الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 12:02

الجزاء من جنس العمل/ بقلم: أبو وهيب

كل العرب
نُشر: 17/05/13 15:51,  حُتلن: 07:29

أبو وهيب في مقاله:

نحن على عتبة الانتخابات للبلديات والمجالس المحليّه في مدننا وقرانا الحبيبة والعزيزة على قلوبنا

كما يقولون: تنهمر علينا الوعود والشعارات الرنانة من قبل المرشحين الأفاضل فلا يغرّنكم وعودهم إلا ما رحم ربي 


قاعدة الجزاء من جنس العمل هو بمثابة المقام الأوّل الذي يدفع الإنسان الصادق مع الله ونفسه ومع الناس جميعا يدفعه ألى الصدق في الأعمال والأقوال من خلال الاستقامة مع الله وحبّه وإخلاصه للناس

ايها الناس جميعا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:  يتوجّب علينا أن نتّقي الله وأن نعلم ونتيقّن بأنّ الله بحكمته تعالى قضى أنّ الجزاء من جنس العمل لذلك من عمل خيرا فخير ومن عمل شرا فشر وهذا يتحقّق بقوله تعالى : (فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرّة شرا يره) ويتوجّب علينا أيضا أنّ نعلم بأنّ الله حليم “ عليم “ رؤوف “ رحيم “ كي يرغب العبد لعمل الخير ويتجنّب مسلك الشر والعياذ بالله دون النسيان بأن الله شديد العقاب والعذاب لذلك كان الجزاء مرهون بالعمل ومن جنسه أيضا .
الله تعالى لآ يقبل من العطاء والجود ألآ العطاء الجيد ممّا يحب المعطي أي المتصدق بقوله تعالى :(لن تنالوا البر حتى تنفقوا ممّا تحبون ) وكذلك العمل الطيّب لآنّ الله طيب فلا يقبل ألا طيّبا “ فهو سبحانه الجواد الكريم وفي هذا يقول عليه الصلاة والسلام : " ما نقص من مال صدقة "وكذلك الصدق في الأقوال وما زال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقا أمّا أن كان غير ذلك فيكتب عند الله عكسها والعياذ بالله.

وعود وشعارات
لذلك ايها الناس جميعا ها نحن على عتبة الانتخابات للبلديات والمجالس المحليّه في مدننا وقرانا الحبيبة والعزيزة على قلوبنا (كما يقولون) “ تنهمر علينا الوعود والشعارات الرنانة من قبل المرشحين الأفاضل فلا يغرّنكم وعودهم ألا ما رحم ربي “لأنّه كما قيل " ما في باليد حيلة “ والحيلة مع الحشاب ملفيه " وغيره من المراقبين . وفي هذا أسوق لكم أيها الناس عامّة والمرشحين خاصّة هذه النصائح لعلّ الله ينفعني وإياكم بها : اعلموا أيها الناس جميعا ما زاد الله عبدا بعفوه ألا عزا “ وما تواضع العبد إلا رفعه الله “ ومن أحسن الى الخلق أحسن الله اليه “ ومن تكبّر عليهم تكبّر الله عليه “ ومن نكث في عهده سلّط الله عليه الأعداء .

أعمال وأقوال
اعلموا أيّها الناس بأنّ الله تعالى أودع في هذا الكون سنن لا تتغيّر ولا تتبدّل “ جعلها الله مسلكا ثابتا لا يتزعزع فالعاقل اللبيب سلك هذا المسلك وعمل بهذه السنن العظيمة وعلى رأسها قاعدة الجزاء من جنس العمل. الذي هو بمثابة المقام الأوّل الذي يدفع الإنسان الصادق مع الله ونفسه ومع الناس جميعا يدفعه ألى الصدق في الأعمال والأقوال من خلال الاستقامة مع الله وحبّه وإخلاصه للناس في كل زمان ومكان وليس في زمن الانتخابات فحسب. أنّ من تيقّن بهذه النصوص والقواعد الربانيّة الفضيلة منحه الله وقودا وشحنات أيمانيّة ليسلك من خلالها على الصراط المستقيم كي يكمن فيه قول الله تعالى في سورة النساء :(فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفّيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذّبهم عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليّا ولا نصيرا ) صدق الله العظيم . نفهم من هذه النصوص الفضيلة والكريمة بأنّ الجزاء الطيب لا يتحقّق ألا بالأيمان والأخلآص والصدق والإحسان ليصبح العمل صالحا نقيّا لامعا ساطعا شفافا مقبولا عند الله تعالى . وصف لنا الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم الأيمان فقال : "الأيمان ما وقر في القلب وصدّقه ألعمل " وفي هذا أوصى جبريل عليه السلام نبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلم قائلا : عش ما شئت فأنّك ميت “ وأحبب من شئت فأنّك مفارق “ واعمل ما شئت فأنّك مجزى به. نسأل الله العليم القدير وبالإجابة جدير بأن يجعل اعمالنا وأقوالنا صادقة كي تكون مقبولة عنده سبحانه وتعالى “ يوم لا ينفع مال ولا بنون ألآ من أتى الله بقلب سليم .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة