الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 20 / مايو 13:01

فكرتان عاجلتان للخمسين/ بقلم: سليمان جودة

كل العرب
نُشر: 12/09/13 09:17,  حُتلن: 09:21

سليمان جودة في مقاله:

فوجئنا على مدى عام كامل من حكم مرسي بأنه عفا عن «مدانين» في جرائم كاملة

صلاحيات رئيس الجمهورية في العفو عن الأشخاص يجب أن توضع لها حدود معقولة ومقبولة في دستورنا الجديد

سوف يكون شيئاً جيداً للغاية، أن يلتفت الخمسون عضواً الذين يعدلون دستور الإخوان هذه الأيام إلى أمرين من الضروري أن نتوقف عندهما. أما الأول فهو أن يشار إلى الدولة في الدستور بمسماها الحقيقي، وهو «مصر»، لا «جمهورية مصر العربية»، فالعالم كله في شتى اللغات، يعرفها على أنها Egypt، وهذا هو اسمها الذي كان ولايزال، وسوف يظل، وليس معقولاً أن نقول عنها مرة إنها جمهورية مصر العربية، ومرة أخرى نسميها الجمهورية العربية المتحدة، وهكذا.. وهكذا.. مع أن أمامنا اسمها الخفيف على اللسان، والجذاب، والأصلي، وهو: مصر.


إن كل دولة توصف دائماً باسمها مجرداً دون أي إضافات إليه لا لزوم لها، ولم نسمع ـ مثلاً ـ عن تسمية فرنسا بـ«الجمهورية الفرنسية الأوروبية» ولا قيل عن إيطاليا إنها الجمهورية الإيطالية الأوروبية، وإنما اسمها فرنسا، وإيطاليا، لا أكثر، ولا أقل.
ولن يكون في اسم بلدنا هذا أي نوع من التخلي عن امتدادنا العربي، أو التزامنا تجاه أمتنا العربية، لأن الالتزام هنا، أو الامتداد إنما هو مضمون وممارسة، ليس مجرد مسمى. هذه فكرة.. والثانية أن صلاحيات رئيس الجمهورية في العفو عن الأشخاص، يجب أن توضع لها حدود معقولة، ومقبولة في دستورنا الجديد.

حكم مرسي
لقد فوجئنا على مدى عام كامل من حكم «مرسي» بأنه عفا عن «مدانين» في جرائم كاملة، وأرجو أن ننتبه هنا إلى أني وضعت كلمة «مدانين» بين قوسين، لأن العفو من جانبه، لا سامحه الله ولا غفر له، كان في كل حالة عن شخص مدان، وليس عن مجرد شخص متهم، يحتمل وضعه الإدانة أو البراءة! وربما يكون العفو من جانبه عن قاتل اللواء شيرين، قائد قوات الأمن في أسيوط، هو المثال الصارخ في هذا المجال، فالرجل الذي عفا عنه الرئيس الإخواني، كان قد قتل اللواء وحوكم على فعلته وأدين، وعوقب مرتين، وفي كل مرة كانت العقوبة 25 عاماً، ومع ذلك فقد عفا عنه «مرسي»!!

خطيئة مضاعفة
وقد كان عفواً من هذا النوع يمثل خطيئة مضاعفة: مرة لأن فيه استهانة بأحكام القضاء، ومرة لأن فيه أيضاً استخفافاً بحياة رجل شرطة عاش ومات وهو يؤدي واجبه. ولم يكن مثال اللواء شيرين، فريداً من نوعه فما أكثر المدانين، والمجرمين، والقتلة، الذين عفا عنهم رئيس الإخوان، وأطلقهم على المجتمع تارة، وفي سيناء تارة أخرى، بما جعل العبء على قواتنا المسلحة فيها مضاعفاً، وثقيلاً.. ثم تسمع بعد ذلك من يتبجح، ويصف المعزول بأنه رئيس شرعي! الله وحده أعلم بحجم الوقت الذي سوف نكون في حاجة إليه، لإزالة آثار خطايا مرسي وجماعته، ولكننا لا نريد لشيء من ذلك أن يتكرر مستقبلاً، وهو ما تملكه لجنة الخمسين كاملاً في يديها.

نقلاً عن صحيفة "المصري اليوم"

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة