للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
الدكتور جبور يوسف عواديه:
معظم أو غالبية الرائحة الكريهة تصدر من المناطق الإبطية والأربية (الفخذ) والقدمين، حيث يفرز العرق من قبل غدد عرقية معينة تسمى الغدد العرقية الفارزة Apocrine
تؤدي زيادة وزن الجسم المفرطة إلى تكوين ثنايا وزوايا جلدية عديمة التهوية والتي تشكل بدورها مناطق مناسبة لنمو الفطريات والبكتيريا والجراثيم اللا هوائية Anaerobic
تسبب رائحة الجسم والفم الكريهة إحراجًا لصاحبها، وقد تؤدي إلى الفشل في إقامة علاقة عاطفية أو اجتماعية، وحتى مهنية ناجحة. الدكتور جبور يوسف عواديه، شفاعمرو، أخصائي طب عائلة يشرح عن الأسباب وطرق العلاج .
الأسباب التي تقف وراء رائحة الجسم الكريهة (الاسم الطبي Bromhidrosis) كثيرة، من بينها:
1 - فرط التعرُّق (Hyperhidrosis):
2 - إن معظم أو غالبية الرائحة الكريهة تصدر من المناطق الإبطية والأربية (الفخذ) والقدمين، حيث يفرز العرق من قبل غدد عرقية معينة تسمى الغدد العرقية الفارزة Apocrine. ويكون العرق في هذه المناطق غنيًّا بالزلال Protein والدهون وعديم الرائحة، غير أنه بسبب اعتماد البكتيريا المتواجدة بشكل طبيعي على جلد الجسم، في التغذية على هذه الدهنيات والزلال، تتكون مركبات كيميائية كريهة الرائحة، وهي الرائحة الطبيعية لهذه المناطق.
ومعروف أن عمل هذه الغدد يتم بفعل تأثير هرمون التستوستيرون Testosterone، وهذا يفسر صدور رائحة العرق بعد سن البلوغ. أما العرق في باقي أجزاء الجسم، فتفرزه غدد عرقية تسمى الغدد العرقية المفرغة Eccrine، حيث يكون العرق أكثر ملوحة، فلا تتمكن بكتيريا الجلد من التغذية عليه. فكلما زاد التعرق زادت الرائحة الكريهة المنبعثة من المناطق الثلاث المذكورة سابقًا.
أما بالنسبة لأسباب فرط التعرق، تحديدًا، فهنالك عدة أسباب تؤدي اليه، وهي: الجهد الجسدي، سن انقطاع الحيض وأمراض الكبد، وفرط نشاط الغدة الدرقية Hyperthyroidism والالتهاب الموضعي، والبدانة، والقلق والكرب Stress، وهبوط مستوى السكر في الدم وارتفاع درجة حرارة ورطوبة الجو، وتناول بعض أنواع الأدوية.
2 - البدانة:
تؤدي زيادة وزن الجسم المفرطة إلى تكوين ثنايا وزوايا جلدية عديمة التهوية، والتي تشكل بدورها مناطق مناسبة لنمو الفطريات والبكتيريا والجراثيم اللا هوائية Anaerobic (التي تنمو في جو خال من الأكسجين)، وتسبب التهابات يترتب عنها صدور رائحة كريهة.
3 - داء السكري:
تشكل زيادة مستوى السكر في الدم أرضية خصبة وغذاء دائمًا للجراثيم والفطريات التي تعيش على الجلد، وخاصة في منطقة الأعضاء التناسلية الخارجية، لأن السكر الزائد في الدم يخرج عن طريق جهاز التناسل - بولي.
3 - التهاب الأعضاء التناسلية:
4 - يؤدي التهاب الأعضاء التناسلية الخارجية والداخلية لدى الأنثى، إلى حدوث إفرازات صديدية (قيح) وغير صديدية ذات رائحة كريهة.
5- عدم التحكم بالبول:
يؤدي عدم السيطرة على البول إلى تلوث الثياب الداخلية، وبالتالي صدور رائحة كريهة. وهنالك أسباب عديدة لعدم المقدرة على ضبط البول، مثل التهاب المجاري البولية، فترة الحمل عند النساء وبعدها، التأثيرات الجانبية لبعض الأدوية.
6 - أجسام غريبة داخل الرحم:
قد يؤدي وجود أجسام غريبة داخل الرحم والمهبل، وخاصة اللوالب المانعة للحمل، إلى التهابات في هذه الأعضاء، مصحوبة بإفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة.
7 - المواد الغذائية:
هنالك العديد من المواد الغذائية والأطعمة التي يؤدي تناولها إلى صدور رائحة خاصة غير مرغوب بها، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: الثوم والبصل والكثير من التوابل وخاصة الكمون والحلبة.
9- الاكتئاب:
من المعروف أن المريض المصاب بالاكتئاب يفقد الدافع للقيام بعدة نشاطات يومية واعتيادية، ومنها الاهتمام بالنظافة العامة وخاصة نظافة الجسم.
رائحة الفم الكريهة
وأما السبب الرئيسي الذي يقف وراء رائحة الفم الكريهة، أو النفس الكريه (والمسماة طبيًّا "بخر" Halitosis)، هو خلل التوازن البكتيري (التوازن بين الأنواع المختلفة للبكتيريا) داخل تجويف الفم والجيوب الأنفية والحلق، علمًا بأن هذه الأنواع الكثيرة من البكتيريا لا تؤدي إلى إيذاء عضوي لتجويف الفم، غير أنها تنتج رائحة كريهة تؤثر سلبًا في الفرد من الناحية الاجتماعية. كذلك فإن جفاف الفم يؤدي إلى صدور هذه الرائحة الكريهة (من الأسباب المهمة لجفاف الفم تناول الأدوية المضادة للاكتئاب والمضادة للحساسية وأدوية أخرى).
وقد أشارت آخر الدراسات إلى أن نحو واحد من كل أربعة أشخاص يعاني من رائحة الفم الكريهة.
ومعروف أن الكبر في السن يقلل من معدل إفراز الغدد اللعابية، إضافة إلى أن كبار السن يتناولون العديد من الأدوية والعقاقير التي يؤدي بعضها، إلى جفاف الفم. ومن البديهي أن يؤدي ذلك إلى صدور رائحة كريهة من الفم.
وهنالك عدة عوامل تساعد على صدور الرائحة الكريهة من الفم، هي:
- العطش.
- التدخين.
- الأنواع المختلفة من البكتيريا الموجودة داخل تجويف الفم.
- التهاب اللسان واللثة وتسوس الأسنان.
- تناول بعض أنواع المواد الغذائية، مثل: البصل والثوم (والتي تصدر رائحتها عن طريق الرئتين).
- التهاب الجيوب الأنفية (التي تقع خلف وحول تجويف الأنف والفم).
- ارتفاع مستوى السكر في الدم.
- بقاء جزيئات الطعام بين الأسنان.
- بعض أمراض الرئتين.
- الاكتئاب (وكما ذكرنا سابقًا فإن المريض المصاب بالاكتئاب لا يهتم بالنظافة العامة ومنها نظافة الفم، وذلك لعدم وجود دافع لذلك).
وأريد أن أنوه هنا إلى أن أمراض المعدة لا تؤدي إلى إنبعاث رائحة كريهة من الفم، وذلك لكون جدران المريء (الأنبوب العضلي الممتد من الحلق حتى المعدة) ملتصقة مع بعضها البعض أثناء عدم تناول الطعام. مما يمنع صعود رائحة المعدة أو الطعام الموجود فيها إلى أعلى (إلا في حالة التجشؤ).
طرق العــلاج
يتم التخلص من رائحة الجسم والفم الكريهتين، بالقضاء على أسباب وعلاج الحالات المرضية التي تقف وراءها، إضافة إلى اتباع قواعد النظافة العامة، إذ يجب تنظيف المناطق الإبطية والتناسلية والقدمين يوميًّا بالماء والصابون. ويجب أيضًا استبدال الملابس الداخلية والقمصان يوميًّا. ويجب تجنب استعمال الملابس المصنوعة من النايلون، ويفضل الملابس المصنوعة من القطن الطبيعي.
يجب المحافظة على الوزن الطبيعي للجسم، وعدم تناول المواد الغذائية التي تؤدي إلى صدور روائح كريهة من الجسم، ويجب (إن أمكن) استبدال الأدوية التي تؤدي إلى صدور رائحة غير مستحبة أو إلى كثرة التعرق، بأخرى لا تؤدي إلى ذلك.
أما بالنسبة للروائح الكريهة الصادرة عن الجهاز التناسلي أو الثنايا الجلدية والتي لا تتلاشى باتباع النظافة العامة، فيجب استشارة الطبيب الذي قد يصف بعض الأدوية الملائمة لذلك.
وللقضاء على البكتيريا المتواجدة داخل التجويف الفمي، وخصوصًا عند الأشخاص الذين يعانون من رائحة الفم الكريهة، يجب تنظيف الفم يوميًّا (سواء تم تناول الطعام أم لم يتم) بالفرشاة ومعجون الأسنان، وغرغرة الفم يوميًّا بالمحاليل الطبية. وبعد الغرغرة بهذه المحاليل يجب غسل تجويف الفم بالماء، لكي لا تبقى هذه المواد في تجويف الفم، لأنها قد تؤدي إلى تلف اللثة (والغشاء المخاطي المبطن لتجويف الفم) في حال بقائها لمدة طويلة في الفم.
ويمكن استخدام العلكة الخالية من السكر، علمًا أنها تساعد على حث الغدد اللعابية على إفراز اللعاب، من جهة، إضافة إلى إعطائها نكهة جيدة للفم، من جهة أخرى.
ويجب أن لا ننسى أنه يتحتم على الجميع تنظيف التجويف الفموي قبل النوم، سواء كان ذلك بالفرشاة ومعجون الأسنان أو بالغرغرة فقط، وذلك في حال تعذر التنظيف بالفرشاة.