الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 15 / نوفمبر 11:02

انقلاب على الديمقراطية ونبذ الحرية ! / بقلم: سلوان حصادية

كل العرب
نُشر: 04/07/13 10:58,  حُتلن: 20:06

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

سلوان حصادية في مقالها:

خلاصة ما أريد قوله هو ان الإطاحة بمرسي تعني أمرا واحدا: موت اي معنى للديموقراطية في مصر للأبد وسيصبح الشعب المصري بعدها شعبا ﻫﻤﺠﻴﺎ ﻣﻌﺘﺪيا على ﺷﺮﻋﻴﺘﻪ

اتعجب فعلا لثورة ال 25 من يناير والتي اتت للإطاحة بنظام غاشم مستبد ..نظام رجال الأعمال ونواب البرلمان وأصحاب البيزنس والانحياز لهؤلاء على حساب العدالة الاجتماعية والفقراء

ماذا حدث للشعب المصري الابي.؟ لمن تركتوا مصر؟ لمن دمّر العراق من قبلها؟ ام لمن قام بالسكوت لمدة 30 سنة على ظلمها ؟ام لحكم العسكر والازهر والكنيسة ولسيطرة الدين على الدولة كما في العصور الوسطى؟

لماذا نعزل رئيسا وهو الرئيس الوحيد في العالم والذي يسكن ﺷﻘﺔ للإيجار...وهو الذي تموت شقيقته في مستشفى حكومي وهو الرئيس الوحيد الذي ﻳﺸﺪﺩ ﻟﻤﺪﺓ ﺃﺳﺒﻮﻉ على ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺗﺨﺮﺝ ﺿﺪﻩ ﻭ ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﻄﺠﻴﺔ

يظهر أن فرعون ما زال يعيش حتى اليوم .. انه حي يرزق حتى بعد ان اغرقه الله في اليم.. فهو يعيش في كل مصري يدعم فلول النظام السابق وفي اصدقاء امريكا وطفلها المدلل (اسرائيل). فرعون هو ليس فقط ذلك الطاغية والفنان بالكفر والعصيان الذي عاش قبل 2000 سنة بل هو الذي حكم المصريين واستعبدهم لمدة ثلاثين سنة ماضية الا انهم ولم يسارعوا الاطاحة به مثلما يفعلون اليوم بمرسي. وهم يفعلون ذلك حتى دون ان يتبعوا ابسط سبل الحوار مع مرسي كما فعل موسى مع فرعون الذي ادعى انه " رب المصريين الاعلى". وكل ذلك ليس لأي سبب يُذكر.. فمرسي لم يسرق ولم يظلم! وذنبه الوحيد انه ليس ليبرالي او بالأصح فان ذنبه الوحيد هو انه "ملتح"!

الإطاحة بنظام غاشم مستبد
اتعجب فعلا لثورة ال 25 من يناير والتي اتت للإطاحة بنظام غاشم مستبد ..نظام رجال الأعمال ونواب البرلمان وأصحاب البيزنس والانحياز لهؤلاء على حساب العدالة الاجتماعية والفقراء.. نظام كرس سياسة مصر الداخلية والخراجية والاقتصادية (صفقة الغاز مع اسرائيل) لخدمة مصالح امريكا واسرائيل ولم تقم للشعب قائمة خلال 30 سنة.. فما الذي استجد اليوم؟.. هل هذه الثورة العظيمة هي التي تناقض نفسها الآن !؟! هل هي نفسها التي اتت لتطيح برئيسٍ أختير بطريقة ديموقراطية نزيهةٍ نظيفةٍ ؟؟؟؟..

العدل والمساواة
فالانتخابات الرئاسية الاولي بعد ثورة 25 يناير اعتبرت عيدا للديمقراطية المصرية، وكانت الخطوة الاولى على طريق بناء دولة القانون (والتي تحتوي على مؤسسات دولة تنهض علي اساس من العدل و المساواة و اعمال قيم المواطنة). فقد تضمنت هذه العملية الديموقراطية على بعثة لمراقبة الانتخابات الرئاسية، بالمشاركة مع 26 منظمة حقوقية، وبالتعاون مع 150 شخصية عامة من البرلمانيين والحقوقيين والأدباء والفنانين والنقابيين وغيرهم، راقبوا سير العملية الانتخابية في جميع محافظات الجمهورية، اذا فان مرسي – حتى بعد عزل الجيش له- ما زال الرئيس الشرعي لمصر دون منازع لا ان الظروف التي استلم فيها مقاليد الحكم كانت قاسية. فالدولة خرجت لتوها من ثورة ومن مرحلة انفلات أمني طويلة وهروب مساجين وحرق أقسام وانكسار للشرطة وهناك قوى سياسية غير متعاونة وفساد مستشر عمره اكثر من 30 سنة بالإضافة انه لا توجد دولة يتم إعادة بنائها خلال مائة يوم ولا حتي 300 يوم. ومع ذلك فان مرسي قام بالعديد من الاصلاحات فلماذا عزله؟ لإرضاء البرادعي والولايات المتحدة؟؟

ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮﺍﺕ
لماذا نعزل رئيسا وهو الرئيس الوحيد في العالم والذي يسكن ﺷﻘﺔ للإيجار...وهو الذي تموت شقيقته في مستشفى حكومي وهو الرئيس الوحيد الذي ﻳﺸﺪﺩ ﻟﻤﺪﺓ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻋﻠﻲ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺗﺨﺮﺝ ﺿﺪﻩ ﻭﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﻄﺠﻴﺔ .... ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺈﺭﺳﺎﻝ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻘﺮ ﻣﻦ ﻣﻘﺮﺍﺕ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻋﺸﻴﺮﺗﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤﻴﻬﻢ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮﻥ فلماذا ينقلب الجيش عليه ولماذا لايعطوه فرصة اخرى. لماذا لا يعطوا مرسي فرصة حقيقة لتحقيق رغبة الشعب المصري وللوصول الى الاستقرار الحقيقي..يبدو انهم اشتاقوا الى استعباد النظام السابق.
ان عزله والاطاحة به دون اعطائه فرصة للعمل هو الظلم بعينه.. ولن يزول هذا الظلم بانتخابات مبكرة وذلك لان اللجوءالى الانتخابات والديمقراطية لا تقتصر على التوجه لصندوق الاقتراع لحسم الخلاف بين مؤيدي الرئيس مرسي ومعارضيه..بل تعتمد على المؤسسات الديمقراطية.. والبرلمان .. واعطاء الحقوق الديمقراطية للشعب... وتوفير فرص عمل وحياة من خلال بناء القطاع التجاري وتطوير الصناعة و إنعاش القطاع السياحي ..!! وهذا ما حاول مرسي فعله الا ان فوضى فلول النظام السابق والمدعين بالحرية اشغلته وأحبطت من عزيمته وسرعة وتيرته.

الإطاحة بمرسي
خلاصة ما أريد قوله هو ان الإطاحة بمرسي تعني أمرا واحدا: موت اي معنى للديمقراطية في مصر للأبد!!!!!!!!! وسيصبح الشعب المصري بعدها شعبا ﻫﻤﺠﻴﺎ ﻣﻌﺘﺪيا ﻋﻠﻲ ﺷﺮﻋﻴﺘﻪ .. ﻭ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺗﻪ .. ﻭ ﺣﺮﻳﺘﻪ…وهنيئا للكونغرس الأمريكي الذي لعب اللعبة على اصولها فبدايةً ارسل اعوانه الطفيليين ليحرضوا الشعب خفاءً وبعدها ظهروا على الشاشات بشكل "متحضر" ليطالبوا بإقالة مرسي وذلك لانهم يروا أن المقترحات الواردة في خطابات مرسي خلال الاسابيع الماضية غير كافية....
ماذا حدث للشعب المصري الابي.؟ لمن تركتوا مصر؟ لمن دمّر العراق من قبلها؟ ام لمن قام بالسكوت لمدة 30 سنة على ظلمها ؟ام لحكم العسكر والازهر والكنيسة ولسيطرة الدين على الدولة كما في العصور الوسطى؟
عجبا لقوم نبذوا الحرية واستحبوا الظلم والعدوان...

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة