الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 31 / أكتوبر 23:01

آباء مع إيقاف التنفيذ لا يهتمون بأبنائهم

أماني حصادية- مراسلة
نُشر: 12/02/13 14:09,  حُتلن: 14:31

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

هناك الكثير من الأزواج مَن هم خارج نطاق خدمة احتواء زوجاتهم ورعاية أبنائهم خير رعاية نظراً لسلبيتهم وأنانيتهم وانشغالهم بأمور أخرى بعيدة كل البعد عن أمور أسرهم فضلاً عن إهمالهم وتقصيرهم في أداء واجباتهم كآباء إلى جانب ضعف قدرتهم على تحمل عبء ومسؤولية الزواج

رغم قدسية الزواج ودوره العظيم في تعمير الأرض إلا أن هناك الكثير من الأزواج مَن هم خارج نطاق خدمة احتواء زوجاتهم ورعاية أبنائهم خير رعاية نظراً لسلبيتهم وأنانيتهم وانشغالهم بأمور أخرى بعيدة كل البعد عن أمور أسرهم فضلاً عن إهمالهم وتقصيرهم في أداء واجباتهم كآباء، إلى جانب ضعف قدرتهم على تحمل عبء ومسؤولية الزواج الجسيمة وعدم وعيهم بالمفهوم الحقيقي للقوامة وبالتالي يعتبرون أحد أهم أسباب خراب وإفساد الأرض وليس تعميرها!



فكم من أزواج يعيشون كالجثث المتحركة في بيوتهم لا صوت ولا تأثير لهم في أي شيء، يأكلون ويشربون وينامون ويذهبون إلى عملهم في صمت، لا يعبأون بما يدور من حولهم ولا يتساءل أي منهم: إلى أين تذهب زوجته؟ ومن تقابل؟ وإلى من تتحدث؟، هل يذاكر أولاده دروسهم ؟ ما هي مستوياتهم الدراسية وماذا عن طموحاتهم وأحلامهم المستقبلية؟ هل يواجهون مشكلات في حياتهم تؤثر عليهم سلبا وتعوقهم عن التحصيل الدراسي؟، فيما ينفقون مصروفهم؟ ومَن يصادقون؟ ماذا يرتدين بناتهم عند خروجهم من البيت؟ هل ينزلن محتشمات عفيفات أم كاسيات عاريات لكلاب وذئاب السكك جاذبات؟!.. الأمر الذي يتسبب مع مرور الوقت فى انحراف زوجات وأبناء الكثير منهم بشتى الصور لغياب الرقابة والحوار!!..

الاعتماد على الغير
حقيقة الأمر أن معظم هؤلاء الأزواج - إن لم يكن جميعهم- كانت نشأتهم الأولى في كنف أسر بالغت في تدليلهم والانصياع لرغباتهم فزرعت فيهم السلبية والاعتماد الدائم على الغير فأصبحوا على أثر ذلك مستهترين، فلم تعلمهم كيفية اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية والثقة بالنفس وحثهم على التعاون ومساعدة من حولهم والتأثير في الآخرين بشكل إيجابي ونافع إضافة إلى عدم تعليمهم كيفية الاعتراض على الأخطاء والعيوب والسلبيات والعمل على تصحيحها، ولذلك عندما كبروا وبموجب الفطرة والطبيعة البشرية تزوجوا وأصبحوا في مواجهة مع المسؤولية التى لم يتحملوا يوماً ما جزءا بسيطا منها، فاصطدموا بواقع جديد لم يكونوا يتخيلونه!، ولأن التعليم في الكبر كالنقش على الماء، تفشل العديد من زوجات هؤلاء الأزواج في إحداث ثمة تغيير في طبعهم وإشراكهم في تحمل جانب من المسؤولية التي يضطررن بعد ذلك لحملها كاملة فتبدأ رحلة الكفاح الصعبة والقيام بدور مزدوج لا طاقة لهن به ولن يصبرن عليه طويلا، وقتها فقط لن يكون أمامهن سوى اختيارين: إما الطلاق والخلاص نهائياً وبالتالي تشتت وتفكك الأسرة، أو التحمل البطولي الذي يتعبها ويمرضها على المدى الطويل جسدياً ونفسياً!، المؤلم أن الكثير من الأبناء - ورغم نضال وتضحيات وصبر أمهاتهم المثقلات بعبء المسؤولية التامة عنهم بسبب سلبية وتقصير أزواجهن - لا يقدّرون ذلك بل ينكرون الجميل ويسيئون التصرف والمعاملة وغالبا ما يرثون السلبية والتواكل عن آباءهم مما يشعر كل أم من هؤلاء باليأس وخيبة الأمل الشديدة لأن عمرها وتضحياتها ضاعت هدراً وهباء!

الآباء السلبيين

ولمحاولة الحد من تفشي ظاهرة الأزواج والآباء السلبيين حفاظا على الأجيال القادمة أقترح التالي:
أن يكثر الإعلام العربي بمختلف وسائله من تقديم المواد التربوية والاجتماعية سواء في صورة برامج أو مسلسلات هادفة جادة وجذابة في نفس الوقت، أو في صورة مقالات وصفحات متخصصة في هذا الشأن تنشرها الصحف بأسلوب شيق وغير ممل.
أن يتبني خطباء المساجد في جميع البلاد العربية مثل هذا النوع من القضايا التربوية وتعليم الناس ما جاء في القرآن والسنة بخصوص هذا الأمر مع توضيح المفاهيم وتصحيحها وتحذير الرجال من خطورة التخلي عن المسؤولية وضياع من يعولون.
الاهتمام الشديد بالأبناء منذ نعومة أظافرهم وغرس قيمة الرجولة والمروءة والتضحية والبذل من أجل الآخرين بداخلهم، وحثهم على التحلي بالإيثار والحفاظ على الأمانة والتمسك بالفضائل والمُثُل لأنهم آباء وأمهات المستقبل.
ضرورة سؤال كل المقبلات على الزواج عن طباع وخصال من سيرتبطن عن طريق مصادر عدة موثوق فيها سواء الأقارب أو الجيران أو الأصدقاء لتكوين صورة حقيقية عن شريك العمر حتى لا تفاجأ بعد ذلك بما لا يسر ولا يُرضي، أما إذا ابتلاها الله بزوج من هذا الصنف فعليها ألا تستسلم وتحاول إشراكه بكل السبل ربما تنجح وربما تفشل لكن المحاولة مطلوبة وواجبة، والله ولى التوفيق.

مقالات متعلقة