الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 25 / نوفمبر 17:02

التربية السليمة للأطفال تمنع الجريمة/ بقلم: د. صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 18/06/13 15:03,  حُتلن: 07:34

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

د. صالح نجيدات في مقاله:

اذا بني البيت على أساس من صخر يكون البيت قويا وتستطيع البناء عليه عدة طوابق

الإسرة هي العنصر المحوري والمهم في تكوين شخصية الطفل وهي التي ترسم وتحدد شخصيته وتصرفاته واتجاهاته وبناء رؤيته للحياة

نسبة عالية من الاطفال يقضون أوقاتهم أمام التلفاز او الانترنت والالعاب الاكترونية التي تسرق كل وقتهم والاهل مشغولون بمشاغلهم

هنالك جدل ونقاش حول أي العوامل أكثر تأثيرا في تربية الطفل، هل هي الاسرة أم المدرسة أم المجتمع؟. كل عامل أو عنصر من هذه العوامل أو العناصر له أهميته في بناء وتكوين شخصية الطفل وقيمه الاخلاقية، ولكن هنالك بعض العوامل لها تأثير اعمق وأكثر من غيرها على تنشئة الطفل وهي الاسره وبالذات في السنوات الاولى من حياته. يقول علماء النفس إن العشر السنوات الاولى من حياة الطفل هي التي تحدد معالم شخصيته ونجاحه في الحياة او فشله، وهنالك من يشبه تنشئة الطفل الاولى ببناء البيت، فاذا بني البيت على أساس من صخر يكون البيت قويا وتستطيع البناء عليه عدة طوابق وإن بني البيت على على الرمل ودون اساسات قوية سوف يهدم بسرعة، وهكذا الطفل إن ربيناه تربية سليمة وصالحة ينجح في حياته ويكون كالبنيان الذي بني على اساس من الصخر وإن لم نربِه تربية سليمة يكون كالبنيان الذي بني على رمل فسوف يفشل ويتعثر في حياته .

الصدق والامانة والتسامح
فالإسرة هي العنصر المحوري والمهم في تكوين شخصية الطفل وهي التي ترسم وتحدد شخصيته وتصرفاته واتجاهاته وبناء رؤيته للحياة، وهي التي يجب أن تغرس به قيم الصدق والامانة والتسامح واحترام الغير وعدم الاعتداء على الآخرين وعدم الاساءة على أحد وهي التي تزرع فيه القيم الفاضلة مثل الشهامة والمروءة والوفاء وعدم الكذب. فإذا استطاع الاهل تنشئة اولادهم على هذه القيم والاهتمام بسلامة الطفل النفسية والعقلية والجسدية والتعليمية فإننا بهذا نربي جيلا سليم النفس والعقل والجسد وبه ننهض بمجتمعنا الى الامام واذا كان العكس لذلك فإن مجتمعنا سوف يبقى محلك قف .

القيم والعادات
لقد كان الطفل قبل عقدين او اكثر يقضي معظم وقته مع والديه فيذهب مع والده للمناسبات ويحضر معه المجالس فيسمع القصص والحكايات ويشاهد الاساليب الاخلاقية المتبعة في التعامل بين الناس ويكتسب من هذه المجالس القيم والعادات والتقليد والاحترام ويجد في والده أو عمه او شيخ الحمولة القدوة الاخلاقية له في السلوك وهو يتعلم من هذه المجالس عن طريق المحاكاة وهي من أهم عناصر التأثير الاخلاقي على شخصية الطفل ولهذا نجد الشخص حينما يكبر يكون على قدر من الاخلاق التي تجعله يتمتع بصفات ايجابية.

الجريمة
اما اليوم فإن نسبة عالية من الاطفال يقضون أوقاتهم أمام التلفاز او الانترنت والالعاب الاكترونية التي تسرق كل وقتهم والاهل مشغولون بمشاغلهم وهم يعتمدون على المدرسة في تعليم اطفالهم القيم والعادات وتهذيب الاخلاق ولكن كما هو معلوم للجميع اليوم فإن المدرسة هي فقط للتعليم وليست للتربية والتهذيب ولهذا نرى اليوم اهمالا في تربية الأهل لأولادهم ولا توجد تربية حقيقية لهذا الجيل لا من الاهل ولا من المدرسة ولا من مؤسسات المجتمع ولذا علينا ألا نستغرب التفكك والانفلات ونسبة الجريمة المرتفة في مجتمنا .يجب على القيادات الاجتماعية وكل من له انتماء لهذا المجتمع التفكير في وضع منهاج واضح للتربية والتعليم لمجتمعنا لأن ما نراه اليوم في مجتمعنا لا يسر الناظرين.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة