الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 01:02

محمد عساف رفع رأس أبو مازن.. فماذا عن الأسير سامر العيساوي؟!/ بقلم: عائشة عبادي

كل العرب
نُشر: 01/06/13 08:53,  حُتلن: 12:26

عائشة عبادي في مقالها:

أقول لمحمود عباس لقد رفع رأسك محمد عساف وهاتفته ولكن ألم يرفع رأسك سامر العيساوي الذي رفضت مقابلة والدته؟!

أقول للناس المتابعة لهذه البرامج: لا تدعوها تستولي على عقولكم وتتيحوا المجال لمن يريد بكم شرا أن يتمكن منكم وعودوا لدينكم

البرامج الغنائية في الظاهر تهدف لاستخراج المواهب واكتشاف فنانين جدد لكن حقيقتها بالتأكيد هي إلهاء الناس وإشغالهم عن قضاياهم المهمة والتي تستوجب منهم كل جهد

ابطال البرامج الغنائية لن يعيدوا مجدكم وأوطانكم ولن يعطوكم حقوقكم لن يحرروا قدسكم ولن يفكوا قيد اسراكم ولن يخلصوا البلاد والعباد من الجهل والفقر والظلم

يهدف من صنع ومول هذه البرامج لجعل الناس جهلة وكفيفين عمي عن اهم ما يجب أن يكون في حياتهم وهو دينهم لأنها بالأساس تحارب الدين وليس الناس

لدينا الكثير الكثير من القضايا التي يجب أن نقلق لاجلها وتشغلنا وستكن فرحتنا حين توقف مهزلة المفاوضات العبثية وحين تتم وحدة وطنية بين ابناء الشعب الواحد وعندما تتحرر قدسنا وجميع بلادنا ونعيد مجدنا الغابر

اتمنى أن تكن فعلا قد انتهت جميع مشاكلنا، وحلت جميع قضايانا، وعدنا لنهج ديننا، وحررنا قدسنا، وكل بلاد المسلمين، وبتنا بأعلى المراتب تقدما بين الأمم، واصبح لدينا الوقت الكثير، والكثير من وقت الفراغ الذي لا نعرف وسيلة لملئه، رغم أنه حتى في حال حدوث كل هذا لا أظن أنه لن يكون هناك ما يفيد لنفعله ونملأ فراغنا به.

برامج التلفاز
ولكن هذا فعلا ما يخيل لي حين اقلب قنوات التلفاز وارى الكم الهائل من البرامج، وخاصة البرامج الغنائية المتعددة، كبرنامج (ذا فويس، وأرب آيدول، ونيو ستار، وستار اكاديمي، وغيرهم)، وأيضا فتح قناة جديدة اسمها (دوم تك) برنامجها الوحيد طيلة الاربع وعشرون ساعة هو الرقص، مجرد راقصات يرقصن، لتضاف بهذا الى قائمة العهر، والفسق الموجودة، والتي هدفها فقط الهاء الناس وتضليلهم، وهي وجميع هذه البرامج ممولة طبعا من شركات عالمية اوروبية وامريكية، ومن رجال اعمال عرب، قد دفعوا الملايين لخروج هذه البرامج الى الناس، ولا اظن أن صانعي هذه البرامج ومن يمولها يريدون بنا الخير.

استخراج المواهب!
صحيح انها بظاهرها برامج غنائية تهدف لاستخراج المواهب، واكتشاف فنانين جدد، لكن حقيقتها بالتأكيد هي إلهاء الناس وإشغالهم عن قضاياهم المهمة والتي تستوجب منهم كل جهد، وشحن للطاقات، وحشد للجهود، و الأهم ابعادهم عن دينهم أكثر، وتنسيتهم إياه، وأيضا ربحه هو، وتعويض تكاليف البرنامج، والتي قد تتجاوز ميزانية دولة، والتي لو أنفقت لكفت الألوف المؤلفة من المحتاجين.

نسيان الدين
يهدف من صنعها ومولها لجعل الناس جهلة وكفيفين عمي عن اهم ما يجب أن يكون في حياتهم، وهو دينهم، لأنها بالأساس تحارب الدين، وليس الناس، لأنه بمجرد نسيان الدين سيكون الانسان فريسة سهلة لكل طامع، لأن خلوه من الدين سيضعفه ويضيع رشده مهما كان عالما، لأنه لن يجد ما يستند عليه، ولا اقصد بالدين الاسلام فقط، بل نحن كعرب مسلمين ومسيحيين لنا قضايانا العربية المشتركة، وإن اختلفت ادياننا فهي على اختلافها تدعو للتوحيد، والتوحد، والمحبة، وصنع، وانجاز ما يفيد الدين، والمجتمع، والانسان.

فرحة الشعوب العربية
وعني لا اظن أن فرحة الشعوب العربية مهمة، وغالية، وهي ما يشغل حكامهم، ورؤسائهم، ليخرجوا بين الناس لمشاركتهم، وتهنئتهم، وتشجيعهم على المشاركة، والمشاهدة، بل هو قول غير مباشر لهم، إبقوا كما انتم منشغلين بالامور التافهة، لنبقى كما نحن حاكمين مستبدين. خاصة ما يحدث في رام الله مما اعتبره مسرحية هزلية، واستخفاف بقضايا الناس والأوطان، حيث وضعت شاشة كبيرة وسط ساحة في رام الله لمشاهدة برنامج ارب ايدول، بأمر من الرئيس محمود عباس، ويقول من يقول: "خليهم يفرحوا بيكفي زعل".

عودة الحق بالعودة الى الحق
لكنني هنا أقول: اولا هذه ليست فرحتنا، وليس هذا ما يهمنا، ويقض مضجعنا، لانه لدينا الكثير الكثير من القضايا التي يجب أن نقلق لاجلها وتشغلنا، وستكن فرحتنا حين توقف مهزلة المفاوضات العبثية التي لا تسمن، ولا تغني من جوع، وحين تتم وحدة وطنية بين ابناء الشعب الواحد، وعندما تتحرر قدسنا، وجميع بلادنا، ونعيد مجدنا الغابر، وقبل كل هذا حين نلتزم بديننا، لأنه المفتاح لكل هذا، لأن عودة الحق بالعودة الى الحق.

إشمئزاز
وايضا مما اثار اشمئزازي، بأن أبو مازن قد هاتف الغزاوي محمد عساف المشترك، في ارب ايدول، ليقول له : " انت رفعت رأسنا " ويقول: "إنه فخر لكل الفلسطنيين". لكنني أقول له: ألم يرفع رأسك الاسير المحرر سامر العيساوي الذي خاض حرب كرامة، وتحد مع السجان باضرابه 260 يوما عن الطعام، وخرج من حربه منتصرا؟!. قد رفع رأسك محمد عساف وهاتفته، ولم يرفع رأسك سامر العيساوي الذي رفضت مقابلة والدته؟!. أليس هو فخر، ورمز صمود، وكرامة؟.

التمسك بالدين

إن فلسطين، وكل بلاد العرب ترفع رأسها بأبنائها المتمسكين بدينهم، وثوابتهم، المقاومين غير المفرطين، وليس مشتركي برامج غنائية، رغم اني لست ضد المشترك محمد عساف، ولا ضد الفن اذا ما كان ملتزما يهدف لايصال رسالة ومضمون مفيد للمجتمع. أقول لعساف إن صوته الجميل، بل الرائع الذي ملأ مسجلات المحلات، والحوانيت، والسيارات، سيكون اجمل، وسيفيد اكثر قضية وطنه التي غنى لها، اذا ما وجهه نحو فن ملتزم يخدم دينه، ووطنه.

لا تنسوا القضية
وأخيرا، أقول للناس المتابعة لهذه البرامج: لا تدعوها تستولي على عقولكم، وتتيحوا المجال لمن يريد بكم شرا أن يتمكن منكم، وعودوا لدينكم، واعملوا جيدا على انفسكم لتنموها، وتطوروها بما ينفع ويفيد، فمثل هذه البرامج، وصانعيها، وابطالها المشتركين فيها لن يعيدوا مجدكم، وأوطانكم، ولن يعطوكم حقوقكم، لن يحرروا قدسكم، ولن يفكوا قيد اسراكم، ولن يخلصوا البلاد، والعباد من الجهل، والفقر، والظلم، بل إن لهوكم بهم هو ما سيغرقكم فيهم، وإن لدينا الكثير الكثير مما نتكلم عنه، ونصنع به برامج وقنوات، ونحادث العالم كله عنه، فلا تنسوا قضاياكم، ودينكم، ولا تسلموا عقولكم لمن يستخف بها وبكم، فانتم أعز مما يظنون بدينكم، وعلمكم، فلا ترخصوا عقولكم.

* الكاتبة طالبة أكاديمية في مجال الإعلام

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة