الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 13 / مايو 23:02

المجتمع الباطن والظاهر/ عزمي شدافنة

كل العرب
نُشر: 25/03/13 14:13,  حُتلن: 10:45

عزمي شدافنة في مقاله:

النظر والمقياس والمحاسبة لا يكون على الصورة وإنما لما بداخل هذه الصورة من قلب وعمل وحكمة

أصبحنا في هذا الزمان نعتني بالمظهر وأهملنا المخبر ونهتم بالصورة وننسى الحقيقة وإختلال مفهوم الظاهر والباطن يعد من جملة المفاهيم والأشياء التي إختلت في دنيا الناس

وكائن ترى من صامت لك معجب زيادتـه أو نقصه فـي التكلم
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
لكن .....مع كل أسف أصبحنا في هذا الزمان، نعتني بالمظهر وأهملنا المخبر، نهتم بالصورة وننسى الحقيقة، وإختلال مفهوم الظاهر والباطن يعد من جملة المفاهيم والأشياء التي إختلت في دنيا الناس.
لقد تبدلت موازين الناس، وإختلفت الأفكار والطباع، لقد أقبل الناس على المسيء وأعرضوا عن المحسن، لقد أنكر الناس المعروف وألفوا المنكر، لقد بالغ الناس بالزينة والمظهر والخارج في كل شيء ظاهر، وأهملوا الباطن والداخل والأساس، لقد إعتنينا كثيراً بالصورة وأغفلنا الحقيقة، قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)) نعم، إن النظر والمقياس والمحاسبة لا يكون على الصورة، وإنما لما بداخل هذه الصورة من قلب وعمل وحكمة.

موازين الظاهر والباطن
إننا مع الأسف أيها الأقراء قلبنا هذه الحقيقة، وصرنا نزن ونحكم الأشخاص والأشياء والهيئات والأمور بل الدول والمجتمعات، نزنها بالصور والمظهر لا بالأعمال، وصار هذا الإختلال في المقاييس من السمات البارزة الكبيرة، سمة بارزة على مستوى الأفراد والشعوب والعالم بأسره. تكتب والقلق حولك وتصرخ للأمة التي لا تعرف لمن تسمع، ولا تعرف لمن تنصت، وتبا لمجتمع تسمع لمن لا يحسن القول وتعرض عن أهله وأربابه. فليست القضية أن تجعل حولك ممتلكات وخدم وحشم، فربما كل هذا وما تملك وعشرات أضعافه لا يزن عند الله نفس رجل فقير تقي طائع لله.
وهل جر على الأمة ما هي فيه من ذلة ومهانة إلا بعد ما إنقلب في حسها موازين الظاهر والباطن، مقاييس الصورة والحقيقة، أصبحنا نقوم الرجال بغير مقاييس الشرع، ونقدم الناس بغير تقديم الشرع لهم، إذا فلنذق ما عملته أيدينا.

فقال عباس بن مرداس قديما:
ترى الرجل النحيف فتزدريه وفـي أثوابه أسـد مزيـر
ويعجبـك الطريـر فتبتليـه فيخلف ظنك الرجل الطرير
فما عظـم الرجال لهم بفخر ولكن فخرهم كـرم وخيـر
بغاث الطير أكثرها فراخـاً وأم الصقر مقـلات نـزور
ظعاف الطير أطولها جسوما ولم تطل البزاة ولا الصقور
لقد عظم البعيـر بغيـر لب فلم يستغن بالعظـم البعيـر
يصرفه الصغير بكـل وجه ويحبسه على الخسف الجرير
وتضربه الوليدة بالهـراوى فلا غيـر لديـه ولا نكيـر
فإن أك في شـراركم قليلا فإني في خياركـم كثيـر
الظاهر والباطن .....
الذي ظهر فوق كل شيء وعلا عليه ، الظاهر وجوده لكثرة دلائله .
هو العالم ببواطن الامور وخفاياها ، وهو اقرب الينا من حبل الوريد .
الظاهر لغويا بمعنى ظهور الشيء الخفي وبمعنى الغالب الباطن سبحانه بمعنى المحتجب عن عيون خلقه، وأن كنه حقيقته غير معلومة للخلق ، هو الظاهر بنعمته الباطن برحمته، الظاهر بالقدرة على كل شيء والباطن العالم بحقيقة كل شيء، ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم رب السموات ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربنا رب كل شيء، فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن  أعوذ بك من شر كل دابة أنت أخذ بناصيتها، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء أقض عنا الدين وأغننا من الفقر.

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة