الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 15:02

ذكر انت أم رجل/ بقلم: رياض هبرات

كل العرب
نُشر: 18/01/13 16:41,  حُتلن: 08:57

جلس ياسر الصغير بجانبي كعادته وسألني يا عمي "لماذا يقول لي ابي دائما (بس تكبر وتصير زلمه)". وانت تقول لي بعكسه "يا ياسر انت صرت زلمه".?? .. فضحكت وقلت له :يا حبيبي انت زلمة ، وهذه الكلمة تنطق باللهجة العامية والاصل ان نقول "رجلا" !!!! فقاطعني ياسر الصغير وقال وما معنى كلمة رجل ؟؟.فأدركت بأنني سأدخل معه الى موضوع واسع طويل الشرح فسمحت له بسؤالين فقط اثناء شرحي له للموضوع.

قال تعالى :"ومن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".
*ويقول الله سبحانه وتعالى (( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا))
ويقول الله سبحانه وتعالى ايضا (( أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله((
*ويقول الله سبحانه وتعالى (( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا)).
*ويقول الله سبحانه وتعالى (( فاتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي أليس منكم رجل رشيد (

فالمتبصر في الآيات السابقة يجد أن لفظ ( الرجل ) إرتبط و إقترن بمواطن الجهد و التضحية كترك الدنيا والتجاره من أجل الله ... والتضحية بالأرواح والمهج في سبيل إعلاء كلمته جل جلاله ... أو عند ذكر القوامه وذكر الحج وهو كما تعلمون إخوتي جهاد لا شوكة فيه ... فهذه مواضع ومواقف لا يثبت فيها إلا الرجال .
أما الذكور فتجدهم على الطرف الآخر المعاكس تماما حيث تعظيم الدنيا ،كراهية الجهاد ، حب الحياة طول الأمل ،وحب الأموال والتنافس على ذلك . كقوله سبحانه وتعالى (( للذكر مثل حظ الأنثيين )) فنرى أن ذكر (الذكور ) أستخدم عند التنافس على المواريث ولعاع الدنيا الزائل ... أو عند ذكر جنس المولود بعد الولادة .
فيا حسرة على زمان كثر ذكوره وأفتقد رجاله ... اسأل الله أن يردنا إلى ديننا ورجولتنا رداً جميلاً ...
فقاطعني ياسر بسؤاله الاوّل لماذا كثرت الذكور في زماننا وقلّت ألرجال ؟؟؟
فمعظم رجال اليوم يا ياسر ومع اعتذاري لصفات الرجولة يرون بفحولتهم الانحدار الشديد نحو السيطرة والهيمنة الذكرية وبالأخص امام آلات التفريخ الانثوية "النساء والأمهات "فترتفع اصواتهم وتسخن حناجرهم وترتفع اذرعهم على التي اوصانا بها رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالخير "استوصوا بالنساء خيرا" اصرخ ،اشتم، اضرب ،امنع ،احرم .....فتثبت انك فحلا اصيلا والأصل ان من يفعل هذا ينحدر الى صفات البهائم فكن اخي الكريم " رجلا لها ولا تكن رجلا عليها."

ومعظم رجال اليوم يا ياسر يرون بأن فحولتهم لا تكتمل الأ اذا طغىو وتكبّرو وتجبّرو ،فيهجر الاخ اخاه ويؤذي الجار جاره ،فنراهم يفضّلون كسر الباب على فتحه،ويفضّلون فك العقدة بأسنانهم وليس بأيديهم وينسبون الى رجولتهم كل ما فيه من قسوة وعنف وتسلّط على الاخرين ويظنّون انهم لو كانوا عابسي الوجه هاجري الابتسامة سيصنّفون بأصناف الرجال !!!!.
ومعظم رجال اليوم يا ياسر نجدهم يحملون الشوارب واللّحية وألالة الذكرية ،الجينز الممزّق ،شعر المارينز والهبٍّز ،موسيقى صاخبة بسياراتهم وببيوتهم،يغيّرون اسمائهم بحسب المكان والزمان ،ولكنّهم لا يغارون فقد انتزعت صفة الغيرة من صدروهم ،لا يغارون على العرض ولا على الارض ولا على الشّرف ولا على المال او الوطن ...والاهم من ذلك لا يغارون على دينهم ظانين انهم رجال.......فالرجال يا ياسر افعال ومعادن.
ومعظم رجال اليوم يا ياسر ينهارون من اول عاصفة صغيرة،قد ينهارون من صوت انثى،من صوت كعب نعالها،ويضيعون البوصلة عند رؤيتها فيتركون الزوجة الطاهرة العفيفة الباكية ويتوجهون الى العاهرة يتباكون تحت اقدامها ،قد ينهارون عند رؤيتهم بعض الاموال او المناصب ،يضيعون الاموال العامة ويفضلون مصلحتهم الشخصية على المصلحة العامة،وقد يصل الحد بهم ان تخسر هذه المصالح العامة ملايين الشواقل كي يربحوا هم بعض المئات.

ومعظم رجال اليوم يا ياسر لو وقف احدهم امام المرّاة يظن نفسه "يا ارض اهتزّي ما عليكي قدّي"ولا يعرف ان الذكورة صفة تولد مع الانسان ،اما الرجولة فهي صفات مكتسبة ،بر الوالدين،ا لعطف على الاخت، حب الزوجة ،الرفق بالضعيف ،فكم من عاق لوالديه يتبختر كالطاوؤس ويدّعي الرجولة،وكم من معاد لأخته ،هاجرا لزوجته ، ظالما لاهله يتبجّح ويقول بانه رجلا .

وهنا تدخّل ياسر بسؤاله الثاني وقال وهل يختلف رجال اليوم عن رجال ايام زمان يا عماه ؟

انه سؤال جيد يا ياسر فالفرق شاسع جدا فهؤلاء انزل الله بهم قرأنا ،رجال صدقوا الله ورسوله، رجال الحقيقة ،الشجاعة، رجال كأسامة ابن زيد ابن العشرين ربيعا والذي قاد جيشا جراّرا لمحاربة الروم،رجال كأمثال الحاجب المنصور والذي مات وبيده قارورة جمع بها غبار الجهاد في سبيل الله،ليس كما هو الان يموت الشاب وبيده قارورة الخمر،الفرق شاسع يا ياسر ،فشتاّن شتاّن .فهؤلاء رجال لبواّ النداء...لبّوا لصرخة واأسلاماه....ووامعتصماه...بالأمس قال الرجال كيف نبتسم والأقصى باكيا واليوم يضحك الرجال بل ويقهقهون ويحتفلون والاقصى اسيرا وحتى بعضهم لا يعرف الطريق اليه ولم يزوره وقد يبعد عنهم عشرات الكيلومترات ويجيدون الوصول الى البارات والخماّرات. بالأمس يا ياسر سهرت عيون الرجال بطاعة الله وقد حرص الرجال على امور المسلمين وقد رفضوا ان يشعلوا شمعة من بيت مال المسلمين ، بالامس يا ياسر قال شاعر الجاهلية واغضّ طرفي لو بدت لي جارتي- حتى يواري جارتي ماواها واليوم حدّث ولا حرج ،انتهاك الحرمات اصبح مباحا. بالامس يا ياسر اكتفى الرجال بكسرة خبز وببعض اللبن وارهن ماله في سبيل الله واليوم تقام الاحتفالات ويتم استدعاء الصحف والمواقع الالكترونية لو تم جمع بعض الاموال في سبيل الله،بالامس يا ياسر تألّم الرجال لحال المسلمين واليوم يا ياسر يذبّح الاطفال وتذبّح النساء والشيوخ بشتى بلاد المعمورة ولا حراك للرّجال. بالامس يا ياسر كانت الافعال واليوم يا ياسر تعلّم الرجال فنون الشجب والاستنكار، بالامس يا ياسر كان هنالك رجال السنة والقران واليوم يا ياسر رجال امريكا والسلطان.  نعم يا ياسر فالامس يختلف عن اليوم....فقاطعني ياسر وقال يكفي يكفي يكفي يا عماّه..الان فهمت الفرق بين الذكور والرجال . 

كفركنا

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع علي العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة