الأخبار العاجلة
عنان سهيل مزلبط في مقاله:
جودة اداء السلطة المحلية العربية لا ينسجم مع حجم هذه التوقعات ولا تمكنها من أن تقوم بعمليات النهوض المطلوبة للقرى والبلدات العربية
تشكل السلطة المحلية حلقة الوصل بين الحكم المركزي والمواطن ويتلخص دورها الاساسي في تقديم الخدمات للمواطنين والإشراف عليها وتوفير كل المتطلبات اللازمة لخدمة أهل البلدة
دور الشباب لا يقل أهمية عن دور الفئات الأخرى في دعم السلطة المحلية والرقابة عليها فدعم الشباب للسلطة والمشاركة بالاقتراحات والرقابة يساعد في خلق بيئة ادارية نقية بعيداً عن روتين الادارة المعقدة
لا أحد يعرف احتياجات ومتطلبات الشباب اكثر من الشباب أنفسهم فمهما حاول أعضاء المجلس كثيري الخبرة وكبار السن أن يعملوا جاهدين ليوفروا كل ما تحتاجه هذه الفئة من خدمات مَحَليّة لن يوفروها كلها وستبقى هنالك نواقص
تحظى قضايا السلطات المحلية عموماً والسلطات المحلية العربية على وجه الخصوص، باهتمام متزايد من قبل المجتمع بشكلٍ عام. يعود هذا الاهتمام على خلفية تغيرات سياسية، اجتماعية واقتصادية تدفع باتجاه صياغة مجددة لدور الحكم المحلي في ضمان جودة ومستوى حياة المواطنين وما ينجم عنها من تغييرات في العلاقة بين الحكم المركزي والمحلي، من الناحية الادارية، التمويلية، نوعية ومستوى الخدمات، العلاقة مع مؤسسات اخرى مختلفة والجمهور العام.
تشير الابحاث التي تناولت موضوع السلطات المحلية العربية الى أن لهذه المؤسسة اهمية بالغة مصدرها النظرة اليها كرافعة لتنمية وتطوير المجتمع العربي في البلاد وكوسيلة للتأثير على واقعه. الا أن جودة اداء السلطة المحلية العربية لا ينسجم مع حجم هذه التوقعات ولا تمكنها من أن تقوم بعمليات النهوض المطلوبة للقرى والبلدات العربية. (بحسب بحث غادة ابو جابر-نجم، تطوير السلطات المحلية العربية).
سياسات الدولة العنصرية
يعود ذلك لعدة اسباب مختلفة، منها سياسات الدولة العنصرية في موضوع الهبات والميزانيات، واخرى في العلاقة المتوترة وعدم الثقة المتواجدة بين السلطة المحلية والمواطنين. تشكل السلطة المحلية حلقة الوصل بين الحكم المركزي والمواطن. يتلخص دورها الاساسي في تقديم الخدمات للمواطنين والإشراف عليها، وتوفير كل المتطلبات اللازمة لخدمة أهل البلدة. تصل نسبة التصويت في انتخابات السلطات المحلية العربية الى معدلات عالية اجمالاً وتتأثر سلباً بحجم البلد، تدل هذه النسب على اهمية السلطة المحلية في الحياة السياسية للمجتمع العربي في البلاد، الا انها ليست بالضرورة مؤشراً على ازدهار الديمقراطية، بل تشير بالأساس الى حالة من التشرذم وتحول الانتخابات الى حلبة صراع تتحكم فيها مصالح ضيقة-عائلية، حمائلية او جهوية.
حالة التشرذم
تنعكس حالة التشرذم هذه في كثرة القوائم التي تخوض الانتخابات وما تفرزه من تعقيد في تشكيل ائتلاف بلدي ثابت قادر على تسيير العمل البلدي. اضافةً الى انها تؤثر في جودة القرارات التي يتخذها المجلس البلدي- بالأخص الرئيس، لما يتحكم فيها من اعتبارات مختلفة هدفها المحافظة على التحالفات على حساب المصلحة العامة.(مهند مصطفى، 2008). من بين هذه الائتلافات لا نجد تمثيل شبابي من شأنه أن يسعى الى التغيير في الوضع القائم، كما أن غالبية اعضاء السلطات المحلية العربية هم من فئات عمرية يصل معدلها تقريباً الى 50 عاماً، ذلك لو اردنا فحص معدلات اعمار اعضاء او رؤساء السلطات المحلية العربية. مما يعني تهميش واضح لهذه الشريحة الشبابية الكبيرة والتي تشكل ثروة بشرية مستقبلية واعدة. ان عدم التمثيل الشبابي في السلطات المحلية العربية يؤدي بالضرورة الى عدم نجاعة الحكم وعدم الاهتمام في القضايا والاحتياجات التي تخص هذه الشريحة، كالرياضة والنوادي الشبابية وقضايا التعليم وغيرها. فلا أحد يعرف احتياجات ومتطلبات الشباب اكثر من الشباب أنفسهم. فمهما حاول أعضاء المجلس، كثيري الخبرة وكبار السن أن يعملوا جاهدين ليوفروا كل ما تحتاجه هذه الفئة من خدمات مَحَليّة، لن يوفروها كلها، وستبقى هنالك نواقص.
دور الشباب
يجب العمل والتشديد على أهمية دور الشباب في التأثير على السياسة في السلطة المحلية وتمكينهم من الرقابة المجتمعية على اداء السلطة بهدف تعزيز مبدأ الشفافية وتحسين مستوى الأداء الاداري والخدماتي. أن دور الشباب لا يقل أهمية عن دور الفئات الأخرى في دعم السلطة المحلية والرقابة عليها، فدعم الشباب للسلطة والمشاركة بالاقتراحات والرقابة يساعد في خلق بيئة ادارية نقية بعيداً عن روتين الادارة المعقدة. يجب علينا أن نرشح على الأقل ممثلاً شبابياً واحداً في كل قائمة، وإذا أمكن يجب أن نرشح قوائم شبابية مستقلة في كل بلدة ومدينة، فليس كبر السن ما يحدد فاعلية العضو ومدى قوة تأثيره، هناك شباب يفكرون ويعملون، ولديهم قدرة قيادية تفوق قدرات الكثيرين من كبار السن.
الشباب والانتخابات المحلية :
في أغلب مدننا وقرانا العربية، السيناريوهات متشابهة قبل الانتخابات ببضعة أشهر، بحيث يبدأ المرشحين بالدعايات الانتخابية المختلفة وفي غالبيتها هي حمائلية وعائلية وحتى حزبية ، فيكون طابع التصويت هو على اساس عائلي/حمائلي/طائفي/حزبي ليس الا. روتين نراه يتكرر منذ ولادتنا حتى حفظناه. وفي أغلب الأحيان المرشح يتغيّر بعد استلام المنصب، أو انه ينسى وعوده وكأنها لم تكن.
اين دورنا نحن كشباب من ذلك ؟؟ يجب علينا، نحن الشباب، كأبناء وبنات هذا المجتمع، وكثروة بشرية مثقفة وواعية أن نشارك ونصوت في الانتخابات المحلية. يجب علينا أن نبحث ونراقب ونختبر كل المرشحين قبل الانتخابات، ونصوّت للمرشح الذي ارتأينا أنه الأنسب والأفضل لخدمة البلدة وتطويرها وخاصةً العمل على تطوير المشاريع الشبابية المهملة في أغلب سلطاتنا المحلية. لا يجب أن نصوت لإبن العائلة، أو ابن الطائقة، أو صديق العائلة، أنما للمرشح القائد الذي يستطيع أدارة البلدة بنجاعة وشفافية والنهوض بالبلدة وتطويرها. فقط هكذا نستطيع القضاء على المحسوبيات والواسطة والفساد السياسي في بلداتنا العربية. من الجدير ذكره بأن هذا المقال هو ضمن الحملة الاعلامية التي يطلقها مركز انجاز حول موضوع تأثير دور الشباب على انماط الانتخاب في السلطات المحلية العربية.
الكاتب طالب حقوق من المغار
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency