوان "أحد قادة ليبيا الإسلاميين يلتقي مجموعة معارضة من ‘الجيش السوري الحر’" في أواخر عام 2011 م أي قبل سنة وشهرين من الآن: ((عبد الحكيم بلحاج، رئيس ‘المجلس العسكري في طرابلس’، "التقى بقادة ‘الجيش السوري الحر’ في اسطنبول وعلى الحدود التركية" كما قال مسؤول عسكري يعمل مع السيد بلحاج. "وقد أرسله إلى هناك مصطفى عبد الجليل (الرئيس الليبي السابق المؤقت).")) كما اعترف تقرير معلوماتي آخر في ذات الصحيفة البريطانية – التلغراف، بعنوان "قادة ليبيا الجدد يمدون المتمردين السوريين بالأسلحة": ((عقدَ المتمردون السوريون محادثات سرية مع السلطات الليبية الجديدة يوم الجمعة، بهدف تأمين الأسلحة والمال لحربهم على نظام الرئيس بشار الأسد، كما علمت ‘ديلي تلغراف’. وفي الاجتماع، الذي عُقدَ في اسطنبول وضمَ مسؤولينَ أتراك، طلب السوريون "المساعدة" من الممثلين الليبيين, وقد تم إمدادهم بالأسلحة والمتطوعين. "هناك مخطط لإرسال الأسلحة الليبية والمقاتلين الليبيين إلى سوريا," تبعاً لمصدر ليبي اشترط عدم ذكر اسمه،"هناك تدخل عسكري قادم. وسوف ترون ذلك بعد عدة أسابيع." ولاحقاً في الشهرين الأخيرين من عام 2011 م نُقلَ أن 600 إرهابياً ليبياً قد دخلوا إلى سوريا للانخراط في عمليات قتالية، وفي تموز/يونيو 2012 كشفت "سي إن إن" – التي رافق مراسلها إيڤان واطسون الإرهابيين من الحدود التركية-السورية إلى حلب – أن هناك بالفعل مقاتلين أجانب بين صفوف المسلحين، ومعظمهم ليبيون. وقد تم الاعتراف أن: سكان القرية التي تمركز فيها ‘الصقور السوريون’ قالوا إن هناك مقاتلين من جنسيات شمال أفريقية مختلفة يقاتلون في صفوف الكتيبة أيضاً. كما قال مقاتل متطوع ﻠ "سي إن إن" إنه ينوي السفر من ليبيا إلى سوريا خلال أيام ليرفدَ الحركة المسلحة ﺑ "فصيلة" من المقاتلين الليبيين. وأضافت "سي إن إن": التقى طاقم ‘سي إن إن’ مقاتلاً ليبياً كان قد عبَرَ الحدود من تركيا إلى سوريا برفقة أربعة ليبيين آخرين. كان المقاتل يرتدي زياً عسكرياً مموهاً ويحمل بندقية كلاشنكوف. قال إن هناك مقاتلين ليبيين آخرين في طريقهم إلى سوريا. من الواضح أن بعض المقاتلين الأجانب يأتون إلى هنا لأنهم يرون في ذلك ... نوعاً من الجهاد. إذاً, يشكل هذا [النزاع] مغناطيساً يجذب إليه الجهاديين الذين ينظرون إلى المعركة بصفتها معركة المسلمين السنة.))

الإرهاب الأجنبي والمحلي
في الواقع، تعرضت سورية لغزو من الإرهابيين الليبيين منذ أكثر من سنة ونصف تقريباً. وإضافة إلى ذلك، فورَ اعتراف الولايات المتحدة ﺑ "ائتلاف المعارضة" الذي اختارته بنفسها بصفته "ممثلَ الشعب السوري"، طالبَ رئيسُه معاذ الخطيب على الفور الولايات المتحدة برفع العقوبات عن منظمة ‘جبهة النصرة’ الإرهابية المرتبطة بالقاعدة، والتي يعتقد كاتب هذه السطور ومعدها، أنّها هي ذاتها تنظيم القاعدة الأصلي. يقول معاذ الخطيب وحسب وكالة رويترز:- "إن القرار باعتبار إحدى الجهات التي تقاتل النظام جهة إرهابية تلزم إعادة النظر فيه. قد نختلف مع بعض الجهات في أفكارها ورؤيتها السياسية والإيديولوجية, لكننا نؤكد أن كل بنادق الثوار هدفها إسقاط النظام الاستبدادي المجرم." قطعاً لا يرفض الغرب فقط الاعتراف بأن النزاع في سوريا يتسم بالإرهاب الأجنبي والمحلي، بل يعمل أيضاً على تسليح وتمويل وحماية هذه الفصائل الإرهابية. إذ إن تركيا، العضو في الناتو، متورطة بشكل مباشر في تسهيل العدوان الليبي على سوريا من خلال إيواء مقاتلين ليبيين داخل حدودها، بالإضافة إلى تنسيق تمويلهم وتسليحهم وتنقلاتهم أثناء عبورهم للحدود التركية-السورية. كما تعمل "سي آي إيه" الأمريكية على تسهيل الغزو الليبي لسوريا على طول الحدود التركية.

أصدقاء سوريا
اعترفت "نيويورك تايمز" في مقالتها المنشورة في حزيران/يونيو 2012, بعنوان " سي آي إي" تساعد في إيصال الأسلحة إلى المعارضة السورية"، أن "ضباط ‘سي آي إيه, يعملون بشكل سري في جنوب تركيا," ويوجهون الأسلحة بما في ذلك "البنادق الآلية، والقاذفات الصاروخية، والذخيرة، وبعض الأسلحة المضادة للدبابات." وتشير "نيويورك تايمز" إلى تورط تركيا والسعودية وقطر في تأمين الأسلحة بينما تعمل "سي آي إيه" على تنسيق المعلومات اللوجستية. يمثل "أصدقاء سوريا" العديد من المتآمرين الذين وصفهم سيمور هيرش في تقريره المكون من 9 صفحات بعنوان "إعادة التوجيه". إن العنف في سوريا ليس نتيجة انتفاضة محلية تحمل "آمالاً سياسية"، بل نتيجة مؤامرة للنخب العالمية التي خططت، منذ وقت طويل، لتدمير سوريا خدمة لأجندتهم الجيو-سياسية الأكبر. تعود عداوة السياسة الأمريكية لسوريا إلى سنة 2007 م، حيث اعترف المسؤولون الأمريكيون أنهم خططوا لإسقاط الحكومة السورية بواسطة المتطرفين الطائفيين الأجانب واستخدام دول مثل السعودية لتمرير الأموال والأسلحة – بهدف خلق وهم يوحي بعدم تورطهم.

إعادة التوجيه
إن تقرير سيمور هيرش، المكون من 9 صفحات والمعنوَن "إعادة التوجيه" والمنشور في "نيويوركر" في سنة 2007 م، يكشف الخطط الأمريكية لاستخدام وسائل سرية لإسقاط الحكومة السورية في محاولة أكبر لتدمير إيران. يكتب هيرش: "أحد نتائج هذه الأنشطة تتمثل في دعم المجموعات السنية المتطرفة التي تعتنق رؤية متطرفة للإسلام وتعادي أمريكا ومتعاطفة مع القاعدة." "جبهة النصرة" مرتبطة بالقاعدة بشكل علني. والقول إن "المجموعة المقاتلة الإسلامية الليبية" "متعاطفة مع القاعدة" عبارة مضللة؛ إنها القاعدة. اندمجت "المجموعة المقاتلة الإسلامية الليبية" في المنظمة الإرهابية التي أسستها الولايات المتحدة والسعودية في سنة 2007م، تبعاً لتقرير "مركز وِست بوينت لمكافحة الإرهاب" التابع للجيش الأمريكي، بعنوان "مقاتلو القاعدة الأجانب في العراق": "يمكن ربط تزايد المجندين الليبيين المسافرين إلى العراق بعلاقة التعاون المتنامية بين ‘المجموعة المقاتلة الإسلامية الليبية’ و ‘القاعدة’، التي تتوجت بانضمام هذه المجموعة بشكل رسمي إلى القاعدة في 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2007." يتابع تقرير هيرش: "تقوم الحكومة السعودية, بمباركة واشنطن، بتأمين التمويل والمساعدة اللوجستية بهدف إضعاف حكومة الرئيس بشار الأسد في سوريا." وتضمن ذلك تقديم المليارات للفصائل المؤيدة للسعودية في لبنان التي تساند مجموعات مسلحة متطرفة مرتبطة بالقاعدة. وتعبر هذه المجموعات المتطرفة الآن الحدودَ اللبنانية-السورية للانضمام إلى مثيلاتها الليبية.

المصالح الخاصة
يقول المراقبون:- من الواضح أن المؤامرة التي اكتملت خيوطها في سنة 2007م، والتي فصَلها سيمور هيرش بالاعتماد على عدد كبير من المصادر الأمريكية والسعودية واللبنانية، تتكشف الآن أمام أعيننا. كانت مؤامرة (فقّست) من المصالح الأمريكية-الإسرائيلية-السعودية المشتركة، مؤامرة لا تتجذر في قضايا إنسانية أو "ديمقراطية"، بل تتأسس على إسقاط الدول السيادية التي يُعتقد أنها تشكل تهديداً لتأثيرها الجماعي خارج حدودها في كافة أرجاء المنطقة. ويضيفون:- إن فشل الأمم المتحدة في الاعتراف بهذه المؤامرة الموثقة من قبل المصالح الأجنبية لإسقاط الحكومة السورية بشكل عنيف (ومن ثم إيران) يفضح مرة أخرى المنظمة الدولية بصفتها أداة في يد المصالح الخاصة. فمحاولاتها التوصل إلى "خطة سلام" بين إرهابيين أجانب يغزون سوريا كوكلاء للقوى الغربية تفتقد إلى أي شرعية. وعلى الحكومة السورية وحلفائها مضاعفة الجهود لقولبة النزاع كما هو في الحقيقة، أي كغزو، والدعوة إلى الدعم والصبر على المستوى الكوني إلى أن تتمكن سوريا من مواجهة وهزيمة هؤلاء الغزاة الأجانب والمصالح الأجنبية التي تسلحهم وتحرضهم. وتشير خلاصة رؤيتهم في الحدث السوري:- إن الأخضر الإبراهيمي، مثل سلفه كوفي أنان، يشتري الوقت لإنقاذ السرد الغربي المتداعي. وعلى سوريا وحلفائها أن يدمروه في النهاية، بحيث يمكن الشروع في عملية إنقاذ سوريا من خلال عمليات أمنية واسعة لاستئصال المجموعات الإرهابية ومواجهة دبلوماسية للمصالح الأجنبية الداعمة للإرهاب في سورية وحولها.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة