الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 26 / يونيو 10:01

أي اللحوم أزكى لنا؟/ بقلم: جميل أبو خلف

كل العرب
نُشر: 23/05/13 09:14

جميل أبو خلف:

لا أخفي عنكم بما أشعر به عندما أتناول هذه اللحوم فقد أشعر بالتقزز والتقيؤ في نفس الوقت الذي أشعر فيه بلذة الطعم

بدأت بعملية الحمية لكن عدت لأتناول وجبتي المفضلة من هذا اللحم وعندما أخطأت وأكلت منه قلت : استغفر الله عذراً يا طبيبي لقد أصابني هذه المرة النسيان فأجابني هذا من الشيطان

أرشدوني أيها الناس، ساعدوني أيها المسلمون على الوصول إلى ما هو أزكى طعاماً وألذ شهية، أهو النباتي أم الحيواني، لقد مالت شهيتي ومنذ نعومة أظفاري إلى أكل اللحوم، فهل أنتم مثلي تحبون أكل اللحوم؟ لكن عذراً أنا لم تتفتح شهيتي إلى جميع أصناف اللحوم فأنا أفضّل وبصراحة اللحوم الميتة وليس أية لحوم ميتة، إنما أفضّل بشكل خاص أكل لحوم البشر، نعم أفضلها ولم ولن أتنازل عنها، إنها أكلتي المفضلة بصراحة، ولا أستطيع الاستغناء عنها أو استبدالها بأنواع لحوم أخرى.
هكذا أنا اعذروني لم أعتاد أن آكل اللحوم التي ورد ذكرها في القرّآن، لقد تذوقتها ولم أجد لها طعما. لقد آثرت أن آكل لحم أخي المسلم الأشهى والألذ. بطبيعتي لم أختر هذه اللحوم بنفسي ولكن نفر غير قليل ممن عاشرت وعاصرت كانوا وما زالوا يفضّلون هذا النوع من اللحوم فأدمنت على أكله بشكل يومي، لقد فضّل أبي أكل هذه اللحوم، وفضّلت أمي أكلها، وكذلك فضّل أخي أكلها وفضّل أصدقائي أكلها أيضاً، وفضّل معلمي وطبيبي وغيرهم أكلها.
لقد فضلها الجميع إلا ما رحم الله وعندها قلت في نفسي لا بد أنها لحوم طرية وزكية لطالما أن الجميع يحبها ويفضّلها رغم أنها لحوم ميتة. لقد أحببتها مثل ما أحبها الجميع. ولكن لا أخفي عنكم بما أشعر به عندما أتناول هذه اللحوم، فقد أشعر بالتقزز والتقيؤ في نفس الوقت الذي أشعر فيه بلذة الطعم، ومع هذا التقزز بدأت أشعر بأن هذه اللحوم قد تضر بصحتي وتشكّل خطرا شديدا عليّ ولو كانت بكميات قليلة جداً، فعندها انتفضت من غفلتي هذه وصحوت كما لو كنت تحت الأنقاض وأريد الخروج من بينه لكي أنجو من موت محتوم.

الحرمان من تناول اللحوم

نعم هذا ما فعلته، حرمت على نفسي أكل هذا النوع من اللحوم ولو بكميات قليلة جداً لأن طبيبي المعصوم صلى الله عليه وسلم أخبرني بضرورة أن أتحمى عن هذه الأكلة الشهية بالمطلق واشترط عليّ بأن لا أعود لأكل مثل هذه اللحوم ولو كلّف الأمر في أن أصوم الدهر حيث أوضح لي بأن صيامي في مثل هذه الحالات فيه الفائدة العظيمة، وخير لي من الإفطار على مثل هذا الطعام.
لقد بدأت بعملية الحمية لكن عدت لأتناول وجبتي المفضلة من هذا اللحم وعندما أخطأت وأكلت منه قلت : استغفر الله، عذراً يا طبيبي لقد أصابني هذه المرة النسيان، فأجابني هذا من الشيطان، فاستعذ بالله منه وجالس أولي العلم واقرأ القرآن وقلّب صفحاته لتصل إلى سورة الحجرات وتقرأ فيها " يا أيها الذين اّمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً قكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم". صدق الله العظيم. لقد تساهلت كثيراً لا بل تحديت من أنزل هذا الكلام وهو الله رب العالمين ولم أتنبه لتعاليم رسوله الكريم، فها أنا ذا سقيم، لقد مرضت مرض الموت، لقد تسمم جسمي من الإكثار من أكل هذه اللحوم ولم يعد أمامي خيارات أو حلول للشفاء إلا بإتباع الوصفة الطبية التي وصفها لي الطبيب المختص، طبيب البشرية، رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.

الحمية الغذائية

لقد قررت إتباع برنامج الحمية الغذائية عن هذا الأكل السام والمميت بحسب وصية طبيبي، وبالمناسبة لقد علمت من هذا الطبيب المختص أن هذه الوصفة قد تنفع كل مريض مصاب بهذا المرض وأنجع دواء لهذا الداء هو ببساطة الحمية، والتذكر بأن الله سبحانه وتعالى يقول " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ".

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة