عشرات الجمعيّات والمؤسّسات العربيّة طالبت بوضع المعايير وبإلغاء الكتب الدراسيّة التي تعجّ بالأخطاء اللّغويّة والعمل على وضع كتب جديدةٍ ذات لغة سليمةٍ ومنهج تربويّ معاصر
د. إلياس عطا الله :
لا شكّ في أنّ تعميم هذه المعايير على صعيد سلامة اللّغة خطوةٌ تستحقّ الثناء وما نتطلّع إليه أن يقوم المعمِّمون بتطبيق ما دعَوا إليه ولا أنسى أنّ ما جاء في هذه التوصيات هو عين ما طالبنا به في جمعيّة الثقافة العربيّة
لا يهمّنا الآن أن نمتدح أنفسنا ما يهمّنا أنّ أطفالنا في حالة الالتزام بالتعليمات سيقرأون عربيّة سليمة ولا أتحدّث عن المضامين لا لعدم أهميّتها بل لأنّ الأمر يتطلّب مراجعة للمناهج ونصوصها مناهج العربيّة وما كُتب بالعربيّة
وصل الى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صادر عن جمعيّة الثقافة العربيّة، جاء فيه:" عمّمت السكرتاريا التربويّة في وزارة التربية والتعليم، من خلال قسم التّعليم العربيّ والتّفتيش على اللّغة العربيّة، وقسم المصادقة على كتب التّدريس، مستندًا رسميّا حول"معايير فحص الكتب التّدريسيّة المُعَدَّة لتدريس اللّغة العربيّة، والكتب المكتوبة بالعربيّة"، شملت أربعة أقسام؛ المعايير والقواعد المطلوبة لُغويًّا، ومعايير مضمونيّة، معايير كتابة مرشد المعلّم، ومعايير كتابة كرّاسة العمل" كما جاء في البيان.
وأضاف البيان:" لقد عقّب د. إلياس عطا الله، المحاضر والباحث المعروف في علوم اللّغة العربيّة، معدّ البحث اللّغويّ في مشروع "المناهج والهويّة" ومشروع "تعلّموا العربيّة وعلّموها الناس" بجمعيّة الثّقافة العربيّة، على نشر هذا المستند الرسميّ بالقول: "لا شكّ في أنّ تعميم هذه المعايير على صعيد سلامة اللّغة خطوةٌ تستحقّ الثناء، وما نتطلّع إليه أن يقوم المعمِّمون بتطبيق ما دعَوا إليه، ولا أنسى أنّ ما جاء في هذه التوصيات هو عين ما طالبنا به في جمعيّة الثقافة العربيّة، ولا يهمّنا الآن أن نمتدح أنفسنا، ما يهمّنا أنّ أطفالنا، في حالة الالتزام بالتعليمات، سيقرأون عربيّة سليمة، ولا أتحدّث عن المضامين، لا لعدم أهميّتها، بل لأنّ الأمر يتطلّب مراجعة للمناهج ونصوصها؛ مناهج العربيّة وما كُتب بالعربيّة". بالإضافة إلى ذلك سجّل د. عطا الله ملاحظات عينيّة حول المستند ستقدّمها الجمعيّة للمسؤولين عن المعايير في الوزارة".
إقامة لجنة رسميّة لتحديد معايير مهنيّة لتصديق الكتب
وتابع البيان:" يذكر أنّ جمعيّة الثّقافة العربيّة، كشفت خلال مؤتمر "المناهج والهويّة"، الذي عقد بتاريخ 2011/05/09 في الناصرة، من خلال بحث تفصيليّ عن معطيات خطيرة حول الأخطاء اللّغويّة والإشكاليّات المضامينيّة الجوهريّة في كتب التدريس المقرّة من وزارة المعارف الإسرائيليّة للصفوف من الثالث إلى الثامن، وأبرز المعطيات كانت كشف وجود أكثر من 16000 خطأ لغويّ، وطالبت الجمعيّة ضمن توصيات المؤتمر بـ"وضع معاييرَ واضحة بشأن تصديق الكتب الدراسيّة مضمونًا تربويّا لائقًا ولغةً عربيّةً سليمة. وإذ لم تلق توصيات الجمعيّة ونتائج بحثها تجاوبًا من قبل وزارة المعارف في بادئ الأمر، رغم الرسائل المتكرّرة الموجّهة للوزير السابق جدعون ساعر، واستمرت الجمعيّة بالضغط على الوزارة حيث أطلقت عريضة وقّع عليها الآلاف من أولياء الأمور والمهتمّين وعشرات الجمعيّات والمؤسّسات العربيّة، طالبت بوضع المعايير وبإلغاء الكتب الدراسيّة التي تعجّ بالأخطاء اللّغويّة، والعمل على وضع كتب جديدةٍ ذات لغة سليمةٍ، ومنهج تربويّ معاصر. بعد ذلك وبمبادرة النائب د. جمال زحالقة، ودعم الكتل العربيّة، عقدت لجنة المعارف البرلمانيّة جلسة بهذا الخصوص، بتاريخ 12.06.2012، اعتـرف خلالها ممثلو وزارة المعارف بالأخطاء وأعلنوا عن إلغاء الكتب المشار إليها بالبحث حتّى تصحيحها، وإقامة لجنة رسميّة لتحديد معايير مهنيّة لتصديق الكتب، وتعيين مفتش/ ة مركّز/ ة لموضوع اللّغة العربيّة. ويأتي المستند الرسميّ حول "معايير فحص الكتب التّدريسيّة المُعَدَّة لتدريس اللّغة العربيّة، والكتب المكتوبة بالعربيّة" كنتاج لهذا المسار".
ملاءمة النصوص والمضامين
ونوه البيان:" هذا، وتفرض المعايير والقواعد المطلوبة لُغويًّا، بحسب المستند، تعليمات واضحة ومفصّلة حول كتابة الهمزة، الشّدّة، التنوين، المدّة، الزيادة، الحذف، علامات التّرقيم، أحرف الجرّ ، المبنيّ للمجهول، ضبط عين الفعل، تشكيل الضمائر، مراعاة كتابة الأرقام بالكلمات، ومراعاة اختيار المفردات في الكتب المترجمة، والتمييز بين التّاء المربوطة والضّمير المتّصل (الهاء). أما بالنسبة لمعايير النصوص، فتفرض المعايير أن تراعي كتب تدريس اللغة العربيّة عدة أمور؛ أن يكون 50% من نصوص كلّ كتاب/ لتدريس التربية اللّغويّة العربيّة في المرحلتين الابتدائيّة والإعداديّة، من النصوص الوظيفيّة على مختلف أنواعها، و50% من النّصوص الأدبيّة على مختلف أنواعها. وملاءمة النصّ لُغويًّا للمرحلة العمريّة، وملاءمة مضمونه لتلاميذ المرحلة العمريّة بعيدًا عن العنف بأنواعه وعن تقديم أيّ مضمون أو مغزى سلبيّ أو غير أخلاقيّ، ملاءمة الثروة اللّغويّة والفعّاليّات والمضمون للقدرات المختلفة عند التلاميذ" كما جاء في البيان.
التّعامل مع إستراتيجيّات التفكير العالية
واختتم البيان:" كذلك يفرض المستند كمعيار شرط اختيار نصوص عالميّة مترجمة، عربيّة محليّة، وعربيّة من مختلف البلاد العربيّة، فلا تقتصر النّصوص الأدبيّة على أدباء لبنان، سوريا ومصر. واختيار نصوص وظيفيّة يلائم مضمونها حياتنا العصريّة، وتكون قريبة من حياة التلاميذ، نصوص تستدعي التّعامل مع إستراتيجيّات التفكير العالية (الاستنتاج، الدّمج، المقارنة، طرح الأسئلة)" الى هنا نص البيان.