الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 02:02

خزان المتابعة وزيارة ليبيا/ بقلم: محمد كناعنة

كل العرب
نُشر: 07/03/13 09:40,  حُتلن: 09:47

محمد كناعنة في مقاله:

نحن بمعزل عن الموقف الليبي لم نستطع ان نتصرف كوفد ذو قيادة موحدة بل كنا وفود وقيادات وكل يغني على ليلاه

أحزابنا تطالب جماهيرنا ليل نهار بـأنه علينا ان نتصرف كـ "شعب" في قلب "دولة" تعتبرنا "مواطنين" ولا أدري كيف ننادي بذلك ونحن أبعد من ان نتصرف على هذا الأساس

الخلافات بين الأحزاب وخاصة بعض القادة كان جليا للعيان في ليبيا كما هو الحال هنا في جلسات المتابعة ومواقع أخرى خاصة عندما يتعلق الأمر بمن يلقي كلمته أولاَ ومن يتصدر العناوين في الإعلان

جاءت الدعوة لزيارة ليبيا من قبل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، بصفته رئيس القمة العربية، عبر سفيرهِ في عمان الدكتور محمد المرغني. ووجهت الدعوة للاحزاب والحركات السياسية والصحفيين بأسمائهم، ولم تكن الدعوة الى لجنة المتابعة كمؤسسة، وقبلت اللجنة هذا الامر خوفا من ضياع الفرصة بعد ان أصرّ الليبيون على الدعوة الشخصية، ولم تستطع اللجنة ان تضيف او تشطب إسماَ، لكن كانت هناك وفود قد زارت السفير في عمان او زاورته هاتفياَ، حاولتْ ان تحصل على مقاعد حزبية اكثر في الوفد وتحت مسميات اخرى، كما فعل التجمع والعربية للتغيير والديمقراطي العربي، وسافرنا الى عمان دون ان يعلم احد، (على حد معرفتي على الاقل) ما هي تركيبة الوفد النهائية، او بالأصح الوفود، فنحن، بمعزل عن الموقف الليبي، لم نستطع ان نتصرف كوفد ذو قيادة موحدة، بل كنا وفود وقيادات وكل يغني على ليلاه.

تركيبة وفود الزيارة
في عمان بدأت تتّضِح ملامح تركيبة وفود الزيارة، النائب سعيد نفاع انسحب من الزيارة وهو في قاعة الفندق احتجاجا على وجود الشيخ علي معدي ضمن الوفد، وتأخر الشيخ رائد صلاح بعد ان أبلغ السفير الليبي عن رغبته في ان يضم وفده شخصيتين إضافيتين هما، الشيخ كمال خطيب ورجا اغبارية، فردّ السفير :"انت ومن معك مرحبا بك في ليبيا".. هذا القول سمعته بالتفصيل من سعادة السفير في طرابلس بعد "حادثة" دبلوماسية بينه والرفيق رجا اغبارية، وبحضور الصانع والطيبي وآخرين.

كلمة واحدة
في عمان اتفقنا على ان يكون رئيس لجنة المتابعة السيد محمد زيدان رئيسا للوفود، وذهبت كل محاولاتنا هباءا للتوافق على كلمة واحدة ، وكان واضحا الى حد كبير حالة الفراق حدّ الاغتراب بين الوفود، وكان وفد التجمع الاكثر انطواءاً وابتعادا لدرجة ان بعض الصحفيين والشخصيات المحسوبة على التجمع قد "وُبِّخو" بسبب اختلاطهم بحلقات الاخرين، خاصة تلك التي يتواجد فيها الطيبي ولم يَسْلَم من ذلك الصحفي وديع عواودة والباحث مصطفى كبها، وقد رفض هؤلاء هذا التوجه ولم يقبلوا به، وكان الامر محط نقاش اكثر من مرة وبحضور الطيبي نفسه، وكان الضحك سيد الموقف من باب شر البليَة ما يضحك. حتى الشيخ الجليل علي معدّي، اذ عاتبه سكرتير التجمع عوض عبد الفتاح على مصافحته للطيبي.

شعب في دولة
أحزابنا تطالب جماهيرنا ليل نهار بـأنه علينا ان نتصرف كـ "شعب" في قلب "دولة" تعتبرنا "مواطنين"، ولا أدري كيف ننادي بذلك ونحن أبعد من ان نتصرف على هذا الأساس ، فالخلافات بين الأحزاب وخاصة بعض القادة كان جليا للعيان في ليبيا، كما هو الحال هنا في جلسات المتابعة ومواقع أخرى، خاصة عندما يتعلق الأمر بمن يلقي كلمته أولاَ، ومن يتصدر العناوين في الإعلان. هذه المزاودة لا يدفع ثمنها غير الناس الّذين يئنون تحت طائل العنصرية والضائقة الحياتية ويشعرون أن لا قيادة لهم، فالوحدة التي نطالب بها يجب ان تترجم ليس بالخطاب فقد بل في الممارسة بعيداً عن التخوين والمزاودة وشحن الكادر ضد الآخرين، ليبقى صاحب الصولجان في موقعه ما دام الدم المسفوك ليس دمه في معارك شبيبة هذه الاحزاب، ويروي أعمدة أبراجهم المشيدة على الوهم.

عرب "الدول" العربية
في مطار عمان الدولي وخلال إنتظار إنهاء المعاملات الرسمية لزحفنا إلى ليبيا في وثيقة سفر تخفي جوازاتنا "الإسرائيلية" منعاً للإحراج!!، تبادل سعادة السفير الليبي أطراف الحديث مع الجميع وفي ملاحظة ثاقبة منه، وهو بالمناسبة على درجة عالية من الخلق والأدب والذكاء، قال بما معناه: "أنتم لا تختلفون عنّا، وقصد العرب في "إسرائيل" لا يختلفون عن عرب "الدول" العربية، لا تتفقون على شيء، لكم ذات الخلافات، حول الكراسي والزعامة"، وقال ما يشبه هذا الكلام على عشاء الضيافة في منزله، وأضاف أنّه قد يكتب عنا كتاب. كيف لا يقول ذلك وقد خَبِرَ من وفودنا ما خَبِرَ من مكائد ودسائس، وفي ذات القاعة عندما كان يحاور بعض الصحفيين والمشاركين بشكل غير رسمي مرّ احد قادة التجمع، فمازح السفير قائلا له: "احذر الصحفيين فلا أمان لهم"، فردّ السفير: "على الأقل هم لا يكذبون كالسياسيين".. أُحرجَ السياسي وضحك الصحفي وغامزَ السفير أحدهم، وتعود الغمزة الى حادثة حصلت باليوم الأول في عمان، فعندما إستلم كل منا تفاصيل إقامته بالفندق نادى موظف الاستقبال ثلاث مرات بإسم د. عزمي بشارة، ولم نعرف ما نقول، وعندما سأل السفير وفد التجمع قالوا ان بشارة غير موجود في عمان، وفي اليوم التالي سرّب احدهم انهم قد تناولوا العشاء مع عزمي بشارة في منزله في عمان، وعلم السفير "غشاية" بالأمر، وعندما سأل ذات القائد الذي مازحه عن الموضوع، احمر وجهه احراجا.

الحداثة والنهضة
تصرفات من هذا النوع وغيرها سآتي عليها لاحقا، عن خيمة "سرت" وأبطالها حيث إستقبلنا العقيد، تصرفات لا تنم عن مسؤولية ولا تدفعنا للإعتقاد بان أصحابها هم حقا يؤمنون بما يسطّرون به خطابهم حين يتحدثون عن دمقرطة المجتمع، عن الحداثة والنهضة، وبالذات الليبرالية التي يتَلَفعون بها في مرحلة الهزيمة.

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net 
 

مقالات متعلقة