الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 11:02

نحو مجتمع عصامي


نُشر: 11/04/06 21:53

1- لقد أصبحت انتخابات الكنيست من ورائنا ولقد أصبحت أجواء هذه الإنتخابات الدعائية من ورائنا كذلك ، والآن فإن الواحد منا يمكن أن يكتب في جو أصفى بعيدا عن تأويل مقالته أو تأويل جملة فيها تأويلا تعسفيا كيما يقال ان صاحب هذه المقالة يسعى الى اسقاط القوائم العربية أو يسعى الى اسقاط هذه القائمة على وجه الخصوص !! وكيما يقال ان صاحب هذه المقالة يحرض على المرشح زيد أو عمرو من ضمن الأسماء التي كانت مدرجة ومصورة في لوحات الدعايات الإنتخابية الكبيرة والمصقولة !! نعم لقد أصبحت هذه الأجواء الدعائية على الأقل من ورائنا ، وهذا يعني أن خطر تحميل نصوص المقالات فوق ما تحتمل أو أقل مما تحتمل بسبب هذه الأجواء الدعائية قد أصبح من ورائنا كذلك.
2- وللحقيقة أقول اني كتبت هذه المقالة يوم الاثنين الموافق27.3.2006 بنية نشرها يوم الجمعة الموافق31.3.2006، أي أنني كتبتها قبل يوم الانتخابات الكنيستية وقبل ظهور نتائجها ، وهذا يعني أنني اجتهدت أن اكتب بعيدا عن التأثر بأي نتيجة كانت لهذه الإنتخابات .
3- وعليه فإنني على قناعة لا تزال تزداد يوما بعد يوم ان جهاز الكنيست هو أحد افرازات المشروع الصهيوني الذي جاء ليخدم المشروع الصهيوني فقط ، على الصعيد المحلي والعالمي ، وعليه فإنني على قناعة لا تزال تزداد يوما بعد يوم ان جهاز الكنيست هو منبر يساعد على تحصيل حقوق المجتمع اليهودي فقط ، وهذا الجهاز هو منبر احتجاجي فقط بما يتعلق بحقوق المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل الفلسطيني !! وان وجدت انجازات لبعض اعضاء الكنيست العرب فهي انجازات متواضعة جدا اذا ما قورنت بالمدة الزمنية التي عاشها كل اعضاء الكنيست العرب في داخل جهاز الكنيست ، وما سوى هذه الإنجازات المتواضعة جدا والتي يحتاج الواحد منا الى جهد كبير حتى يتعرف عليها ما سوى هذه الإنجازات المتواضعة جدا فان هناك الأنجاز الاحتجاجي الذي كان ولا يزال يقوم به أعضاء الكنيست العرب والذي يتمثل بخطابات اعضاء الكنيست العرب من على منصة الكنيست ، والذي يتمثل بكم هائل من الاستجوابات كان قد تقدم بها اعضاء الكنيست العرب عبر الكنيست الى المؤسسة الاسرائيلية الرسمية .
4- وعليه فانا على قناعة ان أية دورة لأية كنيست تتواجد فيها أية مجموعة لأعضاء كنيست عرب سيعودون لنفس النتائج ولن يكون جديد ، وستبقى قضايانا المصيرية التي تتعلق بالإنسان والأرض والمسكن والمقدسات تطرح من على منبر الكنيست في دائرة المنبر الاحتجاجي ليس إلا ، وليس في دائرة المنبر المؤثر الذي قد يرفع الظلم عن الانسان او قد يمنع مصادرة أرض أو يمنع هدم بيت أو يحرر بعض الأوقاف المصادرة ، ومسبقا أقول ان ذلك لا يعود إلا لأن وضعية الكنيست كيف كانت وكيف هي الآن وكيف هي في المستقبل ستبقى تفرض على أية مجموعة أعضاء كنيست عرب هذه النتائج حتى لو بذلوا ما بذلوا من جهود مضنية ، ولذلك يبقى السؤال يعود على نفسه ماذا بعد انتهاء انتخابات الكنيست الأخيرة وماذا بعد ظهور النتائج ؟!
5- بإمكاننا ان نواصل حديثنا بصراحة وشجاعة معبرين عن رفضنا لما تصر المؤسسة الاسرائيلية على مواصلة إيقاعه علينا وهو الظلم التاريخي والإضطهاد الديني والتمييز القومي ومصادرة الحقوق اليومية !! نعم بإمكاننا ان نواصل الحديث عن كل ذلك عبر كل ما نملك من منابر جماهيرية واعلامية ومؤسساتية ، وبإمكان اية مجموعة اعضاء كنيست عرب ان تواصل الحديث عن كل هذه القضايا ولكن يبقى السؤال يعود على نفسه حتى لا نبقى في دائرة الحديث ماذا بعد ؟! مسبقا أقول ان من الواجب علينا بجانب حديثنا عن كل هذه القضايا ان نسعى الى بناء ذاتنا بناء أهليا واضحا وشفافا .
6- وها نحن كنا ولا نزال نطالب بانتزاع حقنا على قاعدة المساواة تارة ، وعلى قاعدة رفع الظلم عنا تارة ثانية ، وعلى قاعدة الاعتراف بنا وبوجودنا وبخصائص وجودنا تارة ثالثة ، وفي المقابل لا تزال المؤسسة الاسرائيلية تعمل على استنـزاف جهدنا ووقتنا ، فهي التي لا تزال تَدَّعي أن عدم تمكننا من الحصول على كل حقوقنا يعود الى فشل السلطات المحلية العربية في إدارة السلطات المحلية العربية وخاصة الفشل في ضبط الجباية ، وهي التي لا تزال تَدَّعي أنها قد أعدت خطة ضخمة جدولتها على كذا سنوات وستعمل على تطبيقها بهدف تمكيننا من الحصول على كل حقوقنا ، ولكن تمضي السنة والسنتان ثم نكتشف أن المؤسسة الاسرائيلية قد أعلنت أسما لخطة ليس إلا ، وهكذا دواليك ، لذلك فقد بتنا على قناعة ان اصرار المؤسسة الاسرائيلية على عدم تحقيق المساواة كإحدى الوسائل التي قد توصل لنا بعض حقوقنا في بعض القضايا ، وان اصرار المؤسسة الاسرائيلية على ابقاء الظلم المقنن علينا ، وعدم الاعتراف بوجودنا وبخصائص وجودنا ، ان اصرار المؤسسة الاسرائيلية على كل ذلك قد بات أصلا ثابتا في سياسة المؤسسة الاسرائيلية وكيفية تعاملها معنا ، بمعنى أنها تصر على ذلك ، عن سبق إصرار رغم انها تملك الإمكانيات لتحقيق ذلك ، إلا أنها تصر على ذلك عن سبق اصرار كي نبقى نعاني ما نعاني من ظلم تاريخي واضطهاد ديني واضطهاد قومي ومصادرة حقوق يومية بهدف ان نبقى على قاعدة ( مكانك عد) او على قاعدة ( القفز الموضعي) نواصل صب اهتمامنا بالحديث عن كل جوانب هذه المعاناة معربين فقط عن رفضنا لها ، وهكذا تضمن المؤسسة الاسرائيلية وفق مخططاتها ألا نسعى للتقدم للأمام ولو خطوة واحدة نحو بناء ذاتنا بناء أهليا وشفافا بواسطة كل مؤسسة أهلية او مشروع اهلي ضروري .
7- وأنا على قناعة ان وقت الفرحة عند البعض منا بعد ظهور نتائج انتخابات الكنيست الأخيرة سينتهي سواء كان هذا الوقت طويلا أو قصيرا وسنواصل بعد ذلك مواجهة كل مظاهر المعاناة التي تراكمت على ظهورنا وسنصطدم بعد وقت ما قد يكون أشهرا او سنوات ان الكنيست ما هي إلا منبر احتجاجي وسيعود هذا السؤال يطاردنا من جديد ماذا بعد ؟! ومتى سنبادر الى بناء ذاتنا بناء أهليا وشفافا ؟!
8- ومما يزيد الطين بلة ان المؤسسة الاسرائيلية لم تكتف بإبقائنا رهائن الظلم التاريخي والاضطهاد الديني والتمييز القومي ومصادرة الحقوق اليومية ، بل كانت ولا تزال تسعى الى احداث فروق مدمرة في بنية حياتنا ، وعلى سبيل المثال هي المؤسسة التي لا تزال تلقي الحبل على غاربه لجهاز مخابراتها كي يحاول دس أنفه في كل مظاهر حياتنا وبشكل خاص لدس انفه في مسيرة التعليم في وسطنا العربي الفلسطيني في الداخل بهدف تجنيد طلاب لهذا الجهاز منذ نعومة أظافرهم ، وهي المؤسسة التي تحاول التسلل الى اجيالنا الصاعدة بواسطة الشرطة الجماهيرية والخدمة المدنية ، بل تواصل السعي للتسلل الى هذه الأجيال عبر اعلانها عن حاجتها لموظف او موظفة من الوسط العربي الفلسطيني في الداخل يملكون الاستعداد للعمل في جهاز المخابرات !! نعم هكذا على المكشوف ، وهذا يعني ان حصوننا مهددة من الداخل ، وهذا يعني اننا بحاجة ملحة ومصيرية للمبادرة الى بناء ذاتنا بناء أهليا وشفافا .
9- ومسبقا أقول كي ننجح ببناء ذاتنا بناء أهليا وشفافا لا بد لنا من أصول تمكننا من ذلك ، ولا بد لنا من امتلاك الأرض والقدرات العلمية والمصادر المالية ،والسؤال الذي قد يُسأل من أين لنا بالمصادر المالية على سبيل المثال ؟! وهل يمكن لنا ان نبني ذاتنا من خلال صناديق غربية ؟! سيما ونحن نتحدث عن بناء ذات وليس عن تلقي مساعدة مالية اضطرارية لمرة واحدة !! هل يمكن لنا ان نبني ذاتنا من خلال هذه الصناديق اذا ما علمنا ان هذه الصناديق تصر على فرض أجندتها على كل من توافق على دعمه !! فأين إذن هو بناء الذات ؟! وخصوصا إذا ما علمنا ان هذه الصناديق تسعى الى مصادرة كثير من قدراتنا المبدعة وجعلها رهينة لدعم هذه الصناديق !! فأين إذن هو بناء الذات ؟! وانا على يقين انه سيأتي اليوم الذي سيتكلم فيه كثير من الصامتين ممن كانت لهم تجربة مع هذه الصناديق !! ولا شك ستسمعون منهم العجب العجاب !! وأنا أعرف بعضا من هذا العجب العجاب .
10- مع التأكيد أننا لو وجدنا صناديق دعم غربية تدعم دون فرض أجندتها سلفا وتدعم دون جعل بعض قدرات مبدعة فينا رهينة لدعمها ، لو وجدنا مثل هذه الصناديق الصافية التي تدعم لأجل الدعم فقط ، وتدعم على أساس شفاف وإنساني لقلنا ان هناك بعض الصناديق الغربية مستثناة من دائرة الظن والحذر والتحذير ، ولكن هل مثل هذه الصناديق بهذه الخصائص الصافية التي تتمتع بالشفافية والانسانية موجودة .
11- ولعل البعض يسأل إذن كيف نبدأ إذا فرضنا على انفسنا قطيعة مع هذه الصناديق الداعمة الغربية ؟! وانا سلفا أقول ان كل صندوق دعم غربي يحمل سياسة فرض أجندة مسبقة وبرامج عمل مسبقة وشروط ومواصفات مسبقة، نعم يجب ان نفرض على انفسنا قطيعة مع هذا الصندوق وما يشبهه وإلا فنحن نخدع أنفسنا ونضحك على مجتمعنا العربي الفلسطيني في الداخل !! ولكن يجب علينا في نفس الوقت ان نوجد المصادر الذاتية والشفافة التي تمكننا من السعي الى بناء ذاتنا بناء أهليا وشفافا والتي تمكننا في نفس الوقت من التحرر من أية تبعية لأي صندوق غربي داعم يحمل سياسة فرض أجندة وبرامج عمل وشروط ومواصفات على كل جهة يدعمها .
12- وحتى نوجد هذه المصادر الذاتية والشفافة يجب علينا ان نعمل على إحياء باب الوقف من جديد كرافعة اقتصادية ، وهذا ما كان يميز حال الوقف قبل نكبة فلسطين عام 1948، حيث شكَّل الوقف يومها 16/1 من مساحة فلسطين التاريخية ، وحيث شكل الوقف يومها رافعة إقتصادية كانت بمثابة وزارة صحة ووزارة تربية وتعليم ووزارة شؤون اجتماعية ووزارة شؤون دينية !! ولكن عندما وقعت نكبة فلسطين قامت المؤسسة الاسرائيلية بمصادرة هذا الوقف واحتكار ريعه حتى هذه اللحظات !! والمطلوب ان نعيد إحياء باب الوقف من جديد مع مواصلة المطالبة بتحرير كل الوقف الذي صادرته المؤسسة الاسرائيلية .
13- وأقولها بصراحة كنا وما زلنا منذ سنوات وتحديدا قبل اعتقالنا كنا وما زلنا عاكفين على تشجيع أهلنا للمبادرة ووقف ما يستطيعون وقفه من أرض او عقار وأقولها بحمد الله تعالى لقد نجحنا بتجنيد عشرات الأهل الذين كانوا ولا يزالون يبادرون ويتصلون بنا ثم يقومون بوقف ارض او عقار ، ولا أبالغ اذا قلت اننا في هذه الأيام تحديدا نشهد إقبالا مباركا من الأهل لوقف ارض او عقار .
14- وحتى نوجد هذه المصادر الذاتية والشفافة يجب علينا إحياء قيم الزكاة وصدقة الفطر والصدقة الجارية وهي قيم تحمل جانبا تعبديا لله رب العالمين وتحمل في نفس الوقت قوة اقتصادية كبيرة من شأنها ان تشكل ركائز اساس وقوة نحو بناء ذاتنا بناء اهليا وشفافا ، وانا على قناعة اننا اذا نجحنا باقناع أهلنا في الداخل ان يقوموا بإخراج الزكاة وصدقة الفطر الواجبة عليهم كل عام ، واذا نجحنا بدفعهم لإحياء سنة الصدقة الجارية فإن ذلك سيعود على مجتمعنا العربي الفلسطيني في الداخل بقيمة اقتصادية عالية وبقيمة تكافلية بين جميع افراده على اختلاف تواجدهم سواء كان في النقب او الجليل او المثلث او المدن الساحلية (عكا وحيفا ويافا واللد والرملة ) !! وعلى سبيل المثال ها نحن وبعد ان أقمنا لجان زكاة محلية في كل قرية ومدينة تقريبا ، ها نحن بعد ذلك قد بادرنا وأقمنا لجنة زكاة قطرية بدعم من كافة لجان الزكاة المحلية وهي تقوم بدور متألق ومبارك ولكنه جزئي ، ولن يقوى هذا الدور إلاّ إذا قويت نسبة المساهمة من كل لجنة زكاة محلية ، وحتى يتم ذلك لا بد من إحياء قيمة الزكاة كما يجب في حياة أهلنا !! وهذا ما ينطبق على صدقة الفطر والصدقة الجارية !! وحتى ننجح باحياء هذه القيم لا بد لنا من السعي الى احياء قيمنا الاسلامية والعربية أصلا وبذلك تتوفر لدينا الأرض الطيبة التي تنبت فيها من جديد الزكاة وصدقة الفطر والصدقة الجارية .


يتبع...

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.72
USD
3.99
EUR
4.67
GBP
219824.81
BTC
0.51
CNY