الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 26 / يونيو 12:02

على أبواب الانتخابات المحلية/ بقلم: وحيد عياشي

كل العرب
نُشر: 29/04/13 14:35,  حُتلن: 08:16

وحيد عياشي في مقاله:

حالة عبثية هي خير ما توصف به مجتمعاتنا الضعيفة والمهينة اصلا فما بالكم ونحن ابناؤها نبيحها لصحارينا الموحشة ونستبيحها لماضينا المقفر

مستقبل قرانا التطويري والتنموي رهن المحصلة الانتخابية التي نعتمدها وننساق بروحها نترجمها قرارا ناضجا في اذهاننا اولا ثم يدلى صوتا في صناديق الاقتراع

المجالس المحلية والبلدية لمن لا يعرف هي مؤسسات عامة تحكمها القوانين والدساتير والهدف منها خدمة السكان ورعاية مصالحهم الحياتية والمعيشية ليس الا 

يأتي السؤال هل سيحمل المرشحون في هذه الحملة اجندات عمل وسقوف لطموحاتنا كناخبين هل سنحملهم المسؤولية كاملة عن سير العملية الانتخابية ونتائجها وننئى بأنفسنا عن محصلتها؟ 

ها نحن على ابواب جولة جديدة من انتخابات المجالس المحلية والبلدية في قرانا ومدننا العربية الامر الذي بنظري يستدعي منا كل التساؤل ويسترعي جل الاهتمام . فهل تعلمنا شيئا من العبر والدروس التي خضناها في المراحل السابقة وهل ذوتنا التجارب والخبرات الكثيرة الفائتة كي يسعنا أن نقول باننا على اتم الاستعداد لبدئها والجهوزية لخوضها؟. اسأل نفسي هذه الاسئلة قبل أن اسأل أي احد كي لا يفهم بأني ازايد او اتهكم لا سمح الله فالمرحلة عصيبة والامر يستوجب الوقوف والتروي. فالاحتمالات الواردة بحسب نمط سير العملية الترشيحية للناخبين تشير الى ما لا يدع محل للشك بأننا ما زلنا نراوح مكاننا وما برحنا نجتر حالنا المعهود. فهل يعني هذا بأنا نسينا العهود التي قطعناها والطلاقات المتكررة التي اطلقناها جراء القطيعة والجفاء والندب والجروح التي خلفتها جولاتنا وصولاتنا الماضية في هذا المضمار؟.

حالة عبثية
لا اظن بأن حال الشارع يفضي بغير هذا فها هي جلسات البحث والتنقيب تجلجل في البيوت وعلى الارصفة تزخر بشتى الروائح المنبعثة من فحولة بطون وفخوذ الاباء والاجداد وها هي المئاتم والافراح تطلق العنان لعصب العائلية المعصوم والمنزه من كل نجس ورفث وتجد الكل يحتاط ويحتار يعلو ويهبط يدنو ويبعد وكأن الحالة طارئة فيحسب المرء ان الساعة اتية.
حالة عبثية هي خير ما توصف به مجتمعاتنا الضعيفة والمهينة اصلا، فما بالكم ونحن ابناؤها نبيحها لصحارينا الموحشة ونستبيحها لماضينا المقفر. أقل ما يقال ...لا جديد تحت الشمس ..هي.. هي الافكار. عين المقدمات والتوجهات... ذات المصطلحات التي تتلفظها الالسن وتتلقفها الاجواء فتبعث على الاحباط وتودي بالامل الى درك التقهقر الى الوراء فلا يتردد على المسامع سوى صدى كلمات لا معنى لها الا في ايام معدودة ومواسم محدودة كالانتخابات والمعنى الوحيد لجودها هو لغاية في نفس المرشحين لا اكثر ولا اقل كالقول: العائلة الفلانية. دار فلان. بيت علان. ابو فلان. ابو علان.. وعلى هذا المنوال حدث ولا حرج من طيب الاسماء وغرائب الالقاب التي لا تخطر على بال ولا تبدر على ذهن في هذه (الميمعة ) الكلامية والتي بنظري بمقدورها ان تطيح باكبر قاموس واثخن معجم عربي.

اجندات عمل وسقوف لطموحاتنا
يأتي السؤال هل سيحمل المرشحون في هذه الحملة اجندات عمل وسقوف لطموحاتنا كناخبين؟ هل سنحملهم المسؤولية كاملة عن سير العملية الانتخابية ونتائجها وننئى بأنفسنا عن محصلتها؟ ام علينا ما عليهم من كاهل حظنا ونصيبنا لحال بلداتنا ومجتمعاتنا. يأتي الجواب سريعا جليا وواضحا بأن علينا ما عليهم من مسؤولية وأكثر فهم بمثابة مراّة لنا تعكس دقائق الامور فينا فتظهر مكامن ضعفنا ومحال قوانا محط امالنا وترحال احباطنا. جوانب تقدمنا ووجهات تخلفنا. ما من شك بأن منتخبينا هم محض عملية اختيارنا ولا يمكن ان نوجه اللوم لهذا لغير انفسنا وأن فات ما فات ومضى على الدنيا ما مضى يستوجب الامر منا كل التفكير والتقييم واعادة خلط الاوراق من جديد من اجل ان نعيد الى الاذهان اولا مكانتنا السياسية الثقافية والاجتماعية في الدولة كأقلية مهمشة بقصد او بغيره من قبل الوزارات والمؤسسات الحكومية المختلفة. ثانيا الموارد الضئيلة. البطالة المتفشية وأزمة السكن الخانقة في قرانا ومدننا العربية. الا يتوجب علينا نحن الناخبين بناء على ما تقدم وقفة مع الذات ومصارحة مع الضمير واختيار مرشحين اخيار يتسمون بصفات القيادة وشخوص المحاربين لايجاد الحلول القويمة لمشكلاتنا وتحصيل الحقوق الشرعية المستحقة لنا ورفع الظلم القابع علينا ولم الشمل وزرع المحبة وبذر الخير بهدف السير قدما الى الحداثة والرقي. أما أن تكون كل الرؤيا مختزلة في المقارعة والمناطحة الفارغة من أي مضمون عملي وعلمي أو المنافسة الشائنة على عز كان وفخر فات ومات فهذا وبدون توجس دمار وخراب بعينه انا على قناعة أنا بغنى عن هذا كله بل اقولها باعلى الصوت لتذهب الانتخابات الى الجحيم اذا كان المرء منا سيتخلى عن جل مكاسبه الثقافية من مدارك ومفاهيم راقية والاجتماعية من صداقات وأواصر محبة والعلمية من تحصيل مكانة وشهادات جامعية والتى اكتسبت بعرق الجبين والسهر والكد لسبب وضيع كالانتخابات بوصفتها الحالية فهذا لا يعلو عن كونه انتحار في وضح النهار.

هلوسات وخيالات منتزعة

إن المجالس المحلية والبلدية لمن لا يعرف هي مؤسسات عامة تحكمها القوانين والدساتير والهدف منها خدمة السكان ورعاية مصالحهم الحياتية والمعيشية ليس الا فمن هذا الباب علينا أن ننطلق كمراهنين عليها سيان كنا ناخبين او منتخبين لا ان نراهن على هلوسات وخيالات منتزعة من روايات رومانسية اكل عليها الدهر وشرب او مقتبسة من كتاب تاريخ غابر خلفه الزمان وطواه ليس لها ضامن في الواقع او كفيل في الحياة. إن مستقبل قرانا التطويري والتنموي رهن المحصلة الانتخابية التي نعتمدها وننساق بروحها نترجمها قرارا ناضجا في اذهاننا اولا ثم يدلى صوتا في صناديق الاقتراع فبالله عليكم الا يسترعي هذا الامر منا قدرا اكبر من الاهتمام والمسؤولية افرادا كنا او جماعات بحيث يكون خيارنا بطول هامة المقام وسعة شرط المهمة وليس طول قائمة المنتسبين للعائلة او عرض واجهة بيوت المرشحين.

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة