للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
أسعد الكيلاني:
محمد عانى من حالة نفسية وليست حالة فسيولوجية عضوية وهناك فرق بين الشلل الهستيري النفسي والشلل العضوي البيولوجي
أعد بأن يتحدث محمد قريبا لأن نصف العلاج قد تم والألفة بين المعالج والعميل مهمة وعلى رأسها ثقة محمد وإيمانه بي سيساعدنا على تحقيق ذلك بإذن الله
الكلمة التي أوجهها لمحمد أن يبقى قويا ويشعر بطعم ولذة الحياة وأن يعمل على عدم كبت مخاوفه وغضبه ويعمل على تفريغها وأقول لأهله بأن لا ييأسوا فإن الله مع الصابرين
استطاع أسعد أمين زيد الكيلاني، من بلدة عارة والبالغ من العمر 24 عاما والحاصل على لقب أول "باكالوريوس" وخريج ماجستير في علم النفس من الأردن، أن يعيد الشاب محمد عبد الرحيم جهجاه من بلدة عرعرة الى الحياة بعد شلل في الحركة والنطق دام أكثر من أربعة أشهر، في الوقت الذي عجز عنه الأطباء ومختلف الجهات الطبيعية عن ذلك. عن هذه الحالة يتحدث أسعد الكيلاني قائلا: "حالة محمد جهجاه هي حالة إضطرابية نفسية تسمى بالشلل الهستيري، وتظهر الهستيريا بأعراضها الجسمية والعقلية بسبب الصراعات النفسية التي يعاني منها الفرد، فتصيب أعضاء جسم الإنسان بالشلل أو العمى أو فقدان الإحساس بأحد أعضاء الجسم أو الخرس أو فقدان حاستي الذوق أو الشم وغيرهما من الأعراض، وقد يصاب الفرد بأعراض أخرى تتصف بفقدان الذاكرة والتجول أثناء النوم، نتيجة الإنفصال بين العقل والوجدان الذي يحدثه الألم النفسي".
وأضاف كيلاني: "يحدث في مثل هذه الحالات تحويل الصراع النفسي إلى أعراض جسمية، أي انقلاب ما هو نفسي إلى ما هو بدني، فالأفراد الذين لا يستطيعون تحمل القلق والألم يحوّلونه إلى أعراض هستيرية بفقدان وظيفة من وظائف الجسم، وحالة محمد تحولت الى شكل شلل وخرس، حيث عانى محمد جهجاه من شلل في الحركة والخرس لمدة أكثر من أربعة أشهر حتى وصلت اليه وبدأت بعلاجه". وعن حالة محمد جهجاه في هذه الأيام يتحدث أسعد كيلاني لموقع العرب وصحيفة كل العرب قائلا: "حالة محمد في هذه الأيام مستقرة وبفضل الله عز وجل عاد للحركة والآن يستطيع السير على قدميه كما كان سابقا".
موقع العرب تحدث الى كيلاني في هذا اللقاء:
كيف نجحت بذلك علما أن أطباء مختصين فشلوا في إعادة الحركة لمحمد؟
أسعد: في الحقيقة إن ما فعلته عجز عنه الأطباء والشيوخ وذلك لسببين هامين، الأول لأنها حالة نفسية وليست حالة فسيولوجية عضوية وهناك فرق بين الشلل الهستيري النفسي والشلل العضوي البيولوجي، فالأول يحتاج الى أخصائي نفسي وليس لطبيب، أما الثاني فلا توجد علاقه للشيوخ في مثل هذه المسائل، لأن دين الإسلام يحث على أن نعقل قبل أن نتوكل، فنحن فقط نعزو لمثل هذه الأسباب الى خرافات السحر والشعوذه والمس الشيطاني.
أفهم من قولك أن هنالك فرق بين علم النفس والطبيب النفسي؟
أسعد: نعم، بالطبع هناك فروق وليس فقط فرقا واحدا بين الأخصائي النفسي (علم نفس) والطبيب النفسي، وكثير من الناس الذين يخلطون بينهما ويقعون في أخطاء التوجه السليم، فهناك حالات تستلزم طبيب نفسي وأخرى أخصائي نفسي أو العكس، فذلك يؤخر أو يعرقل شفاءهم، فبعضهم يذهب إلى الأخصائي النفسي لكي يأخذ عقاراً للمرض الذي يعاني منه وآخر يذهب للطبيب النفسي لتعديل سلوك أو حل مشكلة نفسية ولا يريد عقاراً أو دواء لهذه المشكلة أو المرض، فالطبيب النفسي يدرس طب عام ثم يتخصص في علم النفس، وبذلك يعتمد في عمله تشخيص الأعراض القائمة أمامه، من منحى دوائي واهتمامه بالتاريخ المرضي قليل جداً، حيث أن العلاج الأساسي لديه هو الأدوية و العقارات النفسية للسيطرة على الأعراض دون الكشف عن أسباب المرض النفسي الأساسية ودون تدخل منه في علاجها، وغالبا بمجرد أن يمتنع المريض عن الدواء المصروف له يعود الى حالته السابقة، وبذلك تبقى جذور الإضطراب عالقة في عقل المريض. أما الأخصائي النفسي فقد درس علم النفس وتخصص في أحد اختصاصاته مثل علم النفس التربوي والإكلينيكي، فالأخصائي النفسي يعتمد في تشخيصه على الأعراض القائمة أمامه، وعلى المقاييس النفسية والإختبارات، وعلى تتبع مراحل العمر المختلفة للمريض لمعرفة الأسباب الأساسية للمرض، وعلى عمل خطة علاجية على هذا الأساس دون تدخل للأدوية الكيمائية، ويتابع الأخصائي مع المريض حتى زوال المرض وتأكده من إستعادة المريض صحته والإعتماد على نفسه، وكل منهم مكمل للآخر الأخصائي النفسي والطبيب النفسي.
أسعد الكيلاني
هل مجتمعنا واعي للفرق بين الأخصائي النفسي والطبيب النفسي؟
أسعد : أنا شخصيا لا أريد التعميم على المجتمع العربي بأكمله، ولكن في حقيقة الأمر فإن الأغلبية الساحقة لا تعي الفرق الحقيقي بين التخصصين ولا تعطي إهتماما فعالا لأهمية الأخصائي النفسي، وبذلك ينظر اليه نظرة جهل وعدم اللجوء الى دراسته وكأنه موضوع غير فعال وليس له أهميه إجتماعية حقيقية لدى البيئة العربية بشكل خاص. إن أسباب ودوافع هذا الجهل يعود بالحقيقة للثقافة في المرتبة الأولى كاستخفاف لمثل هذه الأمور والنظر اليها كحالات شيطانية مؤقتة أو دائمة، وتعود للمبنى المعرفي للأسرة العربية رقم واحد. وبحسب العادات والتقاليد فإن مثل هذه الأمور تتعلق بالدين بشكل طبيعي وكأنها حالات مس شيطاني لا يستطيع حلها إلا الشيخ بالعلاج القرآني، وأنا أحترم ذلك، أما اللجوء الى الشعوذة فذلك يزيد الأمر سوء، ولقوله تعالى "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" صدق الله العظيم، وعلينا أن نعي حقيقة العلم كباقي الشعوب المتقدمة.
بعد أن استطعت إعادة الحركة لمحمد جهجاه، هل تعد العائلة عبر موقع العرب وصحيفة كل العرب أنه سيتحدث وينطق عما قريب؟
أسعد: نعم، أنا أعد بأن يتحدث محمد قريبا، لأن نصف العلاج قد تم والألفة بين المعالج والعميل مهمة، وعلى رأسها ثقة محمد، وإيمانه بي سيساعدنا على تحقيق ذلك بإذن الله وأنا أعدك بذلك.
كلمة توجهها لمحمد جهجاه، لعائلته ولمجتمعنا؟
أسعد: الكلمة التي أوجهها لمحمد أن يبقى قويا ويشعر بطعم ولذة الحياة، وأن يعمل على عدم كبت مخاوفه وغضبه ويعمل على تفريغها، وأقول لأهله بأن لا ييأسوا، فإن الله مع الصابرين، وكما قالها نابليون "لا مستحيل تحت الشمس"، فبحمد الله رجع محمد لطبيعته يمشي وغدا سيتكلم، والكلمة التي أقولها لمجتمعنا: حاولوا أن تعوا وتفهموا حقيقة هذا العلم، لأن المثقف هو الذي يعلم عن كل شيء شيئا، والعالم الذي يعلم كل شيء عن شيء واحد، والجاهل الذي ظن نفسه يعلم وهو لا يعلم أنه لا يعلم، وبذلك لن نتقدم إذا رغبنا بأن نعزو أسباب هذه الحالات لمسلمات نجهلها ولا نعيها ونفسرها كما نشاء.
محمد جهجاه