للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
الشيخ زيدان عابد - إمام مسجد الصديق الناصرة:
نصيحتنا لكل مسلم أن يتمسك بما قاله فقهاء المذاهب الأربعة الذين أجمعت الأمة على علو شأنهم وأن لا يلتفت إلى القصاصين الذين يحكمون بغير ما أنزل الله على نبيه
علماء المذاهب الأربعة وغيرهم اتفقوا على أن الأصل في تحديد أول رمضان هو التالي: يُراقَب الهلال بعد غروب شمس التاسع والعشرين من شعبان فإن رُئي الهلالُ كان اليومُ التالي أولَ رمضان
أكرمنا رب العزة بأن جعل لنا من بين سائر الشهور شهرا نقضي بياض نهاره في عبادة عظيمة ذات حكم سامية وثواب جزيل فلا بد أن نستقبل الصيام مقبلين على هذه الطاعة العظيمة بكل همة وعزم وحماس
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له ولا ضد ولا ند له، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وقائدنا وقرة أعيننا محمدا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيًا من أنبيائه، صلى الله وسلم عليه وعلى كل رسول أرسله. أما بعد عباد الله فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي العظيم يقول الله تعالى : [شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْءانُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ] {البقرة:185}.
عبادة عظيمة
إخوة الإيمان، لقد أكرمنا رب العزة بأن جعل لنا من بين سائر الشهور شهرا نقضي بياض نهاره في عبادة عظيمة ذات حكم سامية وثواب جزيل فلا بد أن نستقبل الصيام مقبلين على هذه الطاعة العظيمة بكل همة وعزم وحماس، ولا بد لنا أن نشمر عن سواعد الجد لنيل الحسنات والخيرات. وقد قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيلَةٍ من شَهرِ رَمضَانَ صُفِّدتِ الشَّياطين ومَردَةُ الجنِّ وغُلِّقتْ أَبوابُ النِيرانِ فلَمْ يُفتَحْ منها بابٌ وفُتِّحتْ أَبوابُ الجنَّةِ فلَمْ يُغلَقْ منها بابٌ ويُنَادِي مُنَادٍ يا بَاغِيَ الخيرِ أَقبِلْ ويا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقصِرْ. ولله عُتَقَاءُ من النَّارِ وذَلكَ كُلَّ لَيلَةِ ". رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه والحاكم. وقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّم: "إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ". رواه البخاري ومسلم. وقال رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ." رواه أحمد في مسنده ومتفق عليه [البخاري ومسلم] والأربعة [أبو داود، الترمذي، النسائي، ابن ماجه] عن أبي هريرة .
مراقبة الهلال
إخوة الإيمان: إن صيام رمضان عبادة عظيمة من أفضل الطاعات وأجلّ القربات وَأَحَدِ أهم أمور الإسلام . وقد اتفق علماء المذاهب الأربعة وغيرهم على أن الأصل في تحديد أول رمضان هو التالي: يُراقَب الهلال بعد غروب شمس التاسع والعشرين من شعبان فإن رُئي الهلالُ كان اليومُ التالي أولَ رمضان، وإن لم يُرَ الهلالُ يكون اليومُ التالي الثلاثين من شعبان والذي بعده هو أولَ أيام رمضان. على هذا درج المسلمون في كل بلاد الدنيا من أيام الصحابة الكرام. وبذلك أفتى الفقهاء ونصوا أن العمدة على هذا وأنه لا التفات إلى أقوال أهل الحساب والفلكيين ولا عبرة بكلامهم لتحديد ابتداء الصيام أو انتهائه. قال الله تعالى : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلْحَجِّ } والأهلة جمع هلال وهو أول حال القمر حين يراه الناس أول ليلة من الشهر { قل هي مواقيت للناس } جمع ميقات، والمعنى ليعلم الناس أوقات حجهم وصومهم وإفطارهم وعدة نسائهم وغير ذلك من الأحكام المتعلقة بالأهلة. لذا قال الفقهاء يجب وجوبا كفائيا ترائي الهلال لكل شهر. وقد روى ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "جعل الله الأهلة مواقيت للناس فصوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين يوما". وفي رواية "فصُومُوا لرؤيته وأَفْطِرُوا لرؤيته فإنْ أُغْمِيَ عليكم فاقدُرُوا لهُ ثلاثين" اهـ.
دليل شرعي
وفي فتاوى الرملي في المذهب الشافعي: "إن الشارع لم يعتمد الحساب بل ألغاه بالكلية بقوله "نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا"" اهـ. وفي حاشية ابن عابدين في المذهب الحنفي: "لا عبرة بقول المؤقتين أي في وجوب الصوم على الناس، بل في المعراج لا يُعتبر قولهم بالإجماع " اهـ. وفي الدر الثمين والمورد المعين في المذهب المالكي: "ولو كان إمام يرى الحساب فأثبت به الهلال لم يتبع لإجماع السلف على خلافه" اهـ. وفي كتاب المغني في المذهب الحنبلي: "إن بنى على قول المنجمين وأهل الحساب فوافق الصواب لم يصح صومه وإن كثرت إصابتهم لأنه ليس بدليل شرعي يجوز البناء عليه ولا العمل به" اهـ. نصيحتنا لكل مسلم أن يتمسك بما قاله فقهاء المذاهب الأربعة الذين أجمعت الأمة على علو شأنهم وأن لا يلتفت إلى القصاصين الذين يحكمون بغير ما أنزل الله على نبيه، فيثبتون رمضان وعيد الفطر على الحساب والفلك ، وأما في عيد الأضحى فيكتفون بمتابعة الدول الإسلامية. فقد روى أحمد والطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أَخْوَفُ مَا أَخَافُ على أُمَّتِي الأَئِمَّةُ المُضِلُّونَ " فطوبى لمن تمسك بجماعة المسلمين وجمهورهم وكلام نبيهم، والندامة يوم القيامة لمن اتبع غير سبيل المؤمنين وشذَّ عن منهاجهم.
الحساب الفلكي
ونقول لهؤلاء الذين يأخذون بالحساب الفلكي بدعوى التطور: شرع محمد صلى الله عليه وسلم يعمل به إلى يوم القيامة ولو زادت الاكتشافات والتطورات. ونقول لهم: لقد حصل العلماء العاملون من أكبر مراكز الرصد الجامعية المشهورة في أمريكا وبريطانيا وأستراليا وفرنسا والسعودية وغيرهم، وبعض هؤلاء من كبار خبراء وكالة الفضاء الأمريكية الـ"NASA"، على رسائل فيها : أن تحديد وقت ولادة القمر ممكن بدقة ولكن لا يمكن تحديد وقتِ رؤيته أولَ مرة، وأن الذين ينادون باستخدام الحساب ونفي الرؤية هـــــم من الهـــــواة وليسوا من أهل التخصص العلمي . إخوة الإيمان وكما تعلمون فإن الشرع الحنيف لم يعلق وجوب الصيام على مجرد وجود القمر، بل ربط تـلك العـبـادة الكريمة بحقيقة الرؤية العيانية للقمر، حتى إذا لم يُرَ الهلالُ وجب اللجوء إلى قطع الشك باليقين باستكمال شعبان ثلاثين يومًا بنصّ الحديث الشريف المعروف: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غمّ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يومًا ". بخلاف المواقيت في باب الصلاة، فقد علق الوجوب على وجود سببها وبهذا يظهر الفرق بين الصلاة والصيام في هذا
شعاع الشمس
فائدة مهمة: قال الشيخ محمد عليش في "فتح العلي المالك" نقلا عن القرافي: "قال والفرق ههنا وهو عمدة السلف والخلف أن الله تبارك وتعالى نصب زوال الشمس سببا لوجوب الظهر وكذلك بقية الأوقات فمن علم سببا بأي طريق لزمه حكمه فلذلك اعتبر الحساب المفيد للقطع وأما الأهلة فلم يجعل خروجها من شعاع الشمس سببا للصوم بل نصب رؤية الهلال خارجا عن شعاع الشمس هو السبب فإذا لم تحصل الرؤية لم يحصل السبب الشرعي ولا يثبت الحكم ويدل لذلك قوله صلى الله عليه وسلم: صوموا لرؤيته (الهلال) وأفطروا لرؤيته"، ولم يقل لخروجه عن شعاع الشمس كما قال تعالى في الصلاة : أقم الصلاة لدلوك الشمس " أي لميلها "اهـ. نسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا وأن يعيننا على الصلاة والصيام وقراءة القرءان –اللهم ءامين وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.