للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
الدكتور حسام محاجنة:
تعتبر السّمنة إحدى آفات العصر الحديث ومن أوسعها إنتشارًا وما زال إنتشارها يزداد يومًا بعد يوم
السمنة هي زيادة وزن الجسم عن الحد الطبيعي نتيجة تراكم أو تجمع الشحوم الزائدة في مخزون الأنسجة الدهنية، في مناطق مختلفة بالجسم
النوع الأول من السّمنة هي تلك التي تنجم عن زيادة في النسيج الدهني وعدد الخلايا الدهنية وعادة ما تبدأ بجيل الطفولة وعادة ما يصعب التخلص منها وتستمر مدى الحياة وتتجمع الدهون في الأطراف ووسط الجسم
يقول الدكتور حسام محاجنة لليدي كل العرب: "السّمنة ليست مجرد وزن مفرط بصورة كبيرة، انما هي مرض يحمل مخاطر عضوية ونفسيّة جمّة على صحة الانسان، وعلى جودة حياته وكيفية ادراكه لذاته وبيئته. لذلك، اذا كنت تعاني او تعانين من فرط الوزن او السّمنة، فلا مجال لترك الأمر دون اهتمام، ولا مجال لليأس. راجع وراجعي طبيبك الخاص بالنسبة لإمكانيات العلاج، وقم وقومي بالاستعانة بطاقم الاخصائيين المتوفر لدى صناديق المرضى المختلفة. حان وقت العمل".
د.حسام محاجنة
د. حسام: تعتبر السّمنة إحدى آفات العصر الحديث ومن أوسعها إنتشارًا، وما زال إنتشارها يزداد يومًا بعد يوم. يعتبر التغيير الذي حدث على نمط حياة الانسان في القرن العشرين، وما يحتوي من تغييرات طرأت على عادات الأكل وقلّة الحركة وكثرة الراحة، مسؤولاً أولاً عن الانتشار الواسع للوزن المفرط والسمنة.
من خلال هذا اللقاء لليدي كل العرب مع الدكتور حسام محاجنة من مدينة إم الفحم، مختص في مجال السمنة، نحاوره حول السمنة، اسبابها ومسبباتها وطرق الوقاية منها في لقاء موسع.
ليدي: ما هي السّمنة؟
د. حسام: السمنة هي زيادة وزن الجسم عن الحد الطبيعي، نتيجة تراكم أو تجمع الشحوم الزائدة في مخزون الأنسجة الدهنية، في مناطق مختلفة بالجسم. يجب الذكر هنا ان عدد الخلايا الدهنية التي توجد في جسم الانسان، تظل في ازدياد حتى وصوله لسن البلوغ، عندها يصبح عددها ثابتًا لا يتغير، انما يزداد حجمها او ينقص، تمامًا كحال الخلايا العضلية التي لا يتغير عددها، انما يزداد حجمها بالتشغيل المتكرر. هذا الأمر يفسّر خطورة السّمنة عند الأطفال، حيث ان الطفل السمين بعد وصوله سنّ البلوغ يظل يعاني السّمنة طوال حياته، ويكون علاجه أصعب بكثير ممن أصيب بالسّمنة بعد البلوغ.
ليدي: ما هي أنواع السّمنة؟
د. حسام: النوع الأول من السّمنة هي تلك التي تنجم عن زيادة في النسيج الدهني وعدد الخلايا الدهنية، وعادة ما تبدأ بجيل الطفولة، وعادة ما يصعب التخلص منها وتستمر مدى الحياة، وتتجمع الدهون في الأطراف ووسط الجسم. النوع الثاني من السّمنة هي تلك التي تنجم عن تضخم في الخلايا الذهنية وتكون عادة متوسطة في حدتها، وتبدأ بعد سن البلوغ وتتراكم الدهون في وسط الجسم. النوع الثالث من السّمنة هي السمنة المؤقتة والتي تظهر في بعض مراحل العمر وقد تتحول الى سمنة مزمنة اذا لم تتخذ الاجراءات اللازمة للتخلص منها، ومن هذه الفترات: فترة المراهقة، وفترة ما بعد الولادة، وعند النساء في فترة ما بعد انقطاع الطمث.
منسب كتلة الجسم:
يُعدّ منسب كتلة الجسم، او ما يعرف بالـ BMI (Body Mass Index)، مؤشّراً بسيطاً للوزن مقابل الطول، يُستخدم عادة لتصنيف فرط الوزن والسمنة بين البالغين. ويُحسب ذلك المنسب بتقسيم الوزن (بالكيلوغرام) على مربّع الطول (بالمتر) (كيلوغرام/ م2). يُعدّ منسب كتلة الجسم أفضل الوسائل لقياس فرط الوزن والسمنة لدى السكان، غير أنّه يجب اعتبار الأرقام التي يعطيها أرقاماً تقديرية، لأنّها قد لا تعكس نسبة الدهون ذاتها لدى مختلف الأفراد. ويعتبر الوزن سليمًا عندما يكون هذا المنسب بين 18.5 حتى 24.9.
تعرّف منظمة الصحة العالمية "فرط الوزن" على أنّه الحالة التي يبلغ فيها منسب الجسم 25 أو يتجاوز تلك النسبة، وتعرّف "السمنة" على أنّها الحالة التي يبلغ فيها ذلك المنسب 30 أو يتجاوز تلك النسبة. وهنالك تصنيف آخر لا يتبع لمنظمة الصحة العالمية ويسمى السمنة المفرطة، عندما يتجاوز منسب كتلة الجسم الـ 40.
ليدي: ما هي الأسباب المؤدية للسمنة؟
د. حسام: هنالك عوامل عديدة قد تؤدي الى السّمنة ومنها:
إختلال توازن الطاقة المكتسبة والمستهلكة: وهو العامل الأول من حيث العوامل المسببة لفرط الوزن والسّمنة. الطاقة المكتسبة نحصل عليها من خلال الغذاء والشراب، اما المستهلكة فهي الطاقة التي نستهلكها في الفعاليات المختلفة، وعندما تفوق كمية الطاقة المكتسبة نظيرتها المستهلكة، تخزن هذه الطاقة داخل الجسم على هيئة دهون.
نمط حياة غير فعال: لكثرة العمل المكتبي وكثرة الجلوس امام الحاسوب والتلفاز، وكذلك توفر وسائل الطاقة واعتمادنا عليها اعتمادًا شبه كلي حتى لقطع المسافات القصيرة.
العامل الوراثي: أثبتت الأبحاث التي أجريت على التوائم ان للعامل الوراثي تأثيرًا بالغًا جدًّا على احتمال الاصابة بفرط الوزن والسمنة، وكذلك لها تأثير كبير على كيفية وهيئة توزيع الدهن الزائد في الجسد ومكان تراكمه. يجب التنويه هنا ان العامل الوراثي في هذا الشأن يرتبط ارتباطًا كبيرًا أيضًا بعادات تناول الطعام المكتسبة بالعائلة.
حالات مرضية معينة: هنالك بعض الحالات المرضية التي قد تؤدي الى فرط الوزن، على سبيل المثال قصور الغدة الدرقية او زيادة افراز الغدة الكظرية (فوق الكلوية) او متلازمة تكيّس المبايض، والتي تصيب حوالي 5% من النساء.
بعض العقاقير: هنالك انواع من العقاقير تؤدي الى زيادة الوزن، ومنها هورمونات الستيروئيد على أنواعها، العقاقير المضادة للاكتئاب والصرع، وكذلك بعض العقاقير لعلاج السكري وغيرها.
عوامل أخرى: مثل العوامل الشعورية المختلفة، الجيل، الحمل وقلة النوم.
ليدي: ما هي أخطار السّمنة؟
د. حسام: تقسم الآثار الناجمة عن السمنة الى آثار سلبية عضوية وآثار سلبية نفسيّة، سنعرض لأهم المخاطر العضوية التي تشكلها السّمنة على صحة الانسان، وهي بالإيجاز على النحو التالي:
- أمراض القلب التاجيّة وقصور عضلة القلب.
- ضغط الدم المرتفع وما يؤدي الى مخاطر صحية.
- ازدياد احتمال الاصابة بالفالج (الجلطات الدماغية).
- مرض السكري.
- ازدياد احتمال الاصابة بالأورام السرطانية وأهمها سرطان القولون، الثدي، الرحم والمبيضين.
- مرض خناق النوم.
- العقم بسبب التغيرات الهورمونية.
- ازدياد احتمال تكوّن حصى المرارة.
- الضعف الجنسي.
- مشاكل الكبد بدءًا بتدهّن الكبد وانتهاء بتشمع الكبد.
- امراض المفاصل وأوجاعها.
ليدي: ما هي سبل علاج السمنة؟
د. حسام: تقسم سبل علاج فرط الوزن والسّمنة الى 3 سبل:
تغيير نمط الحياة: يعتبر تغيير نمط الحياة وانتهاج نمط حياة صحي الخطوة الاولى في علاج السّمنة والتخلص منها، ويشتمل هذا التغيير على تغيير في عادات الاكل لدى الفرد، وعلى توزان الطاقة السلبي في بداية الأمر، كذلك يشتمل تغيير نمط الحياة على انتهاج حياة ذات طابع فعّال أكثر، والتقليل من الجلوس أمام الحاسوب والتلفاز، كذلك المداومة على ممارسة الرياضة. لا يتسع المقام لسرد أساليب وطرق التغيير، الا انه بالإمكان الاستعانة بأخصائيين في هذا المجال عن طريق صناديق المرضى المختلفة.
عقاقير تخفيف الوزن: هنالك عدة عقاقير مصادق عليها بهدف تخفيف الوزن، لكل منها حسناتها وسلبياتها، لا يتسع المجال لذكرها هنا. هذه العقاقير قد يستخدمها من يفشل بتخفيف وزنه بعد تغيير نمط حياته، كما ذكر أعلاه، ويجب التنويه بأن هذه العقاقير يجب الا تستخدم لوحدها، انما يتم دمجها في اطار تغيير نمط الحياة والتغييرات السلوكية المختلفة.
العمليات الجراحية الهادفة لتخفيف الوزن: هذه العمليات تشكل خيارًا للأشخاص الذين يعانون من السّمنة المفرطة، عندما تبوء الامكانيات الأخرى لتخفيف الوزن بالفشل. تقترح هذه العمليات الجراحية لمن يعانون من منسب كتلة الجسم فوق الـ 40، او فوق الـ 35 مع امراض أخرى كالسكري، خناق النوم او قصور عضلة القلب الناجم عن السّمنة. هنالك عمليات جراحية مختلفة لتخفيف الوزن، أكثرها انتشارًا في أيامنا هما عملية تصغير حجم المعدة (Sleeve Gastrectomy) وعملية تخطي المعدة (Gastric bypass).
ليدي: كلمة اخيرة؟
د. حسام: كما ذكر أعلاه، السّمنة ليست مجرد وزن مفرط بصورة كبيرة، انما هي مرض يحمل في طياته مخاطر عضوية ونفسيّة جمّة على صحة الانسان، وعلى جودة حياته وكيفية ادراكه لذاته وبيئته. لذلك، اذا كنت تعاني او تعانين من فرط الوزن او السّمنة، فلا مجال لترك الأمر دون اهتمام، ولا مجال لليأس. راجع وراجعي طبيبك الخاص بالنسبة لإمكانيات العلاج التي ذكرت أعلاه، وقم وقومي بالاستعانة بطاقم الاخصائيين المتوفر لدى صناديق المرضى المختلفة. حان وقت العمل.