للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
سهيل ابراهيم عيساوي في مقاله:
بالرغم من الأخطاء التي وقع بها الرئيس المصري محمد مرسي إلا انه انتخب بشكل ديمقراطي ولم يكمل مدة الحكم الدستورية وتم إقصائه بإنقلاب عسكري مهين من قبل وزير الدفاع الذي عينه السيسي
الإنقلاب العسكري الذي حدث هو إنقلاب عسكري وليس ثورة تصحيحية كما يشيع البعض لأنه أقصى الرئيس المنتخب واعتقل رئيس الوزراء وقيادات إسلامية وكم أفواه الصحفيين ومنع حرية السفر للأخرين ونصب آخرين
الجماهير التي هتفت لإسقاط مرسي وإستعانت بالعسكر سوف تندم والديمقراطية التي حصل عليها الشعب في ظل الثورة سوف تتبخر في المستقبل والمفهوم الخاطئ للثورة والإنقسام الحاد والكفر بالتيار الآخر وتدخل العسكر في الحياة السياسية والتدخلات الخارجية في الشؤون المصرية كلها عوامل سوف تنخر بدولة مصر وأهلها
انظار العالم كانت تتجه في ثورة 25 يناير الى القاهرة القلب النابض للأمة العربية، وسجل أهل مصر الإنتصار الكبير على الذل والفقر والهوان والرجعية، مما عزز صورة مصر في قلوب الملايين، وتسارعت الأحداث في مصر الى حين إجراء إنتخابات ديمقراطية للرئاسة فاز بها الدكتور محمد مرسي الذي يمثل حزب العدالة والحرية المنبثق عن حركة الاخوان المسلمين، وقد نشرت مقالة قبل أكثر من عام قبيل الإنتخابات المصرية، اشرت الى الخطأ الذي إرتكبه جماعة الاخوان المسلمين بدفعها أحد مرشحيها لإنتخابات الرئاسة، لان مصر في تلك المرحلة تحتاج الى رئيس معتدل ومستقل لا يمثل أي حزب سياسي لا علماني ولا متدين، لا شك أن الرئيس المنتخب مرسي وقع في سلسلة أخطاء سياسية وإدارية، بحكم إفتقاره للتجربة والديمقراطية الحديثة، وتكتل خصومه ضده.
أبرز أخطاء مرسي
ومن أبرز الأخطاء التي وقع بها الرئيس مرسي: محاولته الإستحواذ على السلطة القضائية وتقزيمها، وضع الدستور بدون توافق كل القوى السياسية رغم أن الشعب صوت لصالح الدستور وبقي إختلاف على بعض البنود، إقالة عدد من القضاة ومن بينهم المستشار الدكتورعبد المجيد محمود، تعيين هشام قنديل رئيسا للحكومة وهو شخصية صغيرة السن والتجربة، فشل ضم عدد من الأحزاب الغير محسوبة على التيار الإسلامي، ضعف الناحية الأمنية وخاصة في شبه جزيرة سيناء، وإنعدام الأمن للمواطن، إنسداد الأفق السياسي وفشل الحوار بين أطياف اللون السياسي، الإنشغال في الأزمات الخارجية ومصر تعاني من الكثير الكثير من الأزمات الداخلية والخارجية، الفساد المستشري في مؤسسات الحكم بينها السلطة القضائية الإعلام، الإقتصاد المصري بدأ يهتز وفقد الجنيه الكثير من قيمته بسبب سحب وتهريب الأموال الى الخارج وهروب المستثمرين وضعف السياحة، وقيام محمد مرسي بإتخاذ قرارات سريعة غير مدروسة في السياسة لا يكفي أن تكون صادقا إنما الأهم أن تكون حكيما. وإضافة الى قوى إقليمية عديدة لم ترغب في تولي مرسي والتيار الذي يمثله مقاليد الحكم لان نجاحهم سوف يزلزل العروش ويضعف الكروش، لذا سارعت هذه الدول التي التهنئة بسقوط حكم مرسي وبالتأكيد سوف تلوح بدعم الإقتصاد المصري لأنها أصلا حزنت على سقوط مبارك وزمرته ..
الإنتخابات
بالرغم من الأخطاء التي وقع بها الرئيس المصري محمد مرسي، إلا انه انتخب بشكل ديمقراطي، ولم يكمل مدة الحكم الدستورية، وتم إقصائه بإنقلاب عسكري مهين من قبل وزير الدفاع الذي عينه السيسي، صحيح هو نفسه العسكر الذي مهد الطريق لوصول الاخوان للحكم، لكن هذه المرة هنالك من يؤيد شرعية الرئيس وهنالك من يعارض سياسته وحكمه، إقصاء الرئيس بهذه الصورة المهينة، تعيد الى الأذهان حكم العسكر ما زال يخيم على مصر، ولن يتركها في أية ظرف، تطرح عدة تساؤلات شرعية، من يخضع لمن؟ العسكر للرئيس والحكومة أم العكس؟ وهل كلما نزل ملايين الى ميدان التحرير يجب إسقاط النظام، وهل مصلحة الوطن مصطلح فضفاض؟ أم له مقاسات خاصة نفصلها على من نشاء وقت ما نشاء، هل وظيفة الجيش التدخل في الأزمات السياسية أم حماية الحدود؟ هل الديمقراطية تقف عند فوز الإسلاميين؟ وهل حقا حاول الإسلاميين الإستحواذ على كل السلطات في مصر؟ ولماذا حاول العسكر عند الإعلان عن الإنقلاب وإقصاء الرئيس التستر برجال الدين المسلمين والمسيحين، هل للتغطية وللتأكيد انهم ليسوا ضد الدين كدين إنما ضد تسييس الدين، لماذا تم حبس 300 من قيادات الاخوان ومنع المئات من السفر؟ لماذا تم إغلاق القنوات الفضائية الموالية للرئيس من الناس وغيرها بينما القنوات التي تحرض على المؤيدين للرئيس مرسي بقيت تهلل وتشمت وتستبيح الدم المصري، إذا كان لا بد من ضبط الإعلام يجب أن يطبق على الجميع، هل لا نستحق نحن العرب الديمقراطية ولا نجيد ممارستها كما قال الرئيس الروسي بوتين أن الديمقراطية تجوز فقط في الغرب؟ وهل الحل في مصر إجراء مليونية بعد كل خطوة بعدة كل مقابلة وبعد كل إقالة وبعد كل خطاب؟ وهذه الملايين التي لا تعمل تضر بالإقتصاد المصري والأمن القومي والناتج القومي والسياحة وتزيد من الإحتكاك بين الناس وقد وقعت عدة حالات إغتصاب وإعتداء على النساء في ميدان التحرير وقد سقط العشرات من القتلى من المعسكريين والشرطة لم تحرك ساكنا أي دولة في العالم لا تسمح بإعتصامات على مدار العام لشل الدولة وأي دولة لا تسمح بالفوضى التي كانت وبالبلطجة الموجودة، وهل الخطوة التي قام بها الجيش صحيحة أخلاقيا وسياسيا وتاريخيا وأمنيا ودينيا؟، وهل هذا كان الحل الوحيد واليتيم، الإنقلاب بهذه الصورة أضر بصورة مصر وأضر بالديمقراطية الوليدة بل دفنها في مهدها، كما يبدو أن مفهوم الديمقراطية لدى البعض هو هش وسطحي وشكلي وصوري، الديمقراطية تشمل فصل السلطات الثلاث عن بعضها وأن يكون الجيش تحت امرة السلطة التنفيذية وهي الحكومة المنتخبة والمساوة بين جميع الافراد ، وإعطاء الحريات الشخصية للفرد مثل الحرية السياسية والدينية وحرية التنقل والحق في المعرفة وحرية الصحافة وإستقلال القضاء وتداول السلطة بصورة سلمية عبر صناديق الإقتراع.
ثورة تصحيحة
إن الإنقلاب العسكري الذي حدث هو إنقلاب عسكري وليس ثورة تصحيحية كما يشيع البعض لأنه أقصى الرئيس المنتخب واعتقل رئيس الوزراء وقيادات إسلامية وكم أفواه الصحفيين ومنع حرية السفر للأخرين ونصب آخرين. وهذا تم بيد العسكر وإن كان تشاور مع البعض صحيح أن الجيش نفى أن يكون طامعا بالسياسة والحكم لكن من يصدق هذا، العسكر يمسك الخيوط منذ زمن وسوف يظل يجثم على أنفاس المصريين ويحصى أهاتهم يتهرب منها، خسارة أن الأمور وصلت الى هذا الحد من الإستهتار بالعقل العربي والمواطن المصري والأنظمة الديمقراطية، وقد اشرت في كتابي "تصبحون على ثورة" الصادر عام 2011، أن كثرة الإعتصامات والمظاهرات من الإفرازات سلبية لثورة يناير 2010، وها هي الإعتصامات تجزء وتفتت من عضد الدولة وتستنزف مقدرات مصر التي بحاجة الى كل جهد وساعة عمل وتركيز في محاربة الفساد والبناء والتطوير. في رأيي أن الجماهير التي هتفت لإسقاط مرسي وإستعانت بالعسكر سوف تندم والديمقراطية التي حصل عليها الشعب في ظل الثورة سوف تتبخر في المستقبل، وإن المفهوم الخاطئ للثورة والإنقسام الحاد والكفر بالتيار الآخر وتدخل العسكر في الحياة السياسية والتدخلات الخارجية في الشؤون المصرية كلها عوامل سوف تنخر بدولة مصر وأهلها.
إجراء إنتخابات مبكرة
لا أحد ينكر أن مرسي إرتكب الأخطاء العديدة لكنه لم يمنح الفرصة اللازمة وليس من العيب إجراء إنتخابات مبكرة للرئاسة اذا شعر الحاكم أن هنالك تذمر في الشارع وإنسداد الأفق السياسي، لكن ما طلبته المعارضة ليس إنتخابات مبكرة، إنما إلغاء الإنتخابات لأنه حكم سنة وبقي له ثلاث سنوات من الممكن إجراء إنتخابات بعد مرور ثلاث سنوات. وهل الديمقراطية تعني إقصاء التيار الإسلامي، هل الثورة جاءت قبل ميعادها كان مبارك كثيرا علينا !! هل تحب الضحية جلادها لهذا الحد !!! لماذا نكذب الكذبة ثم نصدقها !! لماذا لا نتعلم من دروس الشعوب التي مرت بالتجربة الديمقراطية، لماذا تهول لإعادة عقارب الساعة الى الوراء دائما . وكلنا أمل أن تنجح مصر في تخطى المرحلة الحرجة والنفق الذي دخلته بديها المكبلة، والعودة الى المسار الصحيح والديمقراطي ويكون ما حدث درسا للقوى السياسية المختلفة بضرورة نبذ العنف والعمل السياسي من خلال المؤسسات المنتخبة والهيئات القضائية وليس عبر الأحتكام للشارع والذي سرعان ما ينقلب على الجميع فالشارع المصري اشبه بحالة الطقس يتبدل وفق إتجاه الريح. وأي رئيس منتخب سوف يصطدم مع الجيش وصلاحياته الفضفاضة وكل رئيس يحاول الخروج من القمقم سوف يطيح به العسكر كما حدث مع مرسي.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net