الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 26 / يونيو 10:01

أبناؤنا وأوقات الفراغ/ بقلم: جميل أبو خلف

كل العرب
نُشر: 27/06/13 14:57,  حُتلن: 15:06

جميل أبو خلف في مقاله:

من أعظم النعم التي مَنّ الله بها على عباده بعد نعمة الإسلام هي نعمة الصحة ثم نعمة الوقت ونعم كثيرة لا تحصى 

مرحلة الشباب هي مرحلة القوة ومرحلة الطاقة والحيوية ومرحلة العطاء ولا نبالغ إن قلنا أن هذه المرحلة هي مرحلة صنع العجائب لدى الشباب اذا ما كانت في الاتجاه الصحيح

مرض الملل كالسرطان ينخر في الاجساد لانه يقود الى منزلقات خطيرة من اعمال الرذيلة والفساد خاصة في اوساط الشباب حيث يجد الشيطان مناخا مناسبا وتربة خصبة للفعل والتدبير 

قد تتحول النعم إلى نقم في حياة الانسان اذا لم يستثمرها ويغتنمها وقد يفوته النجاح والفوز في فرص كثيرة لبناء رأس مال ضخم جدا من الاعمال الصالحة التي تقوده الى الفوز الكبير بجنة الرحمن إن شاء الله

كثيرة هي الطاقات والإمكانيات التي تتوفر لدى الكثير منا، وفي المقابل يفتقر لها آخرون. ومن هذه "الثروات" المال أو الصحة أو الوقت .. وأحيانا تجد من يتحسر على فقدان هذه المقومات ويظل آملا وطامحا الى توفيرها من أجل استغلالها أحسن استغلال. ومن الناس من يحوز عليها وبكثرة ويجهل اهميتها ولا يدرك أي كنز أعطاه الله ومنحه اياه!! يقول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم "نعمتان من نعم الله مغبون فيها كثير من الناس الصحة والفراغ".

نعمة الإسلام
الألوف بل الملايين من الناس ممن وهبوا نعمة العافية ونعمة الوقت غفلوا عنها ولم يستغلوها ويغتنموها بالشكل المطلوب طمعا في الثواب دينا ودنيا .. إن من أعظم النعم التي مَنّ الله بها على عباده بعد نعمة الإسلام هي نعمة الصحة ثم نعمة الوقت ونعم كثيرة لا تحصى " وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم" .فهل شكرنا الله على هذه النعم شكراً يليق بمقامه العلي كي يديم علينا نعماءه وآلاءه؟؟

النعم نقم
قد تتحول النعم إلى نقم في حياة الانسان، اذا لم يستثمرها ويغتنمها، وقد يفوته النجاح والفوز في فرص كثيرة لبناء رأس مال ضخم جدا من الاعمال الصالحة التي تقوده الى الفوز الكبير بجنة الرحمن إن شاء الله. ليتنا ندرك قيمة نعمة الوقت ونتذكر ان أقدامنا لا تزول يوم القيامة إلا حين نسأل عن هذه النعمة، وقد جاء حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم محذّراً إيانا من عامل الوقت حيث قال "لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ ".

مرض الملل
قد يعاني بعض الناس من "مرض الملل " ظانّين ان لديهم وقتا طويلا من الفراغ. وفي نظري هذا المرض كالسرطان ينخر في الاجساد، لانه يقود الى منزلقات خطيرة من اعمال الرذيلة والفساد خاصة في اوساط الشباب حيث يجد الشيطان مناخا مناسبا وتربة خصبة للفعل والتدبير !! فالفراغ سلاح قوي وفتاك يستغله ابليس في لحظات الضعف الروحاني عند الانسان فيسول له المنكر ويجعله ليّنا بين يديه وما عليه الا ان يأكل من سمّ التخطيط والتدبير الشيطاني الذي أعدّه ابليس واعوانه!!

مرحلة الطاقة والحيوية 
إن مرحلة الشباب هي مرحلة القوة ومرحلة الطاقة والحيوية ، ومرحلة العطاء ، ولا نبالغ إن قلنا أن هذه المرحلة هي مرحلة صنع العجائب لدى الشباب اذا ما كانت في الاتجاه الصحيح وشريطة أن ننجح في استخدام هذه القوة ونصوّبها نحو الهدف.. لقد استثمر بعض العمالقة وقت الفراغ وحققوا الكثير من الانتصارات العلميّة والعسكريّة وحققوا كثيرا من الاكتشافات التي لا حدود لها في الميادين المختلفة وذلك لأنهم لم يرضوا لأنفسهم بأن يكونوا من السفهاء أو الامّعات وتركوا وراءهم بصمات تشهد على بطولاتهم وانجازاتهم المختلفة.

الفساد والرذيلة 
إن لم نشغل أنفسنا بأوقات الفراغ بالطاعة شغلناها بالمعصية ، يجب الانتباه جيدا لما هو نافع ومفيد لأنفسنا ولمجتمعنا فالنتيجة الحتمية تكون الخسران المبين لدنيانا وأخرانا ..  قد يزداد خطر الفراغ أكثر لدى فئة الشباب وخاصة أن هذه الفئة العمرية تتمتع بقوة الغريزة ووفرة المال والصحة وغيرها من المقوّمات التي تساعد على انحرافهم ووقوعهم في هذا المستنقع وانغماسهم في أوحال الفساد والرذيلة والفساد سيما وأن الفراغ وسيلة من وسائل الشيطان حيث يوسوس لهذه الفئة ويستحوذ عليها دون أن يبذل الكثير من الجهود في إيقاعهم في طرق الفساد والإباحية والضلال. انتهى العام الدراسي وبدأت الأجازة الصيفية الكبرى وأصبح لدى الأبناء الكثير من أوقات الفراغ وهذه الإجازة تزيد الطين بلة لدى البعض وتزيد المشكلة إذا لم نعمل على تخطيط وترتيب أوقات الفراغ لدى هؤلاء الأبناء.

تربية وتوعية الأبناء
إن تربية وتوعية الأبناء والشباب واجب دينيّ واجتماعيّ وأخلاقيّ وأن مسؤولية تربيتهم وتنشئتهم التنشئة الصّالحة ملقاة على عاتقنا جميعاً وأننا نحن وفقط نحن معشر الآباء مسئولون عن توجيههم وعن سلوكياتهم وتحركاتهم ، وكذلك مسؤولون عن إيجاد وسائل وآليات لقضاء أوقات فراغهم بما هو مفيد ونافع من أجل تحقيق النجاح لهم وللمجتمع بأكمله واستثمار طاقاتهم المختلفة لأننا بحاجة إلى الطبيب والصيدلي والمعلم والمحامي والمهندس والعامل والمزارع ... ولا يكون ذلك إلا من خلال العمل الجاد والاجتهاد والمتابعة اليومية للأبناء ورعايتهم والاهتمام بهم وتدريبهم على استثمار وقت الفراغ لما يعود بالفائدة العظيمة عليهم وعلى مجتمعهم وكل هذا منوط بالوعي لدينا أولاً وتصدير هذا الوعي لأبنائنا.

  موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة