الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 05:01

زيارة ليبيا وخزان المتابعة 5/ بقلم: محمد كناعنة

كل العرب
نُشر: 14/03/13 10:45,  حُتلن: 10:53

محمد كناعنة في مقاله:

بعد انتظار آخر حضر الرئيس الليبي وصافح الوفد الكبير فردا فردا واستمع الى تعريف قصير عن كل واحد منا

لماذا يجب ان يلسع احدنا الاخر في مناسبات رسمية ومن غير مبرر؟ اليس الدخول في الكنيست وقبول شرعية الاحتلال هو تساوقاً مع الدولة؟

الشيخ رائد ألقى خطابا واضحا متّزنا ببعده القومي والاسلامي وكان الخطاب الوحيد الذي يمثلني سياسيا وقد قلت هذا الكلام في ذات اللحظة في الخيمة

كان د. طيبي من اشطرهم اذ "ابدع" في مدح العبيد ملك الملوك ورئيس الرؤساء وصوته يجلجل في ادغال افريقيا بعد ان لفّ العقيد بالكوفية الفلسطينية

والان نعود الى غزوة ليبيا.. في الطائرة المتّجهة صوب ليبيا، ونحن بين السماء والطارق، كانت اللهفة تتملّكنا ونحن على علم اننا سنهبط بعد سويعات في طرابلس الغرب، انقطاعنا عن الوطن الام جعلنا نتشوّق لمثل هذه الزيارات، في الطائرة كان الجميع يتنقل من مقعد لآخر ومن زميل لزميل، نتحدث عن مشاعرنا ونسأل، نلتقط الصور التذكارية، وقد جلس الى مقعدي اكثر من مرة د. احمد الطيبي وتناولنا قضايا مختلفة بين المزح والجد وشاركنا الامر العديد من الزملاء والاصدقاء منهم محمد زيدان رجا اغبارية وديع عواودة فايز شتيوي، زهير اندراوس، مصطفى كبها وغيرهم.


في هذه الاثناء خطر ببالي مقطع من قصيدة لنزار قبّاني بعنوان الثور اذا لم اكن مخطئا وتقول:
رغم النزيف الذي يعتريه برغم السهام الدفينة فيه
يظلّ القتيل على ما به اجلّ وأكبر... من قاتليه

حال جماهيرنا
اذ كنت شاردا بحال جماهير شعبنا والسهام التي تنهش جسده من تجار السياسة والوطنية وأنا على قناعة أن هذا الشعب العظيم يبقى اجلّ وأكبر منهم.. وعلى غير العادة التي جرت على مدار الايام السابقة، زارني على مقعدي في الطائرة الاستاذ عوض عبد الفتاح، وفاجأني بسؤال عن سر علاقتي بأحمد الطيبي، وسبب جلوسه بأكثر من مرة بجانبي فأجبته: (اذا كان التجمع يعتبر نفسه "البارومتر" للعلاقات على ساحة ال 48، فالطيبي كان حليفا مركزيا في قائمة التجمع لانتخابات الكنيست عام 1999، وكان سببا حقيقيا في عبوركم نسبة الحسم، مما يعني بقائكم على الساحة، وقد سفق له قادة التجمع على طول المعركة وعرضها)، لم يرق هذا الكلام للأستاذ فحاول ان يقدم محاضرة عن موقف ابناء البلد، وهي الحركة التي غادرها لصالح التجمع، وهذا شأنه وانتقل من موقف المقاطع للبرلمان الصهيوني الى الدعوة له، ولا اظن هذا من شأنه فقط، فقاطعته: (أنا أدرى بأبناء البلد ولا أقبل من احد أن يحدد لي علاقاتي، فعلاقاتنا مبنية على المصلحة الوطنية، ولا مصالح شخصية، حزبية انتخابية، والطيبي أحد قيادات المتابعة، وأنا أحترم الرجل وإن اختلفت معه سياسيا كما معك، وعلاقاتي هذه من شأني الشخصي وشأن التنظيم الذي انتمي اليه فقط) وبعدها ذهب الاستاذ ولم يعد.

قصر الخيمة
وبعد انتظار طويل سارت الحافلة صوب "سرت" حيث مقر خيمة الزعيم الليبي الراحل، وفي اجراءات امنية "مبرّرة" دخلنا قصر الخيمة، وبعد انتظار آخر حضر الرئيس الليبي وصافح الوفد الكبير فردا فردا واستمع الى تعريف قصير عن كل واحد منا، وعلى ما يبدو كان على علم مسبق بهذه التفاصيل وأكثر.. بدأ الكلام السيد محمد زيدان رئيس المتابعة، وأبدع في نقل وجع وألم عرب الداخل وحاجتهم الى حاضنة عربية، الى الام التي ترعى وتحتضن – وما أحوجنا الى مثل هذا الاحتضان – وحاول ان يكون ابا فيصل جامعا في كلمته ولم يستطع ان يرضي الجميع. وكانت كلمة الشيخ رائد، خطابا واضحا متّزنا ببعده القومي والاسلامي، وكان الخطاب الوحيد الذي يمثلني سياسيا، وقد قلت هذا الكلام في ذات اللحظة في الخيمة، اذ لم يتسنَ لي أن ألقي كلمتي هناك. أما كلمة رئيس الجبهة الديمقراطية الرفيق محمد بركة فكان بعيدا عن المزاودة او البهرجة ملتزما بخط الجبهة السياسي، وأعتقد ان هذا مرتبط بالمصداقية.

مسرح
تحولت الخيمة الى مسرح – مع الاعتذار لدور المسرح عبر التاريخ – كان الحضور غارقا بين هزل الجد ومأساة المشهد، أنضحك ام نبكي لحال لنا فيه اليد والحيلة، كان د. طيبي من اشطرهم اذ "ابدع" في مدح العبيد، ملك الملوك ورئيس الرؤساء، وصوته يجلجل في ادغال افريقيا بعد ان لفّ العقيد بالكوفية الفلسطينية، وحاول طلب الصانع مجارات "ابداع" زميله سابقا، ولكن عبثا، ولم يسعفه اللجوء الى اللهجة البدوية ولا الصراخ عن اليوم الذي ينتهي فيه الاحتلال الصهيوني، ولوهلة ضننا أن الخطيب احد قادة لجان المقاومة الشعبية في قطاع غزة وليس عضوا في كنيست "اسرائيل".

انجازات راية الإسلام
وجاهد عبد المالك دهامشة باسم الاسلامية الجنوبية تعداد انجازات راية الإسلام عبر الكنيست، وكيف عاد الاعتبار الى هذه الراية. وكعادة التجمع، لم يستطع رئيسه السيد واصل طه الّا ان "يقرص" على اليمين واليسار فقال: "في كل شعب تجد من يتساوق مع الدولة التي يعيش فيها ولو كانت غاصبة ومستعمرة".. نعم هذا كلام صحيح، وهو موجه للجبهة والحزب الشيوعي بالتحديد وزملاء التجمع الاخرين في لعبة "الديمقراطية الاسرائيلية"، والمحيّر هنا، لماذا يجب ان يلسع احدنا الاخر في مناسبات رسمية ومن غير مبرر؟ اليس الدخول في الكنيست وقبول شرعية الاحتلال هو تساوقاً مع الدولة، ونسأل هذا السؤال للتجمع بالتحديد، غريب هذا الحديث عن راية العروبة، "وأن التيار الوطني اختار طريق النضال"... عفوا يا سادة يا كرام، الم يكن شعبنا مناضلا قبل وجودكم في الكنيست الإسرائيلي ؟ الم نكن قبل ذلك عربا، الم نكن عروبيون في فترة وجود معظم قادة احزابكم في شبيبة الحزب الشيوعي الاسرائيلي من عزمي بشارة وواصل طه وزحالقة وغطّاس وعبد المالك دهامشة وغيرهم وغيرهم ؟ الم يكن شعبنا مناضلا في يوم الارض الخالد وقبل وبعد ذلك ؟ الم نكن عربا ومسلمين والقران الكريم ينقل العربية الفصحى من جيل لآخر.. وكنيسة اقرث وكفر برعم والبصّة تقرع اجراس العودة عروبة ؟
ألم نكن ؟

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة